تواصل قوات معززة من الشرطة الإسرائيلية فرض طوق مشدد على قرية ترابين الصانع في منطقة النقب جنوبي البلاد لليوم الثالث على التوالي، في ظل اقتحامات متكررة للبلدة، وذلك عقب اعتقالات واعتداءات بحق سكانها، وبالتزامن مع إعلان وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير عزمه مواصلة اقتحام القرية.
وقال الشيخ عبد الباسط ترابين، عضو مجلس بلدي القسوم ومن سكان القرية، إن الشرطة تدخل البلدة وتخرج منها بشكل متكرر منذ أيام، مؤكدا أن ما يجري لا يستند إلى أي مبررات أمنية حقيقية، واصفا ما يحدث بأنه "عقاب جماعي واستفزاز منظم بحق السكان العزل". وأضاف أن الشرطة لا تنفذ عمليات تفتيش بحثا عن مشتبهين، بل تمارس سياسة ضغط وترهيب دون أسباب واضحة.
وأوضح ترابين أن الشرطة اعتقلت، أمس واليوم، 17 شابا من القرية، جرى الإفراج عنهم بعد ساعات قصيرة، دون تمديد اعتقال أو توجيه لوائح اتهام، مشيرا إلى أن المعتقل الوحيد الذي لا يزال قيد الاحتجاز تعود قضيته إلى ملف آخر لا علاقة له بما يجري في القرية. وأكد أن حركة الدخول والخروج من البلدة لا تزال متاحة، رغم التواجد الكثيف لقوات الشرطة في محيطها وداخلها.
وردا على الادعاءات الرسمية حول أسباب الحصار، نفى ترابين وجود أي مبرر واضح للإجراءات المتخذة، مؤكدا أن ما يجري ليس مرتبطا بحوادث حرق سيارات أو أحداث أمنية، لافتا إلى أن اقتحامات مشابهة وقعت في فترات سابقة، بما فيها خلال الحرب، دون وجود ذرائع حقيقية، وتخللتها عمليات إطلاق نار وتخريب لمنازل المواطنين.
وانتقد ترابين غياب التحرك الرسمي من قبل الجهات المحلية، مشيرا إلى أن رئيس مجلس القسوم جبر أبو كاف لم يزر القرية ولم يصدر أي موقف علني تجاه ما يجري. كما وجه انتقادات حادة لمساعدة رئيس المجلس، سيفان مور، متهما إياها بالتحريض ضد السكان البدو، ومؤكدا أنها مرتبطة سياسيا بجهات داعمة لبن غفير.
وختم ترابين بالقول إن ما يحدث في ترابين الصانع يأتي في إطار حملة سياسية دعائية على حساب المواطنين، مطالبا بوقف الاقتحامات واحترام حقوق السكان، ووضع حد لسياسة العقاب الجماعي التي تستهدف القرى البدوية في النقب.