حذر الأكاديمي والخبير في سياسة الشرق الأوسط، الدكتور محجوب الزويري من أن المنطقة تقف على أعتاب جولة مواجهة جديدة.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس، أن "السؤال لم يعد مرتبطا بوقوع المواجهة من عدمه، بل بطبيعتها وشكلها، وما إذا كانت ستتخذ طابعا قصير الأمد عبر هجمات سريعة، أم أنها ستتطور إلى مواجهة طويلة الأمد".
وقال الزويري إن استمرار التصعيد يعود إلى عاملين أساسيين، أولهما سعي الحكومة الإسرائيلية، وعلى رأسها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلى الهروب من أزماتها الداخلية، خاصة تلك المرتبطة بالحرب على غزة، والإخفاقات السياسية والعسكرية التي رافقتها، وذلك من خلال نقل الأزمة إلى الخارج عبر توسيع دائرة الهجمات العسكرية، سواء في جنوب لبنان أو سوريا أو حتى في اتجاه إيران.
وتابع: "أما العامل الثاني، يتمثل في غياب لاعب دولي حاسم قادر على لجم إسرائيل، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة، رغم نفوذها، لم تصل بعد إلى مرحلة فرض خطوط حمراء واضحة على الحكومة الإسرائيلية".
معادلة نتنياهو
وأضاف أن نتنياهو يراهن على معادلة سياسية تقوم على البقاء في الحكم مقابل تقديم نفسه شريكا أساسيا في تنفيذ المصالح الأمريكية في المنطقة، ملوحا بورقة الانتخابات المبكرة في حال تعرض لضغوط، بما يؤدي إلى شلل سياسي داخلي يسمح لإسرائيل بمواصلة عملياتها العسكرية دون مساءلة.
ورأى الزويري أن نتنياهو يتصرف وكأنه "مقاول سياسي" للإدارة الأمريكية في تنفيذ سياسات غير معلنة، من بينها محاولة إضعاف النظام في إيران، وليس بالضرورة إسقاطه بشكل مباشر.
وأكد الزويري أن خيار التدخل البري لإحداث تغيير شامل في إيران غير مطروح، نظرا لعدم استعداد أي طرف، بما في ذلك الولايات المتحدة، لتحمل كلفته.
واعتبر أن ما قد يجري هو سلسلة عمليات تهدف إلى إضعاف البنية الداخلية للنظام وزعزعة استقراره على المدى الطويل، بما يفتح الباب أمام تغييرات داخلية لاحقة.
وفيما يتعلق بموقف دول الخليج، استبعد الزويري أن تكون هذه الدول معنية بمواجهة عسكرية شاملة في المنطقة، مشيرا إلى أن إيران تمر بمرحلة ضعف، وأن دول الخليج، وعلى رأسها السعودية، تسعى إلى احتواء التصعيد وليس الانخراط فيه.