قال د. نهاد علي، رئيس قسم المجتمع العربي في كلية الجليل الغربي وجامعة حيفا، إن عام 2025 لم يحمل أي بشائر إيجابية للمواطنين العرب، لا على مستوى الداخل ولا على مستوى العلاقات مع الدولة،
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس، أن الخطاب السياسي التحريضي بات يُترجم بشكل مباشر إلى سلوك يومي، محذرًا من خطورة تصريحات مسؤولين إسرائيليين كبار، مثل ما قاله وزير المالية ووزير الأمن القومي بشأن رئيس محكمة العدل العليا، معتبرًا أن هذا النوع من الخطاب، حتى لو جرى تبريره لغويًا، يخلق شرعية للعنف ويُسهم في تحويله إلى ممارسة واقعية على الأرض.
معطيات غير مفاجئة
وأشار إلى أن المعطيات التي أُعلنت مؤخرًا، والتي تُظهر أن نحو 74% من المواطنين اليهود يؤيدون بشكل أو بآخر تهجير المواطنين العرب، لم تُفاجئه بقدر ما صدمته درجة القبول المجتمعي العلني بهذه المواقف، مؤكدًا أن المجتمع الإسرائيلي لم يعد يخجل من التعبير عن عنصريته أو استعلائه الثقافي.
وأضاف أن الاعتداءات على عمال ومواطنين عرب، من تل أبيب إلى حيفا والمدن المختلطة، باتت مشهدًا شبه يومي، وأن كثيرًا من هذه الحوادث لا يصل أصلًا إلى الإعلام.
سقوط الأقنعة
ولفت إلى أن ما يُسمى "سقوط الأقنعة" لم يبدأ بعد أحداث السابع من أكتوبر، بل ظهرت ملامحه بوضوح من قبل، وتحديدًا بعد أحداث هبة الكرامة، حيث بدأت الاستطلاعات تُظهر تحولات حادة في مواقف المجتمع اليهودي، بما في ذلك داخل ما يُعرف بالتيار المركزي وحتى بعض أوساط اليسار.
وأوضح أن 77% من المواطنين اليهود يرفضون سكن العرب في أحيائهم، وهي نسبة تعكس تغيرًا بنيويًا في السلوك الاجتماعي والسياسي.
تصاعد العنف مع الانتخابات
وحذر من أن السنوات الانتخابية عادة ما تشهد تصاعدًا في الخطاب المتطرف، متسائلًا عما إذا كان اليمين الإسرائيلي سيقبل بنتائج الانتخابات المقبلة في حال خسرها، معتبرًا أن هذا السؤال بات مطروحًا بجدية داخل المجتمع الإسرائيلي، وأنه يُنذر بمزيد من التآكل في ما تبقى من العملية الديمقراطية.
وختم د. نهاد علي بالتأكيد على ضرورة استمرار العمل مع القوى الإسرائيلية التي ما زالت تؤمن بالتعايش وحقوق المواطنين العرب، رغم تراجع تأثيرها، محذرًا من أن الصورة ستكون أكثر قتامة إذا جرى التخلي عن هذا المسار، في ظل تصاعد العنف وشرعنته سياسيًا واجتماعيًا.