قال الصحفي اللبناني فارس أحمد إن عام 2025 شكّل مرحلة مفصلية في المشهد اللبناني، مشيرا إلى أن كل المؤشرات السياسية الحالية في لبنان تدل على توجه واضح نحو تسويات سياسية عالية المستوى، مع تراجع كبير لاحتمالات اندلاع حرب جديدة في المدى القريب.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس، أن التصريحات الأخيرة لرئيس لبنان عكست حالة من الاطمئنان الرسمي، مؤكدا أن شبح الحرب بات بعيدا بنسبة كبيرة، في ظل تفاهمات ومناقشات سياسية تجري على مستويات عليا حول شكل المرحلة المقبلة، بعد عام وصفه بـ "المليء بالأحداث الأمنية والسياسية الحساسة، خصوصا في الجنوب اللبناني".
ملف حصر السلاح
وفيما يتعلق بملف السلاح، شدد فارس أحمد على أن هذا الملف لا يزال العائق الأكبر أمام استقرار داخلي كامل، موضحا أن مسألة حصر السلاح بيد الدولة ليست بالبساطة التي يتصورها البعض، نظرا لوجود أحزاب وحركات وفصائل تمتلك السلاح منذ أكثر من ثلاثين وأربعين عاما.
ولفت إلى أن التجارب السابقة، ومنها طاولة الحوار الوطنية التي ناقشت استراتيجية دفاعية شاملة، لم تستمر بسبب تطورات اقليمية عصفت بالمنطقة وأثرت بشكل مباشر على لبنان.
وتابع: "الساحة اللبنانية تشهد انقساما بين من يدعو إلى تجميد السلاح، ومن يطالب بتسليمه بشكل كامل، في مقابل أطراف أخرى ترى في استمرار الفوضى فرصة لتعزيز نفوذها، خاصة من قبل ما أمراء الحرب الجدد المدعومين من الخارج، والذين يستفيدون من غياب القرار الموحد".
الجهة الأكثر نفوذًا
وعن الجهة الأكثر نفوذا في لبنان حاليا، اعتبر أحمد أن الولايات المتحدة هي صاحبة التأثير الأكبر، عبر ضغوطها السياسية والاقتصادية على شريحة واسعة من صناع القرار، إلى جانب الدور الفرنسي المتنامي، خاصة في ظل وجود عدد كبير من اللبنانيين من مزدوجي الجنسية.
وفي المقابل، أشار إلى أن الدور الإيراني يتركز في دعم أطراف محددة وفق مصالح مشتركة، دون أن يكون له تأثير شامل على كل مكونات المجتمع اللبناني.
ملف إعادة الإعمار
وفي ملف إعادة الإعمار، أكد أحمد أن جنوب لبنان لم يشهد حتى اللحظة أي عملية إعمار فعلية، موضحا أن كل الجهات الداعمة تنتظر وقفا تاما وشاملا لإطلاق النار، برعاية دولية واضحة، قبل البدء بإعادة الإعمار.
وأضاف أن ما يجري حاليا يقتصر على مبادرات فردية ومساعدات محدودة من جمعيات ومؤسسات خاصة، في انتظار تسوية سياسية كبرى تشمل لبنان والمنطقة بأكملها.