ضمن سلسلة المحاضرات الشهرية التي تنظمها الحركة الإسلامية في النقب، وفي الليلة الأخيرة من عام 2011، استمع الحضور لمحاضرة مهمة، من الشيخ إياد عامر من كفر قاسم، لمحاضرة نالت إعجاب الحضور تحت عنوان "شخصية الإنسان المسلم" ، وذلك في مسجد ابن تيمية في قرية حورة.
وقد رحب الشيخ حابس العطاونة رئيس الحركة الإسلامية في قرية حورة، بالشيخ إياد، وبالحضور ، ودعا الشيخ موسى أبو عيادة، رئيس الحركة الإسلامية في النقب، لإلقاء كلمة تمهيدية، بين فيها الشيخ موسى أن الناس يحتفلون بقدوم عام جديد ونحن نحتفل بطاعة لله بدل المجون، وذكر أن أهم حدث في هذا العام في النقب مخطط برافر، الذي ينوي مصادرة الأرض، والبيت، وبين أن الحركة الإسلامية ستقف إلى جانب الأهل في محنتهم، وذكر أن الحركة الإسلامية أصدرت منشورا توضيحيا حول ما يدور في النقب، وقدم الشيخ إياد عامر من كفر قاسم لإلقاء محاضرته..
وفي محاضرة الشيخ إياد التي كانت تحت عنوان " شخصية الإنسان المسلم" طرح في مقدمتها سؤالا من هو المسلم؟، وتحدث عن أن المسلم يكون مسلما بالنطق بالشهادة، فهي بطاقة دخوله للإسلام، فالله يريد أن تغيير ما بنفسك أولا، والركيزة الأولى التي يجب أن تتحلى بها الشخصية المسلمة هي النفسية الإسلامية، والركيزة الثانية العقلية الإسلامية.
وتحدث عن النفسية الإسلامية وضرورة تغذية هذه النفسية، ووجوب أن تكون التغذية من اجل الله، وان تكون شاملة للنفس، والروح، والفكر، والعقل، فالحاجة لنفسية وفكر نير بتعاليم الإسلام، فلا بد أن نستمد ذلك من الفكر الإسلامي، تقاس دعوتنا، ونفسية الإنسان المسلم بما قيست به نفوس الصحابة، وتطرق السيخ إياد إلى صحابي أعمى أصاب الهدف الذي زل عنه الكثير، وهو عبد الله بن أم مكتوم، وتحدث عن إسلامه، وما واجهه من كفار قريش، فالمسلم مبتلى، كما ابتلي المسلمين الآخرين، فلما أوتي به عند صناديد قريش وجرد من ثيابه، بعد أن قيد إليهم، عذب وهو لا يرى من يعذبه، فخرج عبد الله من تحت أيدي الكفار، والتحق بالرسول صلى الله عليه وسلم، فسمع من رسول الله "خيركم من تعلم القران وعلمه"، فاختار ابن أم مكتوم أن يتميز بالقرآن، فنزلت سورة عبسى بحق عبد الله ابن أم مكتوب. فكان عبد الله صاحب العقلية المتميزة، فالموضوع ليس صلاة فحسب، وإنما العمل على تطوير أعمالنا، من اجل الله، فاختار عبد الله الدعوة إلى الله، بعد أن سمع عن الرسول صلى الله عليه وسلم فضلها، فستأذن الرسول بأن يخرج مع مصعب بن عمير إلى المدينة فإذن له ووصل إلى المدينة، رغم انه أعمى، فالعمى لم يمنعه من أن يكون من المتميزين، فعمل بالدعوة، وبعدها سمع من الرسول أن المؤذنين من أطول الناس أعناقا يوم القيامة، فاستأذن بالأذان فسمح له، فبعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم، وبعده أبو بكر، وفي فترة خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، طلب عبد الله من الخليفة عمر أن يحمل الراية في معركة القادسية، رغم انه أعمى، حيث انتصر المسلمون فيها، وبعد ثلاث أيام بحث المسلمين عن عبد الله فوجدوا الراية قد غرست في بطنه، وقد فارق الحياة، وإذا لامس الإيمان قلب المسلم جعل كل شيء عنده هين.
وناشد الشيخ الحضور بالعمل الصالح، وأن يكونوا على يقين انه كما توجد حياة توجد آخرة، وضرب الشيخ إياد مثلا من التربية حيث أن تمييز الطالب قرابة العشرين دقيقة تجعله متميزا، فكيف بمن يتأمل في دينه باستمرار!
وتحدث الشيخ عن الصلاة في المسجد، والسنن المنسية في هذه العبادة، من آداب وغيرها، من دخول بالرجل اليمنى والخروج باليسرى، والدعاء عند الخروج والدخول، ونية الاعتكاف في المسجد حتى مغادرته، وكم من كان قلبه حاضر في الصلاة، لما يقرأ الإمام من قرآن.
وطالب الشيخ الحضور لتنوير الفكر، وتحدث عن حياة النسر والتهيؤ ما بعد أن يصل إلى جيل الأربعين من إكمال مشوار معيشته، فالأولى أن يبني المسلم برنامجا للعبادة، وعلى الجميع أن لا نعجز إنما أن نغير ما بأنفسنا، فلا بد أن نستعد للتغير إلى الأفضل، فالله أرانا عجائب قدرته كما شاهدنا في رؤساء الفساد، فالناس يريدون الخير والدين، فعلينا أن لا نتهاون في الأعمال الصالحة.
وتحدث الشيخ إياد أيضا عن مسلم يعيش في دولة أجنبية، وكان يروح ويرجع مع سائق حافلة في كل صباح ومساء، ففي يوم من الأيام ارجع السائق قروش بسيطة أكثر مما يستحق المسلم، فعندما نزل المسلم من الحافلة ناول السائق الزيادة، فأخبر السائق المسلم انه فعل ذلك متعمدا لفحص المسلم كونه يريد أن يعلن إسلامه، فبصدق المسلم بعد إرادة الله دخل هذا السائق الإسلام.