خرج المئات من المحتجين في العاصمة السودانية الخرطوم ومدينة أم درمان في مظاهرات دعا إليها ناشطون احتجاجا على قرار الحكومة رفع الدعم عن المحروقات وما وصفوه بقمع الاحتجاجات التي وقعت خلال الأيام الماضية وسقط خلالها قتلى وجرحى.
وأفاد مراسل بي بي سي في السودان بأن نحو 500 شخص خرجوا في مسيرة في منطقة جبرة جنوبي الخرطوم وهم يهتفون سلمية سلمية.
وقال أحد شهود العيان لبي بي سي إن قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع ضد المحتجين واعتقلت الكثيرين منهم.
وفي أم درمان غرب العاصمة، شارك المئات في مسيرة مناهضة للحكومة ورددوا هتافات " الشعب يريد إسقاط النظام". وتصدت قوات الأمن للمحتجين بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع.
وكانت قوات الأمن عززت وجودها في شوارع الخرطوم ونشرت أعدادا كبيرة من قوات الشرطة لحماية المباني الحكومية ومحطات بيع الوقود تحسبا للمظاهرات التي دعا ناشطون لتنظيمها تحت شعار " جمعة الشهداء".
وأسفرت المواجهات بين الشرطة والمحتجين خلال الأيام الماضية عن سقوط 29 قتيلا بحسب السلطات السودانية.
بينما قالت جماعات معنية بحقوق الإنسان إن حصيلة القتلى تجاوزت المئة معظمهم قتلوا برصاص قوات الأمن.
"ثورة كبيرة"
وقبيل احتجاجات الجمعة، حذر المعارض البارز ورئيس حزب المؤتمر الشعبي حسن الترابي الحكومة السودانية من التعامل بوحشية مع المتظاهرين.
وقال الترابي لبي بي سي إن كل الاحتمالات واردة بشأن تحول هذه الاحتجاجات إلي ثورة كبيرة على غرار ما حدث في بعض الدول العربية أو تلاشيها مع مرور الوقت.
وكان عدد من المدن السودانية قد تأثر بالاحتجاجات والاضطرابات التي أعقبتها مطلع هذا الاسبوع.
ووصف مراسلون هذه المظاهرات، التي أخذت منحى عنيفا وتسببت في إتلاف وحرق ممتلكات عامة وخاصة، بأنها الأوسع منذ تولي نظام الانقاذ السلطة في انقلاب عسكري في السودان عام 1989.
وقام آلاف من المحتجين بإحراق سيارات ومحطات وقود وتصاعدت أعمدة الدخان وسط مدينة الخرطوم.
وقد أعلنت السلطات السودانية إغلاق المدارس في العاصمة السودانية حتى الثلاثين من سبتمبر / أيلول الجاري.
وكانت الحكومة أعلنت الاثنين رفع أسعار الوقود إثر تعليق الدعم الذي كانت تقدمه، في سياق ما تقول إنه اصلاحات اقتصادية.