يعرف الاسم الطبي لمرض الطفل المنغولي بمتلازمة داون، ويمكن اكتشاف أعراض هذا المرض بعد الولادة مباشرة حيث تظهر علامات هذا المرض على الطفل منذ ولادته.
وقد أطلق على متلازمة داون اسم الطفل المنغولي لان الأطفال المصابين بهذا المرض يشبهون في الشكل أطفال منغوليا والصين، حيث تكون العينان مائلتين وحجم الرأس يكون صغيرا ويكون الفم مفتوحا دائما بسبب كبر حجم اللسان مقارنة بالشخص العادي. ويتسم الطفل المنغولي بارتخاء في عضلات اليدين والقدمين وتكون يديه قصيرة نسبيا، وبسبب ارتخاء عضلاته يستطيع فعل حركات لا يقدر علي فعلها الأطفال العاديين، ولكن ملامح هذا الطفل تكون طيبة كما أن شخصيته تتسم بالهدوء والراحة.
ويعتبر مرض الطفل المنغولي من أمراض التأخر العقلي، حيث أن الطفل يصاب بدرجة من البلاهة ويكون عنده تأخر في تعليم العديد من المهارات في التعليم أو في الاعتماد علي النفس ولكن يمكن تعليمه بعض الأفعال عن طريق تكرارها عدة مرات. ويميل الطفل المنغولي إلي اللهو والمرح مع من حوله ولا يتصف بالعدوانية أو إزعاج الآخرين، حيث أن طباعه هادئة ويطيع والديه دائما ويسهل توجيهه، ويمكن أن يتعلم بعض الحرف اليدوية البسيطة مثل الترتيب في المنزل أو عمل المنسوجات الصوفية.
ويصاب الأطفال بمتلازمة داون نتيجة حدوث خلل معين في بعض الجينات الوراثية عند الأطفال، وتزيد فرص الإصابة بهذا المرض عندما تحمل النساء في سن كبيرة ولكن يمكن أيضا إصابة أطفال الأمهات الصغار في السن. ويكمن خطر مرض الطفل المنغولي في مصاحبة بعض الأمراض الاخرى لهذا المرض، مثل أمراض قصور القلب والشرايين والعديد من الأمراض التنفسية والتي من الممكن أن تؤدي إلي وفاة الطفل لا قدر الله.
ويجب علي أباء الأطفال المصابين بهذا المرض معرفة كيفية التعامل معهم وتوجيههم وتحسين قدراتهم وتعليمهم الكثير من الأشياء التي قد تفيدهم في الحياة، والحرص على تعليمهم كيفية التعامل مع الأشخاص والاندماج في الحياة ومع زملائهم في الدراسة أو مع الأشخاص في الأماكن المختلفة. ويمكن تحسين القدرات العقلية للطفل المنغولي عن طريق التوجيه السليم وتوفير بيئة مناسبة لهم للعيش فيها وتشجيعهم على تحسين علاقتهم بمن حولهم والتفاعل معهم، وتوجد العديد من المدارس المخصصة للتعامل مع هؤلاء الأطفال لتحسين قدراتهم الفكرية وتحفيزهم على التطور الدراسي.
ولا يوجد علاج لحالة الطفل المنغولي ولكن يمكن التقليل من فرص الإصابة بهذا المرض من خلال بعد الآباء عن المشروبات الكحولية والأنظمة الغذائية السيئة والتي قد تؤدي إلى حدوث خلل بالهرمونات عند الزوجين، والتي تنتقل إلى الطفل خلال فترة الحمل والاهتمام بتناول الفيتامينات والعناصر الغذائية الهامة للأم خلال فترة الحمل.