ما هي حقيقة هذه التكيسات، وما مدى تأثيرها الحقيقي على صحة المرأة، وما هي أسبابها، وكيف يمكنك علاجها؟
بداية أوضحت الدراسات الأخيرة أن كثيراً من الفتيات والسيدات يعانين من عدم انتظام الدورة وعند مراجعتها لطبيبها يخبرها بأن لديها مشكلة " تكيس المبايض " فما هي حقيقة هذا المرض؟.
تكيس المبايض poly cyctic ovaries ليس مرضاً بالمعنى المعروف، وإنما هو عبارة عن متلازمة syndrome والمتلازمة هي عبارة عن مجموعة من الأعراض تحصل بسبب اختلال في وظيفة أحد الأعضاء.
وعن أعراض متلازمة تكيس المبايض، يحدث "عدم انتظام الدورة، وفي الغالب تكون الدورات متباعدة، أي كل شهرين مرة أو أكثر، زيادة في الوزن وبالذات تكون الزيادة في منطقة البطن، ظهور حب شباب في الوجه، ظهور أو زيادة نمو الشعر في الوجه والجسم، تأخر في الحمل بالنسبة للسيدات المتزوجات".
أما عن أسباب متلازمة تكيس المبابض، سبب ذلك هو خلل في هورموني FSH وLH اللذين يفرزان من الغدة النخامية الموجودة في المخ. وهما الهورمونان المسؤولان عن نمو البويضات وخروجها من المبيض، وهذا الخلل هو عبارة عن انخفاض بسيط في إفراز هورمون FSH مع ارتفاع بسيط وثبات في إفراز هورمون LH، وبسبب هذا الخلل لم يتوصل العلم إلى نتيجة حتى الآن.
لكن السؤال لماذا يحدث هذا الخلل في هذين الهورمونين؟ فنتيجة لانخفاض هورمون FSH، فإن هذا يؤدي إلى عدم نمو البويضة إلى الحجم المطلوب لخروجها، وبذلك تبقى في المبيض وتتكاثر حتى يمتلئ سطح المبيض بهذه البويضات غير الناضجة ويكون تأثير هورمون LH بتحفيز المبيض لإفراز هورمون الذكورة، وبالتالي يرتفع هورمون الذكورة لدى المريضة وهو سبب في حصول هذه الأعراض.
فيما ويأتي تشخيص متلازمة تكيس المبايض، فإن وجود الأعراض جميعها أو بعض منها كاف لتشخيص هذه المتلازمة، ويمكن تأكيد التشخيص بواسطة تحاليل للهورمونات وبواسطة التصوير التلفزيوني.
وعن علاج تكيس المبايض، لا يوجد علاج لإزالة هذا التكيس، وليست هنالك طريقة لإعادته إلى وضعه الطبيعي، وبالتالي فإن العلاج يكون للأعراض الموجودة. ففي حالة وجود هذا التكيس لسيدة ترغب بالحمل فإن العلاج يكون باستخدام المنشطات للحصول على التبويض، وبالتالي حصول الحمل. وفي حالة عدم الاستجابة فإنه يمكن اجراء عملية لإزالة التكيس بواسطة منظار البطن، وهي ما تسمى بعملية تثقيب المبايض، أما الفتاة أو السيدة التي لا ترغب بالحمل فيكون العلاج الأفضل باستخدام أي نوع من موانع الحمل، إذ إن موانع الحمل تعمل على تنظيم الدورة كما تعمل على تقليل هورمون الذكورة، وبالتالي تقلل من ظهور حب الشباب ونمو الشعر في الجسم.