الدكتورة نوفار مركوس، طبيبة بارزة في معهد المناعة والحساسية في مركز شنايدر لطبّ الاطفال، تشير إلى أنه رغم أنّ الربيع يجلب معه الأعياد، الإزهار والرحلات المبهجة ولكن مع مجيء الربيع، يبدأ الأطفال والبالغون المصابين بحساسية لحبوب اللقاح لمختلف أنواع النباتات بالمعاناة من أعين دامعة حمراء ومصابة بالحكّة، حكّة في الأنف، العطاس ورشح الأنف، وفي بعض الأحيان أيضًا صعوبات في التنفّس وصفير.
هذه الأعراض هي عبارة عن حساسية الأنف الموسمية (المعروفة أيضا باسم حمّى القشّ) وأيضا عن ربو موسمي.
تُحمل حبوب اللقاح من مختلف النباتات (تحديدا وبشكل أساسي تلك التي تخلو من الزهور الملوّنة التي يتم تلقيحها عبر الحشرات) في الهواء مع زيادة درجات الحرارة وجفاف الطقس اعتمادا على الرياح. كنتيجة للملامسة بين حبوب اللقاح المختلفة المحمولة بالهواء والأغشية المخاطية الأنفية، تُطلق خلايا معيّنة موزّعة في الغشاء المخاطي الأنفي مادة تدعى هستامين، وهي مسؤولة عن ظواهر الحساسية المختلفة.
النباتات المسببة للحساسية التي تزهر في البلاد بشكل أساسي في الربيع هي أشجار الزيتون والسرو، الجوز والنخيل، ونباتات من فصيلة النجيليّات - أعشاب مختلفة وإزهار لنباتات تنمو في بين العشب والشجيرات المختلفة.
إذن فماذا نفعل؟
أولئك الذين لديهم حساسية لحبوب اللقاح لنباتات الربيع، من المفضّل تجنّب الرحلات في منطقة فيها هذه الأنواع من النباتات في موسم الإزهار (على سبيل المثال: في المناطق التي فيها الكثير من أشجار الزيتون)، ويجب الحرص أيضا على إغلاق نوافذ السيارة عند السفر في تلك المناطق.
من يعيش في منطقة كهذه، من المستحسن إغلاق النوافذ في المنزل قدر الإمكان وعدم نشر الغسيل ليجفّ في الخارج.
إذا كنتم ترغبون مع ذلك بالتنزّه والبقاء في الهواء الطلق فمن المستحسن أخذ علاج مستمر في تلك الفترة ضدّ الحساسية والذي يشمل على مضادات الهيستامين من الجيل الثاني التي لا تخدّر، وبخاخ الستيرويد للأنف بناء على توصية الطبيب مع وصفة طبية.
هناك تطعيمات عبر الحقَن تحت الجلد ضدّ الحساسية، إنها فعّالة جدّا بالنسبة للحساسية الموسمية ويمكن إجراؤها في العيادة في مركز شنايدر.
في إطار عيادة الحساسية في مركز شنايدر، يمكن فحص مسبّبات الحساسية المختلفة بواسطة اختبارات فحص الجلد فورية.
تشمل العلاجات علاجات دوائيا مثل أدوية مضادات الهيستامين عن طريق الفم، بخاخ للأنف وقطرات للعين، بالإضافة إلى منشقة رئوية، لمن يحتاج إليها. العلاج لمدى أطول هو إزالة للتحسّس (تخفيف حساسية الطفل لمسبِّب حساسية معروف).
في هذا العلاج يتم حقن ذوي الحساسية بجرعة وتركيز منخفض يزيد كل أسبوع، وبواسطة ذلك يجعلون جهاز المناعة ينتج ردود فعل مناعية مطلوبة ضدّ مسبّبات الحساسية وبذلك يؤدي إلى تقليل إنتاج الأجسام المضادّة المسؤولة عن ردود فعل الحساسية في الجسم.