نظّم حزب الوفاء والإصلاح، أمس الاثنين، المهرجان الوطني "عائدون" لإحياء الذكرى الـ69 من نكبة شعبنا الفلسطيني، في مدينة شفاعمرو، بحضور حاشد من مختلف البلدات العربية في المثلث والجليل والنقب والمدن الساحلية، وقيادات محلية ومندوبين عن أحزاب وأطر سياسية في الداخل الفلسطيني.
وقام على عرافة المهرجان، الذي شمل كلمات خطابية وفقرات فنية، الأستاذ طالب الفراونة من النقب، وشارك فيه السيد مازن غنايم رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية ورئيس بلدية سخنين بصفته قائم بأعمال رئيس لجنة المتابعة العليا، ووفد من الحركة الإسلامية الجنوبية ترأسه الأستاذ إبراهيم حجازي، والأستاذ سهيل صليبي القيادي في حركة أبناء البلد والسيد محمد زيدان رئيس لجنة المتابعة الأسبق وآخرون.
يوم النكبة يوم وحدة
وبعد تلاوة سورة الفاتحة على أرواح الشهداء الفلسطينيين، والاستماع لنشيد حزب الوفاء والإصلاح، ألقى السيد مازن غنايم كلمته التي أكد فيها على تمسك الفلسطينيين في الداخل والخارج بهويتهم الوطنية، وأن الأبناء والصغار لم ينسوا نكبة شعبهم الفلسطيني التي حلت بهم عام 1948، مشيرا إلى أهمية وحدة الصف الفلسطيني لمواجهة المؤامرات التي أحيكت وتحاك ضده.
واقترح غنايم اعتبار الخامس عشر من أيار -يوم النكبة- من كل عام، كيوم وحدة يجمع الشعب الفلسطيني لأنه التاريخ المعتمد فلسطينياً، كما أرسل تحيته لأسرى الحرية الذين يخوضون في هذه الأيام معركة الأمعاء الخاوية لتحقيق مطالبهم الإنسانية والعادلة.
معركة الوعي
من جهتها، أكدت عضو حزب الوفاء والإصلاح، هبة هريش عواودة، أن السياسات والقوانين القمعية والعنصرية التي تسنها المؤسسة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في الداخل، إنما تدل على إخفاق المشروع الصهيوني في معركة الوعي وعلى أنه لا يزال يعيش هاجس التلاشي والضياع، الأمر الذي يُظهر جليّا خشية المؤسسة من هزيمتها في هذه المعركة على مربع الوعي والذاكرة.
وقالت: "إن معركة احتلال الوعي هي المعركة الأخيرة والفصل الأخير، التي يحدد فيها من سينتصر ومن سيهزم، وعلينا ألاّ نذوّت ممارساتهم وخطواتهم لتهويد الزمان والمكان في عقولنا".
وفي ختام كلمتها، أوردت هريش عواودة قصة تجسد حالنا في هذه الأيام في مواجهة القوانين والسياسات العنصرية: "في اللحظة التي ينتصر فيها المشروع الصهيوني في معركة احتلال الوعي، سيكون حالنا مثل حال الديك الذي كان يؤذن عند كل فجر فنهره صاحبه وطلب منه أن يتوقف وإلا نتف ريشه، فخضع الديك وتوقف عن الأذان، ثم بعد مدة طلب منه صاحبه أن "ينقنق" مثل الدجاج، فخضع وفعل ما طلب منه، ثم طلب صاحبه أن يبيض مثل الدجاجات فبكى الديك وقال "يا ليتني مت وأنا أؤذن"".
من وحي النكبة
وألقى الشاعر ضيف الله أبو هويدي من قرية شقيب السلام، زجلية مؤثرة من وحي النكبة الفلسطينية، بعد استعراض المعمّر المهجّر يوسف علي حجاج أبو ابراهيم، من بلدة كراد البقارة والغنّامة، الذي جاوز عمره المائة عام، ما حل بقريته وأهله في النكبة الفلسطينية وحجم الدمار الذي ارتكبته العصابات الصهيونية والذي أدى إلى تهجير وطرد الفلسطينيين من ديارهم، مؤكدا أنهم لن يتنازلوا عن حقهم في العودة إلى أرضهم وديارهم.
لن ننسى
أما رئيس حزب الوفاء والإصلاح الشيخ حسام أبو ليل، فقد أكد في ختام المهرجان أن النكبة لا زالت مستمرة من خلال الممارسات الإسرائيلية ضد شعبنا في كل مكان، وعبر السياسات والقوانين العنصرية ومخططات مصادرة الأراضي وهدم المنازل العربية والملاحقات السياسية، والانتهاكات التي تقع بحق الأسرى الفلسطينيين عبر خنقهم ورفض مطالبهم.
وقال: "في ذكرى النكبة نؤكد أننا لن ننسى ولن نغفر لمن طرد شعبنا من أرضه ومقدساته، ولا وطن لأي فلسطيني إلا فلسطين، ونذكر أمتنا العربية والعالم، بأن يأخذوا دورهم ومسؤولياتهم لنصرة الشعب الفلسطيني".
ودعا مكونات الشعب الفلسطيني في كل مكان إلى التوحد على الثوابت الفلسطينية وعدم التنازل عنها، مؤكدا أن حق العودة ثابت، ولا تنازل عنه ولا يملك فلسطيني واحد أن يتنازل عن هذا الحق، أو أن يفاوض أو يساوم عليه.
وطالب الشيخ حسام أبو ليل العالم الغربي وبريطانيا تحديدا إلى إصلاح غبنها التاريخي والاعتذار لشعبنا عن وعد بلفور المشؤوم، كما طالب السلطة الفلسطينية بالتحرك الجاد لنصرة الأسرى وتصعيد الحراك الداعم لنضالهم. ودعا إلى نصرة إضراب الحرية والكرامة، من خلال تعزيز المشاركة في فعاليات إسناد الأسرى التي تقام في الداخل الفلسطيني.