يُولد الإنسان وهو غير مستعدّ للحياة، ويموت وهو غير مستعد للآخرة التي لا ريب فيها.. وعندما تُقرع الأجراس لتعلن لك قر بساعة الرحيل عن مسرح هذه الحياة الشائكة إلى عالم آخر غير هذا العالم، ويُطفئ الموت ما تُضيء الحياة، تموت الكلمات، تنتحر الحروف، تدمع السطور وتتمرّد الذاكرة ولا أحد يستطيع ان يغلق في وجهك باب الرحيل حتى الغيوم المكثفة في العيون تكون قاحلة لا تمطر والكلمات على اللسان ذابلة كئيبة تتبخر مع الذكريات كلهيب تموز، وما سيؤلمك في تلك اللحظة الندم، ثمّ الندم، ثمّ الندم على لحظات الحنان والعطف التي لم تمنحها لأعز أحبابك.
أقول بهذا الصدد..
اجعل حدودًا لأحلامك، واذهب بعيدًا إلى حيث يأخذك قلبك، فالدنيا تسع أحلامك وأحلام كل بني البشر، وإذا أردت أن تكون بعيدًا عن الكآبة فدوّن أوقاتك الحزينة على رمال الشاطئ وأوقاتك السعيدة على الصخور الصلبة، لا ولا تبكي على أية علاقة في حياتك لأن الذي تبكي عليه ومن أجله لا يستحق دموعك؛ لأن الشخص الذي يستحق دموعك إذا وُجد ... لن يدعك تبكي أبد الدهر، فالوحوش والأشباح الحقيقية يعيشون داخلنا وطالما فازوا.
فصلِّ لربك بأن يكون رحيلك صوتًا دافئًا تسمعه كلّ الكائنات...