شجرة الزيتون؛ تلك الشجرة المباركة يستخلص منها زيت الزيتون ذو القيم الغذائية والتجميلية والعلاجية العديدة، فهو من الزيوت
شجرة الزيتون تلك الشجرة المباركة التي تعمر لفترات طويلة من الزمن فقد يزيد عمر شجرة الزيتون عن ألف سنة، شجرة الزيتون غنية بالكثير والكثير من المنافع التي تعود على الانسان، فيمكن اعتبارها غذاء متكامل وغني بالفوائد اللازمة لبناء جسم الإنسان وتحسين أداء أجهزة الجسم المختلفة، كما يستخلص منها زيت الزيتون ذو القيم الغذائية والتجميلية والعلاجية العديدة، فهو من الزيوت التي تصلح للاستخدام بعد عصر الثمار مباشرة، مما يجعله من أكثر الزيوت احتفاظا بالقيمة الغذائية العالية وذلك لعدم إهدار أو فقد أيًا من فوائده؛ طالما تم استخلاصه بطرق صحيحة وتحت ظروف حرارية ملائمة.
أصل شجرة الزيتون:
تعود شجرة الزيتون للعصر الحجري القديم والدليل على ذلك هو وجود بقايا أوراق متحجرة بمنطقة البحر المتوسط تم اكتشافها بعد البحث الجيولوجي هناك، ويعتقد العلماء أن أصل شجرة الزيتون يعود لجزيرة كريت وفلسطين وسوريا، وكان للإسبانيين الفضل في نقل شجرة الزيتون للعالم الجديد في عام 1560 م، وانتقل بعد ذلك لأمريكا الجنوبية واليابان وغيرهما.
شجرة الزيتون في القرآن:
يُعد الزيتون ثمرة مباركة، وقد يتجلى ذلك بقوة وكمال في النص القرآني؛ إذ أقسم بها المولي -عز وجل- في قوله تعالي: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} [التين: 1]، وهذا إن دلّ على شيء، فإنما يدل على عظم قدر هذه الثمرة وكثرة فوائدها، وذكر الله تعالي الزيتون عدة مرات في القرآن الكريم، بطرق مختلفة وغايات متنوعة؛ فقال تعالي: {وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا} [عبس: 25]، كما ذكره الله –عز وجل- من باب التفصيل بعد الإجمال في قوله: {يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ، وَالزَّيْتُونَ، وَالنَّخِيلَ، وَالْأَعْنَابَ، وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 11]، وخص زيتها بالذكر لعلو قدره وعظيم فائدته؛ فقال جل شأنه: {وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ} [المؤمنون: 20]، ولما أردا المولى أن يضرب مثلًا لنوره سبحانه، فكان زيت الزيتون بشفافيته وضيائه ونقائه أقرب وأوضح الأمثلة ولله المثل الأعلى، يقول عز من قائل: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [النور: 35].
ثمار الزيتون:
ثمرة الزيتون هي ثمرة بيضوية الشكل صغيرة الحجم يميل لونها للون الأخضر أو الأصفر أو البنفسجي، لها مذاق مر وبها نواة واحدة صلبة جدًا، يمكن تناول ثمار الزيتون بعد غمرها بالماء المملح وتركها لفترة من الزمن حتى تنضج، كما يمكن عصرها بطرق آلية وتحت ظروف حرارية معينة للحصول على زيت الزيتون الغني بالعديد من القيم الغذائية والخصائص التجميلية والعلاجية أيضا.
زيت الزيتون وفوائده التي لا تعد ولا تحصى:
يستخرج زيت الزيتون من حبات ثمار الزيتون ذات الجودة العالية وذلك بتمرير تلك الثمار بعدة مراحل آلية من شأنها تحويل الثمار لزيت زيتون نقي وجاهز للاستخدام؛ يتم إضافته للمأكولات والسلطات لما يحتوي عليه من فوائد وقيم غذائية عالية فهو يحتوي على نسبة عالية من الفيتامينات والمعادن والأحماض الدهنية والعناصر الغذائية الهامة ومضادات الأكسدة التي تزيد من نشاط الخلايا وتجديدها وتؤخر من ظهور علامات تقدم السن والشيخوخة.
يطلق على زيت الزيتون (الذهب السائل)؛ وذلك لكثرة الفوائد التي يعود بها على جسم الإنسان، والتي لا يمكننا حصرها؛ إذ يقي زيت الزيتون الجسم من العديد من الأمراض؛ فهو يمنع تأكسد الخلايا، ويقلل من الكوليسترول الضار الذي يتخلل الشرايين؛ فيصيب الكثيرين بجلطات الدم خاصة كبار السن؛ ولذلك ينصح الأطباء أيضًا باستخدامه بديلًا للزيوت النباتية الأخرى؛ وذلك لتعزيز القيم الغذائية للوجبات؛ لأنه يحتوي على أقل عدد من السعرات الحرارية بالمقارنة بباقي الزيوت النباتية، يستخدم زيت الزيتون أيضا في صناعة العديد من مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة والشعر حيث أن به العديد من الفيتامينات والعناصر الهامة لتغذية بصيلات الشعر وزيادة نموه وكثافته ولمعانه، له أيضًا باع طويل في مجال تجميل البشرة؛ إذ يستخدم للقضاء على آثار حب الشباب والحروق، ويعيد أيضًا شباب البشرة ورونقها، ويستخدم مرطبًا طبيعيًّا للجلد؛ ولذلك يدخل في الكثير من الوصفات التجميلية للبشرة والشعر أيضًا.
ومن فوائد زيت الزيتون الأخرى أنه ينظم نسبة الكوليسترول في الدم، ويساهم في علاج آلام المعدة الناتجة عن القرح أو الالتهابات، كما يقلل من فرص الإصابة بحصوات المرارة، ترطيب الشفاه والجلد والقدمين مما يساعد على العناية بهم وترطيبهم وتجنب تشققهم خاصة خلال فصل الشتاء، يعمل زيت الزيتون أيضا كملين طبيعي في حالات الإمساك الشديد وذلك بتناوله صباح كل يوم؛ ولذلك اشتهر بأنه علاج فعال لمرض البواسير الناتج عن حالات الإمساك الشديد والمتكرر، يعتبر زيت الزيتون مكون طبيعي للحفاظ على القلب وتجنب أمراضه ولتحسين أداء الأوعية الدموية والشرايين، يحمي أيضا زيت الزيتون شبكية العين ويساهم في خفض وزن الجسم الزائد لما فيه من ألياف كما أنه يفتقر للسعرات الحرارية والتي جعلته من أنسب أنواع الزيوت النباتية للحميات الغذائية والأنظمة الصحية للطعام.
فوائد ثمار شجرة الزيتون:
يمكننا الاستفادة من كل مكون من مكونات شجرة الزيتون بداية من ساقها إلى مستخلص حباتها وثمارها؛ زيت الزيتون، ومن فوائد ثمار الزيتون أنها غنية بفيتامين ي والبوليفينول والذي يستخدم في علاج التهاب المفاصل والربو، كما يجنبنا تناول ثمار الزيتون الكثير من الأمراض ومنها أمراض القلب والأوعية الدموية وتصلب الشرايين، كما يقي من الإصابة بسرطان القولون ويساهم في علاجه لمن يعاني منه في حالة الإصابة به، يعزز أيضا جهاز المناعة ويحسن من أدائه، كما يمنح الجسم طاقة كبيرة ويزيد من نشاطه لاحتوائه على نسبة كافية من الحديد.