سرطان الثدي هو عبارة عن ورم من النوع الخبيث يصيب خلايا الثدي، والذي ينتج بسبب شذوذ في نمو هذه الخلايا خاصةً الأغشية المبطنة للقنوات اللبنية، وهو من الأمراض التي انتشرت انتشارًا مخيفًا بين السيدات خلال السنوات السابقة حيث تصاب به سيدة واحدة من بين ثماني سيدات في العالم.
والأورام بشكل عام تنقسم إلى نوعين، الأول يسمى بالأورام الحميدة وهي لا تشكل أي خطورة على صحة الإنسان، ويمكن إزالتها عن طريق التدخل الجراحي وتتميز بأنها لا تتكاثر ولا تنتقل من عضو لآخر، ولكن تكمن خطورتها إذا أصابت جزء حساس في الجسم كالقلب أو المخ أو العين مثلًا.
والنوع الثاني من الأورام وهو السرطان أو الورم الخبيث الذي فيه تنتشر الخلايا بسرعة وتنقسم داخل الجسم، وتنتقل من عضو لآخر حتى تنتشر في الجسم كله وهنا تكمن خطورتها.
عوامل الإصابة بمرض سرطان الثدي
هناك بعض العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بمرض سرطان الثدي لدى السيدات، ويتشابه البعض منها مع عوامل لأمراض أخرى، لذلك من الأفضل أن تتم مناقشة هذه العوامل مع أحد الأخصائيين الملمين بجوانب هذا المرض الخبيث، نذكر أهم هذه العوامل فيما يلي:
العامل الوراثي أو وجود تاريخ مرضي
تزداد احتمالية ظهور سرطان الثدي في حالة وجود شخص مصاب بهذا المرض من أفراد العائلة للدرجة الأولى مثل الأم، أو أن تكون السيدة نفسها قد اصيبت به من قبل وتم إجراء عملية لاستئصاله.
السن
تزداد احتمالية الإصابة بسرطان الثدي مع زيادة عمر الأشخاص، أو الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا.
العلاج بالهرمونات أو الأشعة
تزداد خطورة الإصابة به مع السيدات الذين يتناولون أدوية هرمونية لمدة طويلة تفوق العشر أعوام، كأدوية منع الحمل أو تلك التي تحتوي على هرمون الاستروجين، كذلك العلاج بالأشعة على الصدر يؤثر على الخلايا اللبنية ويجعلها عرضة لتكوين الخلايا السرطانية.
الإنجاب في سن متأخر
يزيد الإنجاب في سن متأخر احتمالية ظهور المرض لارتفاع نسبة هرمون الاستروجين في الجسم، كذلك كلما كانت عدد الولادات أقل كلما زادت نسبة الإصابة به.
الحيض المبكر أو استمرار الحيض لسن متقدم
من المعروف أن هرمون الاستروجين إذا زاد في الجسم عن النسب المعقولة فإنه يؤثر سلبًا على الأنسجة الموجودة بالثدي، لذلك تزداد احتمالية الإصابة بمرض سرطان الثدي لدى الفتيات التي تأتي دورتهن في سن مبكرة، وهذا الأمر ينطبق على السيدات اللائي تمتد مدة حيضهن إلى بعد عامهن ال55.
عوامل أخرى
العادات الخاطئة كالتدخين أو زيادة الوزن أو تناول المشروبات الكحولية بشكل مفرط، وهناك بعض الدراسات أشارت حديثًا أن السيدات اللائي يتمعن ببشرة غامقة أكثر عرضة للإصابة بمرض سرطان الثدي أكثر من غيرهن، كذلك تزيد في ممكن تكون إقامتهن في المدن أكثر من الريف.
أعراض الإصابة بسرطان الثدي
هناك بعض الأعراض المميزة لسرطان الثدي ولكنها ليست بالضروري تعني تأكيدًا أن السيدة التي تعاني منها مصابة به حيث تتشابه معظمها مع أعراض أمراض أخرى، لذا من الضروري استشارة الطبيب المختص عند ظهور أي عرض من الأعراض التالية:
من الأعراض المميزة لسرطان الثدي هي وجود تغير في حجم وشكل الثدي، نتيجة لتضخم الأنسجة والخلايا الموجودة بالثدي قد تظهر بعض التكتلات أو الانتفاخات الغير مؤلمة به.
ثاني أبرز هذه الأعراض هي ملاحظة وجود ورم تحت الإبط أحدهما او كليهما.
ارتفاع درجة حرارة الثدي عن حرارة الجسم نفسه بدون سبب واضح، كذلك الاحساس بثقل به.
نزول افرازات يميل لونها إلى الاصفرار من أحد الثديين أو كليهما.
تكون حلمة الثدي غائرة للداخل في أحد الثديين أو كليهما، مع تغير في ملمس جلد الثدي حيث يميل إلى الخشونة مع وجود طفح جلدي عليه.
قد يميل لون الثدي إلى اللون الأحمر.
طرق علاج سرطان الثدي
تختلف طرق علاج سرطان الثدي من حالة لأخرى، ويتوقف على عدة عوامل منها مرحلة السرطان وعمر السيدة المصابة وحجم الورم نفسه وغيرها من العوامل الأخرى التي تتحكم في اختيار نوعية العلاج نفسه، ولكن بشكل عام تنقسم طرق العلاج إلى ما يلي:
العلاج الجراحي
في أغلب الحالات المصابة بسرطان الثدي يتم اللجوء إلى هذا النوع من العلاج الذي يتم فيه استئصال الورم وكذلك الأنسجة المحيطة به لضمان عدم انتشاره في الجسم مرة أخرى، وينقسم التدخل الجراحي إلى ما يلي:
1- استئصال الورم السرطاني فقط: وهي عبارة عن عملية يتم فيها فتح الثدي وإزالة الكتلة السرطانية الموجودة به وبعض الأنسجة المحيطة بها، ويتم استكمال العلاج في هذه الحالة ببعض جلسات العلاج بالإشعاع.
2- استئصال تام للثدي: يتم فيها استئصال للثدي ولكن بدون إزالة العقد الليمفاوية المحيطة به أو أي عضلات خلف الثدي، ويلجأ الأطباء لهذا النوع من الجراحة عندما يكتشفون أن الكتلة السرطانية لا يمكن استئصالها أو حتى علاجها بالأشعة.
3- استئصال جذري للثدي: وهو استئصال الثدي مع العقد الليمفاوية الموجودة تحت الإبط.
العلاج بالهرمونات
في بعض الحالات يستخدم العلاج الهرموني وهو عبارة عن علاج يستهدف تثبيط افراز هرمون الاستروجين الذي تؤدي زيادته لانتشار الخلايا السرطانية في الثدي.
العلاج الكيميائي
ويتم فيه إعطاء المريضة بعض الأدوية المضادة للسرطان عن طريق الحق الوريدي مرة واحدة في الأسبوع لمدة أسابيع معينة يحددها الطبيب المعالج حسب الحالة على هيئة دورات علاجية.
العلاج الإشعاعي
يعمل العلاج بالأشعة على موت الخلايا السرطانية الموجودة بالثدي، وفيها يتم تعريض المصابة للأشعة من 5-6 أيام في الأسبوع لعدة أسابيع قد تصل إلى 5-6 أسابيع.
طرق الوقاية من سرطان الثدي
وتبقى دائمًا الوقاية خيرٌ من العلاج واجتناب مسببات أي مرض يقي من الإصابة به في أغلب الحالات، وسرطان الثدي يمكن الوقاية منه باتباع العادات السليمة والحفاظ على وزن طبيعي للجسم، كذلك الحرص على الرضاعة الطبيعية وممارسة الأنشطة الرياضية، وتقليل العلاج بالهرمونات قدر الإمكان والابتعاد عن التدخين والكحوليات، كل ذلك من شأنه أن يحد من الإصابة بمرض سرطان الثدي وتقليل نسب انتشاره في أنحاء العالم.