عدد ركعات الصلوات التي فرضها الله عز وجل علينا في اليوم سواء كانت في صلوات الفروض أو السنن تعتبر من الأسئلة الشائعة التي تشغل أذهان الكثيرين، فالصلاة من أهم دعائم الدين الإسلامي التي فرضها الله على جميع عباده في أوقات معينة طوال اليوم كقوله تعالى " إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا".
وكما نعلم جميعًا أن الله قد شرع عدد ركعات الصلوات خلال معجزة الإسراء والمعراج، وصعود خاتم الرسل والأنبياء محمد بن عبد الله إلى السموات السبع، وفي البداية فرض الله على عباده المسلمين 50 صلاة في اليوم الواحد وبعد شفاعة النبي لله عز وجل تم تخفيف عدد ركعات الصلوات إلى 5 صلوات يوميًا، لكن يشترط للصلاة بعض الشروط كي تتم صحتها وهما كالآتي:
شروط صحة الصلاة
• لم يفرق الله عز وجل عندما فرض الصلاة على عباده في أركان الإسلام الخمسة، حيث أنها تعد الركن الثاني من أركان الإسلام، بين ذكر وأنثى، كما حدد لها بعض الشروط الأساسية لاكتمال صحتها ومن أهمها، البلوغ والتأكد من أهلية البالغ وثبوت عقله وفهمه للأشياء من حوله والطهارة الكاملة سواء من الحيض أو النفاس أو الحدث أو الجنابة، والضوء من أجل كل صلاة لضمان الطهارة.
• كما يجب على المؤمن أن يقوم للصلاة مع دخول وقتها والذي يبدأ مع أذان المؤذن للإعلان عن حلول موعد الصلاة ويستمر إلى حلول موعد الصلاة التي تليها، وحثنا الإسلام على ضرورة التعجيل وعدم تأخير الصلاة لنيل الثواب والأجر الكامل من الله عز وجل، وفي حالة سهو أو تفويت أحد لأي صلاة بسبب عذر أو تعرضه لموقف ما فعليه قضاء ما فاته من صلوات عندما يدركها.
• عند شروع المصلي في الصلاة يجب عليه تجديد النية والتي محلها القلب وليس في حاجة إلى التلفظ بها، فالله يعلم السر والعلن، كما يجب عليه استقبال القبلة، والمقصود هنا بالقبلة هي الكعبة المشرفة، والتي يجب على جميع المصلين في جميع أنحاء الأرض استقبالها لجواز صلاتهم، مع ضرورة ستر العورة لكلًا من الرجال والنساء أثناء الصلاة.
عدد ركعات الصلوات الفرض التي شرعها الله لعباده
الصلوات الفرض كما أوضحنا سابقًا هي الصلوات الخمس التي فرضها الله على جميع عباده دون فرق بين ذكر وأنثى، وهي أول ما يحاسب عليه المسلم نظرًا لأنها الصلة الحقيقية بين العبد وربه ففيها يقف العبد بين يدي الله يتضرع له بالدعاء والشهادة بوحدانيته، أما عن عدد ركعات الصلوات في الفرض فهي كما شرعها الله بالترتيب صلاة الصبح وهي ركعتان متصلتان، وبعد ذلك صلاة الظهر ويبلغ عدد ركعاتها أربع ركعات، يقوم المصلي بصلاة ركعتين بفاتحة الكتاب وسورة أخرى من قصار السور مع الركوع والسجود ثم نصف التشهد ويستأنف بعد ذلك الركعتين الآخرتين بفاتحة الكتاب فقط مع الركوع والسجود والانتهاء بالتشهد كاملًا، وفيما يتعلق بعدد ركعات صلاة العصر فهما مثل الظهر أربع ركعات وتتم الصلاة على نفس المنوال، وبعدها صلاة المغرب بعدد ركعات ثلاث ركعات، ثم العشاء بعدد ركعات أربع ركعات، ليبلغ إجمالي عدد ركعات الصلوات في الفرض 17 ركعة إجمالي عدد ركعات الصلوات الخمس.
عدد ركعات الصلوات في النوافل والسنن الزائدة على صلوات الفرض
كما ذكرنا سابقًا أن صلوات الفرض هي أحد فروض العين التي شرعها الله على عباده وسيحاسب من تركها ويثاب من فعلها، أما النوافل فهي الصلوات الزيادة التي فعلها النبي الكريم صلي الله عليه وسلم وقتًا ولكن لم يداوم عليها، وعليه لم يثبت فرضها أو وجوبها، وفيما يتعلق بالسنن فهي قريبة جدًا من النوافل أيضًا فهي ما فعلها النبي الكريم ولم يفرضهًا الله على عباده فمن فعلها اقتضاء بالرسول نال أجرًا عظيم ومن تركهًا فلا إثم عليه.
ولكل صلاة فرضية شرعها الله على عباده يقابلها صلاة سنة فعلها النبي الكريم، ولعل عدد ركعات الصلوات في السنة تختلف عن الفرض وفقًا لاختلاف المذاهب الفقهية، إلا أننا نتحدث اليوم عن إجماع معظم الفقهاء حول عدد ركعات الصلوات في السنة والتي جاءت على النحو التالي:
سنة صلاة الصبح ركعتين الفجر وتصلى قبل أداء فرض الصبح، وهي من السنن المؤكدة التي لها ثوابًا عظيم، لذا حث الرسول صلى الله عليه وسلم على ضرورة المواظبة عليها، وفيما يتعلق بعدد ركعات سنة الظهر فاختلفت بعض المذاهب حيث رجح المذهب الشافعي أن يتم صلاة ركعتين قبل الفرض وركعتين بعد الانتهاء من الفرض، بينما رجح المذهب الحنفي أن يصلى أربع ركعات قبل إقامة الفرض وركعتين بعده.
وفيما يتعلق بسنة العصر فأجمعت المذاهب الفقهية على عدم وجود سنن مؤكدة مع صلاة العصر، ولكن من الأفضل وفقًا لجمهور الفقهاء أداء أربع ركعات قبل فرض العصر، وعن سنن المغرب أتفق جمهور العلماء في المذاهب الأربعة على صلاة ركعتين عقب الانتهاء من فرض المغرب ولا مانع في حالة الزيادة إلى ست ركعات.
وعن سنة العشاء فمن الأفضل صلاة ركعتين بعد الانتهاء من الفرض وفقًا لاتفاق معظم المذاهب على ذلك، وبذلك يبلغ عدد ركعات الصلوات في السنن التابعة لصلوات الفرض وفقًا للرأي الثابت لدى جمهور العلماء 14 ركعة، مع زيادة ركعة الوتر التي حث عليها جمهور العلماء كسنة مؤكدة، ولأهميتها البالغة جعلها المذهب الحنفي واجبة، فهي من السنن المؤكدة وتبلغ أهميتها كأهمية سنن صلاة الصبح.
عدد ركعات الصلوات في النوافل التي يتقرب بها العبد إلى ربه
هناك بعض النوافل التي تختلف عن طبيعة السنة المصاحبة لصلاة الفرض، يلجأ إليها العبد كنوع من التقرب إلى الله أو طلب العون والاستشارة عند الوقوع في حيرة في مسألة ما، فيلجأ إلى صلاة الاستخارة عن طريق الوضوء والقيام إلى صلاة ركعتين بعيدًا عن ركعات الفرض وقول دعاء الاستخارة الذي أخبرنا به رسولنا الكريم.
وهناك أيضًا نافلة قيام الليل، والتي تعد من أحب النوافل إلى الله والتي يبدأ ميعادها مع الانتهاء من صلاة العشاء إلى موعد صلاة الفجر.
وعن عدد ركعات الصلوات في هذه النافلة اختلف أئمة العلماء فمنهم من رجح أن يكون عددها 8 ركعات على الأكثر مع ركعة الوتر، ومنهم من رجح أن لا تزيد عن 11 ركعة، وتصلى اثنتين اثنتين ثم يتم الانتهاء بالوتر أيضًا، ويدعو خلالها العبد بكل ما يتمنى ويرغب، بالإضافة إلى ركعتين الضحى التي يقوم المسلم بأدائها مع طلوع الشمس.