ما تزال اذاعة الشمس تواكب قضية ازمة اتفاق التناوب بين مركبات القائمة المشتركة منذ عدة اشهر، وقد عقدت الحركة العربية للتغيير يوم الجمعة الماضي مؤتمرًا صحافيًا في مدينة الطيبة، اعلن خلاله النائب اسامة السعدي عن تقديم استقالته في الثامن عشر من الشهر الجاري، كما تحدث عن التطورات التي حصلت في هذا الموضوع في الأسابيع الأخيرة، ومناقشة تطبيق الإتفاق كرزمة واحدة او تطبيقه على دفعتين.
وللوقوف على تطورات هذا الموضوع حاورت الشمس كلاً من النائب اسامة السعدي، من الحركة العربية للتغيير، والسيد منصور دهامشة سكرتير عام الجبهة، ود.امطانس شحادة امين عام التجمع.
واشار النائب السعدي الى انه سيقدم استقالته في التاريخ الذي ذكر بسبب اجازة الكنيست، لكن عينت جلسة خاصة في الكنيست في الثامن عشر من الشهر الجاري، حول موضوع ذوي الاعاقات الخاصة، وآثر تقديم استقالته في هذا اليوم، معربًا انه كان يود تقديم الاستقالة مسبقًا وبشكل فوري، لكن وبسبب الاشكاليات التي حصلت بين الأحزاب والنقاش حول موضوع الرزمة الواحدة، فقد ادى ذلك الى تأخير تقديم الإستقالة.
كما اعرب عن امله بالوصول الى حل توافقي شامل بين الأحزاب، دون الدخول الى هذه الدوامة، وقال: "قلنا اننا نريد حلا توافقيا شاملا وليس حلولا جزئية، لانها لا تحل المشكلة، وقد اعلنا تقديم الاستقالة كي لا يتهمنا شعبنا اننا نريد التمسك بالكرسي، ونحن لم نغير موقفنا منذ البداية، وبتقديم استقالتي تنتهي التزامات الحركة العربية بالنسبة لاتفاقية التناوب، اما موضوع المكان الثامن عشر او سحب ترشيح وائل ابو يونس فهو غير مطروح على الحركة العربية للتغيير، لان اتفاقية التناوب لم تتطرق اليه".
وعن موضوع سحب ترشيح يوسف العطاونة، قال السيد منصور دهامشة سكرتير الجبهة:
"نحن نعمل كل ما بوسعنا للمحافظة على القائمة المشتركة، واشير الى انه وباستقالة النائب السعدي تكون الاتفاقية قد نفذت، وتكون باقي الاحزاب قد التزمت ببنودها، اما باقي الامور الاخرى فهي قابلة للتفاوض بين الاحزاب".
واضاف: "موضوع سحب ترشيح الاخ يوسف العطاونة غير مطروح على الجبهة، لكن سنتفاوض حول هذا الموضوع بين الاحزاب وليس عبر الاعلام، والموقف الواضح هو احترام كل عضو انتخب في القائمة المشتركة، وقضية الاستقالات هو مطلب التجمع وهو مطلب مبالغ به، ومشكلة الخطأ الذي ارتكبه باسل غطاس سنعالجه بمسؤولية".
وتابع: "هذه اول مرة تقدم استقالات لأعضاء منتخبين، وموقفنا المبدئي ان الاستقالات تمت، وتنفيذ الاتفاق تم، وقد تصرفنا من منطلق مبدئي، وقد اجتمعت كافة مركبات القائمة المشتركة حول هذا الموضوع، وسادت اجواء ايجابية، وسنخرج ببيان مشترك من قبل جميع مركبات القائمة، واشير الى انه لم يكن هناك حديث عن الرزمة الواحدة بل كان اتفاق بين العربية والتجمع لكن تراجع عنه التجمع".
وفي ذات السياق قال امين عام التجمع د. مطانس شحادة:
"لم تكن اي صفقة انما كان مطلب من التجمع وهو تطبيق الاتفاق كرزمة كاملة، وما زال قائمًا، لكن ما تغير هو آلية التنفيذ، فبدل ان يكون دفعة واحدة اقتنعنا وبسبب موقف الجبهة المتزمت والعربية للتغيير بعدم سحب الترشيح، ان نقبل التنفيذ على مرحلتين، وبهذا يحصل التجمع على المقعد الرابع، لكن موقف كافة الحركات خاصة الإسلامية هو بحق التجمع بالمقعد الرابع".
واضاف: "هناك مسؤولية اخلاقية على الجميع، وجميع الأحزاب متفقة على وجوب منح المقعد الرابع للتجمع، لكن هناك اشكالية بالنسبة لتنفيذ الاتفاق، والتجمع تصرف طيلة هذه الفترة بمسؤولية كبيرة".
وتابع: "بعد استقالة النائب السعدي سنتواصل مع بقية المركبات، وأنا على ثقة ان الاحزاب ستتحمل المسؤولية التاريخية، وما نفذ حتى الآن هو نصف اتفاق التناوب، والنصف الثاني الذي سينفذ هو دخول نيفين ابو رحمون، وبهذا يكتمل تنفيذ اتفاقية التناوب بكاملها".
اما النائب مسعود غنايم رئيس القائمة عن الحركة الإسلامية الجنوبية، فقال ان ما قام به النائب اسامة السعدي هو خطوة هامة، وكحركة اسلامية اعلنا موقفنا مسبقًا، وقدمنا طلب سحب ترشيح الاخ ابراهيم حجازي للجنة الوفاق، وبغمكان لجنة الوفاق تقديم استقالة الاخ ابراهيم حجازي في الوقت الذي تراه مناسبًا.
كما تحدثت الشمس مع البروفيسور مصطفى كبها الناطق الرسمي باسم لجنة الوفاق والذي قال:
"ننتظر ان تتم استقالة النائب ابراهيم السعدي، وبعدها سندعو لمشاورات بين كافة الأحزاب، وحينها تتضح الصورة على حقيقتها، وبعدها سنعلن عن الخطوات القادمة، لكن لدينا كل الثقة بكافة مكونات القائمة المشتركة بما فيها الحركة العربية للتغيير بلوصول الى حلول تنهي هذه الازمة، وتصل الى حل".
واضاف: "السياسة هي فن، والقائمة المشتركة هي مشروع وطني، ومن لا يرى بها مشروع وطني انما اطماع ومقاعد فلا مكان له في القائمة، ونحن في الطريق لفك اشكالية اتفاقية التناوب، والقائمة ولدت بسبب تحديات جسيمة، وعلينا المحافظة عليها، والمشروع لم يستنفذ بعد، ومن يؤمن بالفكرة عليه ان يستنفذ كافة الجهود، ومشروع القائمة المشتركة ولد ليبقى، ولا اريد الدخول الى مسألة الأرقام وترتيب المقاعد، فهذا موضوع ليس للحديث عبر الاعلام".