لقي 36 طفلا عربيًا في منطقة النقب، مصرعهم في حوادث غير متعمدة عام 2017.
وكشف مؤتمر بطيرم الذي عقد بداية هذا الأسبوع اسباب هذه الحوادث، وذكر أن "معظم الأطر التي تحتضن الأطفال والرضع لا تخضع للرقابة اللازمة، مما يتطلب إخضاع هذه الأطر للرقابة للحفاظ على حياة الأولاد، فهم يفقدون حياتهم لأسباب لا يمكن تصورها، فقد لقي طفل مؤخرًا مصرعه جراء تعرضه للدهس أثناء رجوع المركبة التي دهسته إلى الوراء، وطفلة أخرى توفيت نتيجة اختناقها بسبب كيس نايلون".
وأكد رئيس بطيرم أن "الحد من ظاهرة إصابات الأولاد هو عمل محبط بكل تأكيد، مع العلم أن العمل لتقليصها قد يكون بسيطا جدا، إما من خلال تركيب جدران واقية (درابزين) على جوانب الدرج أو إقامة جدران تحيط بساحات المنزل وتركيب درابزين حماية لشبابيك المنزل، والأهم من هذا كله مراقبة الأولاد مراقبة فعالة، لكن على الرغم من ذلك في الكثير من البيوت لا توجد التوعية اللازمة والإدراك المطلوب ولا حتى القدرة لأهمية إتباع وسائل الأمان المذكورة. أنا آمل أن العمل من أجل دعم وتعزيز أمان وسلامة الأولاد في المجتمع البدوي سيأخذ زخما أكبر مما سيؤدي لرفع مستوى المعرفة والإدراك لدى الأهل وكافة الجهات في المجتمع لهذا الموضوع الهام وبهذا نكون قد أنقذنا العديد من الأرواح".
وشمل المؤتمر فقرات عديدة أهمها حلقة نقاش بمشاركة مختصين بموضوع أمان الأولاد للتشديد على الدور والمسؤولية التي يتوجب على الأهل تحملها للحفاظ على سلامة أطفالهم حيث تم عرض وجهات نظر مختلفة بهذا الموضوع والاستماع لخبرات عديدة تهدف إلى تذويت موضوع أمان الأولاد.
آلاف الأطفال العرب بالنقب خارج الأطر التعليمية
يُشار ان حوالي 3400 طفل، في سن تتراوح ما بين 3 – 5 سنوات، في القرى غير المعترف بها في النقب لا يتواجدون في أي إطار تعليمي
وقال رئيس المجلس الإقليمي واحة الصحراء، إبراهيم الهواشلة، "يتوجب على السياسيين التدخل في هذا الموضوع كما يتوجب إيجاد أماكن آمنة للعب الأطفال والتي نفتقدها اليوم".
وتضمن المؤتمر فقرة عرضت خلالها مقاطع فيديو قصيرة لـ3 أفلام أصدرتها "بطيرم" باللغة العربية، تعالج موضوع إصابات الأولاد في البيت ومحيطه. وعالجت الأفلام ثلاثة محاور تكثر بها الإصابات البيتية في منطقة النقب منها حالات الاختناق، الحروق والسقوط من علو. كما تعرض الأفلام سيناريوهات شائعة لإصابات الأطفال من خلال هذه المحاور وكيفية منعها لإنقاذ حياة الأولاد.
وجرى مناقشة خطة تعزيز أمان الأولاد والتي بوشر العمل بها منذ 4 سنوات حيث تم توسيع دائرة تطبيقها في السنتين الأخيرتين لتشمل 9 مناطق عربية في النقب بهدف تقليص الإصابات في المنزل ومحيطه وسائر المرافق من خلال فعاليات وبرامج توعوية للأهل والبالغين لتحمل المسؤولية فيما يتعلق بهذا الموضوع للحد من الإصابات غير المتعمدة.
وأكد المؤتمر أن البلدات العربية البدوية في منطقة الجنوب هي صاحبة أكبر نسب وفيات للأولاد، حيث أن جميع البلدات ذات نسب الوفيات المرتفعة عن المعدل العام في البلاد كانت من نصيب البلدات العربية، مع نسبة بارزة وسلبية للبلدات العربية في الجنوب.
وقال المديرة العامة لمؤسسة "بطيرم" إن " المنزل وساحاته، الشوارع والطرقات وبرك السباحة العامة والعديد من أماكن قضاء أوقات فراغ الأولاد ليست آمنة. نحن لا نتحدث هنا عن قضاء وقدر إذ أنه بالإمكان إنقاذ الأولاد من خلال تقديم المعرفة والتوعية اللازمة والإدراك وكيفية إتباع السلوكيات الآمنة".
ويستدل من المعطيات حجم التمييز الصارخ ضد المواطنين العرب، حيث أن الأطفال العرب وخاصة في منطقة النقب، جنوبي البلاد، الذين سقطوا ضحايا الحوادث المختلفة يشكلون النسبة الأعلى بين الضحايا الأطفال بالبلاد.
هذا وناقشت اذاعة الشمس هذا الموضوع مع د.نعيم ابو فريح، والنائب سعيد الخرومي.