*سيكوي: الفجوات ما زالت هائلة كما وكيفا وسنواصل العمل من أجل تعامل اعلامي إيجابي ومنصف مع المواطنين العرب!
تبين معطيات مشروع مؤشر التمثيل للمواطنين العرب في الاعلام العبري، تلخيصا للعام 2017، بأن نسبة المحاوَرين العرب واصلت الارتفاع في العام المنصرم أيضا، أسوة بالعام 2016 الذي شهد مطلعه انطلاقة المشروع، لترتفع بذلك نسبة المحاوَرين العرب في البرامج والنشرات الإخبارية العبرية المركزية خلال عامين من عمل المشروع بـ 35%، من 3.4% إلى 4.6%.
مؤشر التمثيل هو مشروع تقوم عليه سيكوي، الجمعية العربية اليهودية لدعم المساواة والشراكة في البلاد، بالتعاون مع موقع "العين السابعة" المختص بشؤون الاعلام ومع قسم الاعلام في جامعة النقب، كما يتم جمع المعطيات من قبل شركة "يفعات" للأبحاث الاعلامية.
سيكوي أصدرت بيانا حول هذه المعطيات، جاء فيه: "رغم الارتفاع الكبير بنسبة 35% منذ انطلاق مشروع مؤشر التمثيل، إلا أن النسبة العامة ما زالت ضئيلة جدا ولا يمكن التسليم بأن يحظى نحو 18% من المواطنين بتغطية بنسبة 4.6% فقط، وسنواصل العمل من أجل ضمان تعامل اعلامي إيجابي ومنصف مع المواطنين العرب." وأكدت سيكوي أن التحدي لا يتوقف عند مواجهة الاقصاء بل أيضا بالتصدي للتغطية النمطية والسلبية التحريضية ضد المواطنين العرب وأشارت هنا إلى الارتفاع الملحوظ بنسب المهنيين والمختصين من المحاوَرين العرب، إلى جانب الارتفاع الجدي بنسب النساء العربيات.
ويعمل مؤشر التمثيل في العامين الأخيرين على رفع نسبة المحاوَرين العرب في الاعلام العبري من خلال رصد نسب المحاوَرين في النشرات والبرامج الإخبارية المركزية والعمل المباشر أمام القائمين عليها لرفع هذه النسب فيها، ويبلغ عدد البرامج والنشرات الإخبارية التي تتم متابعتها بشكل أسبوعي الـ 23 برنامجا، من قنوات التلفزة المركزية: القناة الأولى التي تحولت إلى قناة "كان 11" والقناة الثانية التي انفصلت إلى قناتي "كيشت" و"ريشت" وشركة الاخبار التي تزودهما بالمضامين الإخبارية والقناة العاشرة، وأما على مستوى الإذاعات فيرصد البرامج المركزية في "ريشت ب" التي تحولت إلى "مكان ب" وفي "جالي تساهل".
من قائمة البرامج التي تابعها المؤشر، هنالك 3 برامج تجاوزت نسبة المحاوَرين العرب فيها الـ 10% في العام 2017 – رغم أن برنامجا واحدا فقط كان يتجاوز هذه النسبة في العام 2016. وهنالك 6 برامج إخبارية مختلفة وصلت إلى نسبة 7% فما فوق، وارتفاع ملحوظ في 13 برنامجا من البرامج التي يتابعها المؤشر- إلا ان النسبة ما زالت غير مرضية.
البرنامج مع الحضور العربي الأعلى كانت نشرة "يومان" في القناة الأولى (والتي توقفت عن البث في أيار) وبلغت النسبة فيها الـ 15%، "لندن كيرشنباوم" في القناة العاشرة مع نسبة 12.9% و"أولبان شيشي- استوديو الجمعة" في شركة الأخبار (من خلال القناة الثانية وفيما بعد قناتي "كيشت" و"ريشت") مع نسبة 10.7%، كما أن برنامج لندن كيرشنباوم، يبرز بشكل خاص أيضا بتمثيل النساء العربيات (32% من المحاوَرين العرب كن من النساء في العام 2017).
ارتفاع بالمختصين والنساء وسيطرة للمضامين النمطية!
إلى جانب الارتفاع بالنسبة العامة للمحاورين العرب، شهد العام 2017 ارتفاعا بنسبة النساء من بين المحاوَرين إلى 18% بعدما توقفت في العام 2016 عند 16%، وما نسبة المختصين العرب فقد ارتفعت من 17.7% في العام 2016 إلى 19.3% في العام 2017.
ورغم هذا، ما زال تعامل الاعلام العبري في المجمل نمطيا مع المواطنين العرب، اذ أن نحو 48% من الحوارات التي تمت استضافة عرب فيها، تناولت المواضيع النمطية مثل قضايا الأمن، العنف والإرهاب والصراع.
القناة العاشرة كانت الأكثر استضافة لمختصين عرب، اذ أن 25% من المحاوَرين العرب فيها كانوا من المختصين، وذلك بفضل برنامج "لندن كيرشنباوم" الذي يهتم بهذه القضية بشكل خاص، والنسبة الأدنى للمختصين كانت لدى شركة الأخبار ([عد فصل القناة الثانية) اذ وصلت نسبة المختصين العرب لديهم من عموم المحاوَرين العرب إلى 10% فقط.
الإذاعة أكثر تغييبا للعرب من التلفاز!
اللافت للنظر هو أن البرامج الإخبارية الاذاعية كانت أكثر اقصاء للمحاوَرين العرب، إذ أن البرنامج الإذاعي الأول باستضافة محاوَرين عرب كان برنامج "ما بوعير" في إذاعة "جالي تساهل" الذي يقدمه رازي بركائي، إلا أنه وصل إلى المرتبة 12 في القائمة العامة، ويليه برنامج "كلمان ليبرمان" في "كان ب"، وكانت النسبة 4.4% فقط!
يعتبر هذا المعطى لافتا نظرا إلى أن قنوات التلفزة تتذرع باستصعابها باقناع الضيوف العرب إلى استوديوهاتها المتواجدة بشكل عام في المدن اليهودية، بينما هذا العائق لا يواجه الإذاعات التي تجري أغلب الحوارات عبر الهاتف!!
قائمة الأصفار!
يتربع في قائمة الأصفار، التي تتجاهل العرب بشكل صارخ، ثلاثة برامج إخبارية مركزية، وهي:
برنامج "لقاء الصحافة-بجوش إت هعيتونوت" من تقديم رينا متلسياح والتابع لشركة الأخبار والذي لم يستضف في العام المنصرم كاملا محاورين عرب سوى 7 مرات وعلى مدار 39 أسبوعا متتاليا (من 52 أسبوعا) تم اقصاء العرب عنه بشكل تام!
وبرنامج "المقرّ المركزي-هَمَطِه هَمِركَزي" (التابع أيضًا للقناة العاشرة)، الذي لم يستضف محاورين عربا خلال 32 أسبوعا متواصلا!
وكذلك برنامج "هَمَجَزين" من تقديم أوشرات كوطلر والذي لم يستضف خلال 14 أسبوعا متتاليا من العام المنصرم أي محاور عربي!
في البرامج الثلاثة نتحدّث عن نتائج صارخة، إنما في برنامج أوشرات كوطلر "هَمَجَزين" يأتي هذا الإقصاء مغضبًا تحديدًا كونه برنامج مجلة مع أجندة مجتمعية تدّعي تخصيصها وقت شاشة للمجموعات المُهمشّة. كوطلر بنفسها أعلنت في مؤتمر "الرابطة ضد التشهير" أن برنامجها "يحاول جلب الحياة على حقيقتها داخل التنوّع في المجتمع الإسرائيلي، من المستوطنين إلى المتدينين-المتزمتين وأيضًا العرب". وكلن المعطيات تؤكد غير ذلك!
من جهتها، تؤكد سيكوي إصرارها على مواصلة العمل في هذا الصدد نحو توفير المنصة اللائقة كما وكيفا للمواطنين العرب في الاعلام العبري المركزي.