استذكرت اذاعة الشمس صباح اليوم المنظّر والمفكر البروفيسور ادوارد سعيد، والذي رحل عن الدنيا يوم 23 سبتمبر عام 2003.
وفي هذا السياق تحدثت اذاعة الشمس مع البروفيسور عادل منّاع، والذي قال:
"يعتبر البروفيسور الراحل ادوارد سعيد احد اهم وابرز اعلام القرن العشرين، اذ انه اعطى للنظرية وللنقد وضعًا خاصًا، في مواضيع الادب والأدب المقارن، على المستوى العربي والعالمي، وهو الذي اصبحت نظرياته وافكاره مؤثرة في عدة مجالات اكاديمية في التاريخ والفن والمناهج وغيرها، ولذا فمن الضروري ان نستذكر هذه القامات العالية، خاصة وانه دافع عن قضية فلسطين في الغرب".
نبذة عن إدوارد سعيد
إدوارد سعيد باحثٌ وكاتبٌ فلسطيني حاملٌ للجنسية الأمريكية، وهو مُفكرٌ أدبي وأكاديمي كتب عدة كتبٍ حول النقد الأدبي والنقد الموسيقي وقضايا ما بعد الاستعمارية.
كان أكثر المدافعين عن الحقوق تأثيرًا في الولايات المتحدة، وقد شارك في مظاهراتٍ من أجل الحقوق السياسيّة واستقلالية الفلسطينيين. تمت تسميته باسم “الصوت الأكثر قوة” لأجل الفلسطينيين.
عمل كأستاذٍ جامعي للغة الإنجليزية والأدب المقارن في جامعة كولومبيا لمدة 40 عامًا، واشتُهر بتأليفه كتاب Orientalism (الاستشراق) عام 1978. تحدث في كتابه عن افتراضات العالم الغربي التي تؤدي إلى سوء فهم رموز حضارة الشرق، خصوصًا الشرق الأوسط. تُرجم الكتاب إلى عدة لغات، ويتم تدرسيه في العديد من صفوف العلوم السياسيّة.
وضع سعيد أيضًا نظرياتٍ في الموسيقى وألف عدة كتبٍ عنها. وقد أظهر إدوارد اهتمامًا بالسياسة وعمل كعضوٍ مستقل في المجلس الفلسطيني الوطني.
بدايات إدوارد سعيد
وُلد إدوارد سعيد في 1 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1935 في فلسطين. والداه هما ودير وهيلدا سعيد. خدم والده في الجيش الأمريكي مما منحهم الجنسية الأمريكية.
درس في مدرسة القديس جورج الأنجليكانية القدس عام 1947، ثم في كلية فيكتوريا في مصر، لكن تم طرده منها عام 1951 لسوء السلوك.
درس بعدها في نورثفيلد ماونت هيرمون في ولاية ماستشوستس، حيث تفوق أكاديميًا.
التحق بجامعة برينستون وحصل على شهادة البكالوريوس في الفنون عام 1957 وماجستير بالفنون عام 1960. عام 1964 حصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة في الأدب الإنجليزي من جامعة هارفارد.
إنجازات إدوارد سعيد
قَبِل إدوارد منصبًا تعليميًّا في جامعة كولومبيا، وانضم إلى قسم اللغة الإنجليزية وقسم الأدب المقارن عام 1963. كانت أطروحة الدكتوراه الخاصة به نقدًا لأعمال الروائي جوزيف كونراد التي امتدت إلى كتابٍ حول الموضوع تم نشره عام 1966 بعنوان Joseph Conrad and the Fiction of Autobiography.
عمل أيضًا كأستاذٍ جامعي للأدب المقارن في جامعة هارفارد عام 1974، ثم أصبح عضوًا في مركز الدراسات المتقدمة للعلوم السلوكية Center for Advanced Study in Behavioral Science في جامعة ستانفورد للعام الدراسي 1975- 1976.
له اهتمامٌ كبيرٌ جدًا بالسياسة، ومثّل المجلس الوطني الفلسطيني كعضوٍ مستقل منذ 1977 حتى 1991.
عام 1978، نشر سعيد عمله الأشهر كتاب Orientalism، الذي تحدث فيه عن الإجحاف الثقافي وسوء فهم الرموز والعناصر الثقافية الشرقية. أصبح الكتاب مشهورًا جدًا، كما أنّه أثار جدلًا كبيرًا. وفي عام 1981 نشر كتاب Covering Islam، حيث حلل نظرة البلدان مثل: فرنسا، بريطانيا، والولايات المتحدة إلى الأمم الإسلامية والعربية. خلال السنوات القليلة التي تلت ذلك كتب سعيد عام 1983 The World، the text and the Critic، وعام 1986 After the Last Sky: Palestinian Lives، وعام 1990 Nationalism، Colonialism and Literature.
كونه عازف بيانو محترف، عمل سعيد كناقدٍ موسيقي لمجلة The Nation، ونشر كتابه الأول عن الموسيقى Musical Elaborations.
نشر كتاب Culture and Imperialism عام 1993، على شكل سلسلةٍ من المقالات التي ناقش فيها تأثير ثقافة التيار الواحد على الإمبريالية والاستعمارية. بعض كتبه التي نُشرت على مدى السنوات التالية منها كتاب Peace and Its Discontents: Essays on Palestine in the Middle East Peace Process عام 1995، وعام 1999 Out of Place: A Memoir، وعام 2000 Reflections on Exile and Other Essays.
كان سعيد يوجّه نقدًا كلاميًا لياسر عرفات والسلطات الفلسطينية، وقد حُظر بيع كتب سعيد في فلسطين بسبب نشاطه السياسي عام 1995، لكن تم رفع الحظر عندما مدح سعيد ياسر عرفات علنيًا عام 2000.
على امتداد مسيرته المهنية الرائعة، عمل سعيد كرئيسٍ لجمعية اللغات الحديثة، وكعضوٍ في المجلس التنفيذي لـ PEN، وفي مجلس العلاقات الخارجية وعضو في الرابطة الفلسفية الأمريكية.
حصل على 3 جوائز عن مذكراته Out of Place، جائزة New Yorker Book Award عام 1999، وجائزة Anisfield-Wolf Book Award عام 2000، وجائزة Morton Dauwen Zabel Award للأدب وعلى جائزة Lannan Literary Award عام 2001، هذه الجائزة تُعطى لتكريم الكُتاب المرموقين وتقديرًا لأعمالهم المميزة. حصل أيضًا على ما يقارب 20 شهادة تكريم من عدة جامعات على امتداد مسيرته المهنية كأستاذٍ جامعي وناقدٍ.
حياة إدوارد سعيد الشخصية
تزوج إدوارد سعيد من ماري جانوس عام 1962، تطلق الثنائي عام 1967. وفي عام 1970 تزوج من مريم كورتاس ورُزقا بطفلين.
ابنته نجلا ممثلةٌ وكاتبةٌ مسرحية.
وفاة إدوارد سعيد
توفي إدوارد سعيد بسبب اللوكيميا (سرطان الدم) في 23 أيلول/ سبتمبر عام 2003، بعد صراعه مع المرض لمدة 12 عام.
حقائق سريعة عن إدوارد سعيد
من أهم أعماله كتاب Orientalism عام 1978.
عمل كأستاذٍ جامعي في عددٍ من الجامعات الأمريكية وحصل على عدة جوائز.
إن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أحد طلابه في جامعة كولومبيا.
جامعة بيرزيت في فلسطين سمّيت مدرستها الموسيقية تيمنًّا به Edward Said National Conservatory of Music عام 2004.
إدوارد سعيد يجيد العزف على البيانو بشكلٍ جيدٍ جدًا.
صوَّت سعيد لقرار استقلالية دولة فلسطين عام 1988.