استنكرت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” ما ورد من عبارات في خطاب رئيس السلطة في ذكرى انطلاقة فتح، والتي تهجم فيها على غزة وحركة حماس، مطالبة الكل الفلسطيني بمواجهة “ديكتاتورية عباس ونظامه القمعي الشمولي”.
وكان عباس قد هاجم الشعب الفلسطيني، وحركة حماس أمس خلال حفل إيقاد شعلة فتح بمناسبة ذكرى انطلاقتها، وقال: "خسئوا أولئك الذين يمنعون ايقاد الشعلة في غزة، من يفعل هذا ويمنعنا هو جاسوس”.
وأضاف: “من يفعل هذا هو جاسوس ومن يمنعنا هو جاسوس ومن يريد الآخرين مثله رفع الشعلة كلهم جواسيس”.
وقالت حماس في بيان لها، مساء الثلاثاء: “هذه العبارات التي عكست شخصيته المهزومة، لا تليق برئيس، ولا يتشرف بها الشعب الفلسطيني المقدام، والتي عبرت عن حجم البؤس واليأس الذي يتملكه جراء السياسات الفاشلة التي اتبعها، والمواقف المدمرة التي اتخذها على مدار حكمه، وفرضها على الشعب وكل مكوناته، وأثرت على وحدته ورؤيته السياسية والنضالية المتعلقة بإدارة الصراع”.
وأكدت أن تصريحات عباس أظهرت كم هو مستعر غاضب حانق غائب عن الوعي والمشهد السياسي والداخلي، فاقد للذاكرة، مضطرب، مختل التوازن، غارق في التفرد، ممعن في الإقصاء والانقسام واستمراره من خلال قراراته المتعجلة، واستخدامه مؤخرًا لألفاظ تسمم العلاقة الوطنية، وتفاقم الأزمة الداخلية، متناسيًا أفعاله وأقواله المتمثلة بتقديس التنسيق الأمني، ووصف المقاومة بالإرهاب، والصواريخ بالعبثية، والعمليات الاستشهادية بالانتحارية الحقيرة، معلنًا علنًا عن مطاردة المقاومة ومنع عملياتها وتسليحها وإمدادها، وكرر ذلك في لقاءات وخطابات متعددة، وآخرها اعترافه بمنع 90% من العمليات المقاوِمة، متأسفًا عن الـ10% المتبقية، وفق الحركة.
وتابعت حماس في بيانها: “كما حاول جعل التنسيق الأمني مع العدو المغتصِب ضد الشعب وحماية المستوطنين خيارًا وطنيًّا مقبولاً يحقق المصلحة الوطنية الفلسطينية، في سابقة لم يعهد لها تاريخ الثورات والشعوب والإنسانية مثيل”.
وأكدت أنه وعلى الرغم من هذا التجاوز والانزلاق؛ فلن تتصرف حركة حماس بردات فعل متسرعة، ووفق عقارب دقائق ساعة رئيس السلطة، مجددة تمسكها بالوحدة الوطنية، والدفاع عن القيم الوطنية، والسعي الدائم إلى تعزيز كل فرص إنجاح المقاومة في مواجهة الاحتلال الذي يستمر في الاستيطان، وتهويد القدس، وحملات المداهمة والاعتقال في الضفة والقدس.
وطالبت حماس كل الفصائل الوطنية والإسلامية والشخصيات الأكاديمية والنقابية والمستقلة وكل مكونات شعبنا ونخبه ومقاوميه ورموزه بالعمل الفوري الجاد والمشترك في مواجهة دكتاتورية عباس ونظامه الشمولي القمعي المختطف للسلطة والقضية الفلسطينية، واعتماد خطة إنقاذ وطني تحارب الفساد وتحافظ على الإرث والتاريخ النضالي لشعبنا، وتعيد القوامة لقيادة المقاومة والمتمسكين بحقوق شعبنا المدافعين عن ثوابته، ومنع الهبوط بالسقف الأخلاقي، وحماية طهارة الحوار السياسي من الانزلاق لهذا المستوى.