بطريقةٍ ما يُعد المنزل هو طبقة الحماية الثانية لنا، لذا يجب أن يكون المنزل بيئة معيشية صحية حتى يساعدنا على العيش بشكلٍ أفضل، لكن للأسف أحيانًا ما يصاب البعض منا بمرض أو أمراض معينة بنسبةٍ كبيرة ولفتراتٍ طويلة من العام وهم لا يعرفون السبب وراء ذلك، اليوم سنكشف لكم الأسباب الحقيقية، والتي غالبًا ما تتعلق بالمنزل.
فالمنزل قد يكون مؤثث على أعلى مستوى وبأفضل ديكورات، لكن للأسف غير صحي يسبّب لك ولأسرتك الأمراض.
كيف يصيبك منزلك بالمرض وكيف تعالج الأمر؟
أولًا: الرطوبة العالية
يمكن للمنزل ذي الرطوبة المرتفعة أن يكون بيئةً خصبة للعفن، فترى أن اللون الأخضر الذي يمثل العفن بدأ ينتشر في الأرضيات وعلى الحوائط، بالطبع العفن ليس أمرًا صحيًا، فهو يسبب الكثير من المشكلات أبرزها التهاب الجيوب الأنفية المزمن وتلف الجهاز العصبي. وتأتي الرطوبة العالية على الأغلب مع عث الغبار والذي يتسبب في مشكلات المعدة وكذلك اضطرابات النوم.
كيف تخفض الرطوبة بالمنزل ؟
1. اشترِ راصدًا ليقيس لك الرطوبة في المنزل -يجب أن تقل الرطوبة عن 45%-
2. تأكد من فتح كافة منافذ التهوية عند الاستحمام والطهي.
3. افتح النوافذ قدر استطاعتك خاصةً في مواسم الهواء الجاف.
4. اشترِ مزيلًا للرطوبة.
ثانيًا: الغبار
الغبار ليس مجرد مصدر إزعاج أو يسبب مظهرًا سيئًا للمنزل، لكنه أيضًا مؤذٍ ومضرٍ للصحة حيث أنه يؤذي الممرات الأنفية والعيون وأثبتت الدراسات أن عثّ الغبار يمثّل ضغطًا شديدًا على جهاز المناعة وبالتالي مع مرور الوقت يضعف جهاز المناعة.
بالطبع يأتي الغبار محمّلًا بجسيمات وأوساخ والتي تجبرنا على استخدام المبيدات الحشرية التي ليست صحية 100% أيضًا فهي سامة وتضر بالجهاز العصبي.
كيف تقلل من الغبار؟
قلّل من الأماكن الفارغة لديك، وإن كان هناك أماكن فارغة تأكد من قدرتك على رؤيتها بوضوح.
استخدم فلتر خاص بتقيليل انتشار الغبار.
خلع الأحذية خارج المنزل.
اغسل الفراش والستائر والحيوانات المحشوة -الألعاب- .
ثالثًا: أضرار الماء
معظم الناس إن لم يكن كلهم تعرضوا لمشكلاتٍ بسبب الماء من وقتٍ لآخر، سواءً كان هذا بسبب تسريب المياه أو بسبب مشكلات السباكة أو تسرب المياه من النوافذ عقب الأمطار الشديدة، تخيّل أن أقل مقدارٍ من الماء يتسرب داخل منزل إن لم يتم التخلص منه وتنظيفه بشكلٍ تام قد يؤدي لمشكلة صحية كبيرة، إن كان هناك أي مشكلة مستمرة تتعلق بالماء فاحرص على التخلص منها أو على الأقل تنظيفها بشكلٍ صحيح حتى لا تسبب العفن بمنزل.
كيف تكتشف أضرار الماء؟
إن وجدت تكسيرا، تقشيرا في الطلاء على الجدران أو السقوف.
إن وجدت أن هناك تقليم لا يتوافق مع الجدران أو الأرضيات.
إن وجدت ترسبات بيضاء أو معدنية على الخشب وخاصة في الطوابق السفلية.
رابعًا: إغلاق المنزل بإحكام
تغلق منزلك بإحكام لدرجة تمنع وصول الهواء من الخارج للداخل، قد يكون الأمر آمنًا بالنسبة لك من خطر اللصوص، لكن ماذا عن المخاطر الصحية؟ في البداية إغلاق منافذ الضوء والهواء يعني استهلاك زائدًا للكهرباء لأنك تحصل على إضاءةٍ صناعية وهواءٍ من المكيف أو المروحة بدلًا من النافذة، من ثم مشكلاتٍ صحيةٍ بالجملة، حيث أن المنزل يمتلئ بالسموم بسبب عملية التنفس وما يخرج منا من زفير، الأجهزة الكهربائية ومعدات الطبخ التي تصدر مختلف أنواع الأبخرة.
ستخبرني الآن أنك تستخدم منقي للهواء، ماذا لو تعطل هذا المنقي؟ ماذا لو لم يعد يعمل بكفاءته كاملة؟ ألا تعلم أن المنزل المغلق بإحكام يمكن أن يسحب غاز الرادون الضار من التشققات في الأرضيات والنوافذ والتشققات التي توجد بالمنزل؟ وللأسف هذا الغاز هو المسبب الأول لسرطان الرئة لغير المدخنين.
استخدام التهوية الطبيعية من خلال فتح النوافذ والأبواب هام وضروريًا من أجل صحة كل من يعيش داخل المنزل.
خامسًا: تسرّب الرطوبة
يمكن أن تحدث الرطوبة نتيجة وجود أي مياه غير مرغوب فيها تتسرب داخل المنزل سواء من الداخل أو الخارج، لكن للأسف هذا التسرب قد يكون له أضرار وخيمة لا ندركها خاصةً إن كان التسرب خلف الجدران أو السقوف، وبالتالي قد يكون التسرب البسيط على المدى البعيد سبب في تكون العفن الأسود. والعفن الأسود هو نوع من العفن السام والذي يصنف على أنه خطر حقيقي على الصحة.
كيف تحمي منزلك من تسرب الرطوبة؟
افحص الجزء الخارجي من منزلك بحثًا عن أي ثقوبٍ أو فجواتٍ تتسرب منها المياه.
تأكد من أن مياه الأمطار يتم تسريبها بشكلٍ صحيح.
راقب المواسير الخاصة بالصرف والمياه ولاحظ دائمًا أنها جافة، وإن لم تكن كذلك فهناك مشكلة، لاحظ أيضًا الأماكن المجاورة للمواسير وتأكد أنه لا يوجد تنقيط.
حافظ على مستوى رطوبة منزلك وخاصةً الأماكن المغلقة فيه بين 35% إلى 45%.
أخيرًا؛ تذكّر أنه من المهم أن تراقب البيئة التي تعيش فيها ولا تتوقع أن تستمر في صحةٍ جيدة طالما كان منزلك يعاني من مشكلات، تخيل أنك وضعت تفاح طازج في كيس مليء بالديدان ماذا سيحدث؟ حاول أن تحسّن من البيئة التي تقضي فيها 80 % من وقتك لكي تحظى بصحةٍ أفضل وعمرٍ أطول.