• مفهوم التعلم الذاتي
يعرف التعلم الذاتي بأنه الأسلوب الواعي المنظم الذي يقوم به الفرد بالمرور بنفسه على المواقف التعليمية المختلفة لاكتساب المعلومات والمهارات، بحيث ينتقل محور الاهتمام من المعلم إلى المتعلم، فيصبح المتعلم هو الذي يقرر متى وأين يبدأ ومتى ينتهي، وأي وسائل يختار، وهو المسؤول عن تعلمه وعن النتائج والقرارات التي يأخذها، ويعتبر التعلم الذاتي من أنواع التعليم اللاشكلي، حيث إن كل ما يبذله الفرد من جهد وقصد بوعي لكي يعلم نفسه بنفسه.
حيث يرى رونتري بأنه" العملية التي يقوم فيها المتعلمون بتعليم أنفسهم بأنفسهم مستخدمين التعليم المبرمج وغيره لتحقيق أهداف واضحة دون عون مباشر من المعلم".
وقام نولز بتعريفه على أنه العملية التي يقوم فيها الأفراد بالمبادرة أو اتخاذ الخطوات الأولى بدون مساعدة الآخرين في تشخيص حاجاتهم التعليمية وصياغة أهدافهم التعليمية، وتحديد مصادر ومواد التعلم اللازمة، واختيار استراتيجيات التعلم المناسبة وتطبيقها وتقويم نتائج التعلم.
ويرى طلعت منصور بأنه" النشاط الواعي للفرد والذي يستمد حركته ووجهته من الانبعاث الداخلي والإقناع الذاتي، بهدف تغيير شخصيته نحو مستويات أفضل ".
وجاء في تعريف غليسون أنه نظام تعليمي ييسر للمتعلم المرور بأنشطة تعليمية مختلفة، تساعده على تحقيق الأهداف، لتغيير شخصيته نحو مستويات أفضل من النماء والارتقاء.
ويعرفه زيتون بأنه نمط من التعليم المخطط والمنظم والموجه فردياً أو ذاتياً، والذي يمارس فيه المتعلم النشاطات التعليمية فردياً، وينتقل من نشاط إلى آخر متجهاً نحو الأهداف التعليمية المقررة بحرية وبالمقدار والسرعة التي تناسبه، مستعيناً في ذلك بالتقويم الذاتي، وتوجيهات المعلم حينما يلزم الأمر.
• الأسس العلمية التي يعتمد عليها التعلم الذاتي
- مبدأ المشاركة في الحضارة المعاصرة: حيث تستلزم هذه المشاركة أن يكون المجتمع متعلماً تعليماً عصرياً، وأن يتسلح أفراده بالمهارات المتجددة لمشاركة الآخرين بالاعتماد على التعلم الذاتي.
- مبدأ القضاء على التخلف في المجتمع: حيث بأساليب التعلم الذاتي المتنوعة، يمكن التصدي للتخلف والقضاء عليه.
- مبدأ التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة: لأنه يعتبر طريقاً فعالاً في المساهمة في تعليم أفراد المجتمع، وتعديل الاتجاهات، مما يؤدي إلى تنمية اقتصادية، لأن تطور أي بلد يرتبط بكم ونوع المتعلمين المتواجدين فيه.
• الأسس السيكولوجية التربوية
- الاستثارة
لأن المجتمع المعاصر مشحون بالمثيرات، وتزداد فعالية هذا الوسط المثير بزيادة نمو الفرد وارتباطه بالمجتمع، ولذلك يتحتم على الفرد أن يتعلم لسببين
- الرغبة في التوافق الاجتماعي والنفسي
من خلال تحسين مركزه الاجتماعي وتعديل الأدوار التي يؤديها.
- حرية الاختيار
حيث يترك له حرية اختيار ما يشاء، لإشباع مثيرات لديه، وبالمستوى الذي يطمح إليه.
- الدافعية
لأنه يعتمد على مبدأ التعزيز لزيادة الدافعية، ويوفر ما يسمى بالتعزيز الفوري وكذلك الأنشطة الاستكشافية تعزيز يزيد من دافعية المتعلم لمعرفة تفاصيل جديدة.
- الاستجابات المتفاعلة
فهو يتيح فرصة إنشاء استجابات جديدة، معتمداً فيها المتعلم على خبراته الماضية، وفي هذه الحالة تعتبر الاستجابة ناشئة من قبل المتعلم نفسه، لأن العلاقة بين الإنسان وبيئته علاقة تفاعلية.
- الفروق الفردية
فهو يقدم حلاً لهذه القضية من حيث السماح للمتعلم بحرية استخدام الوقت المناسب له، وإن الكتب المبرمجة تجعل كل متعلم يسير وفق سرعته الخاصة، ولا يتقيد بسرعة الآخرين.
• مهارات التعلم الذاتي
يعدد (كرابيه) مهارات التعلم الذاتي كالتالي:
- القدرة على تحقيق التواصل مع الآخرين والتعايش معهم.
- الابتكار.
- اتخاذ القرارات المناسبة.
- تحقيق النجاح.
- تنمية شعور الفرد بقيمته الذاتية.
- التكيف مع الظروف المتغيرة.
- إتباع أسلوب المتعلمين عند ممارسته للسلوك في المجتمع الذي يعيش فيه.
- المحافظة على صحته الشخصية وعادات التغذية السليمة.
- المساهمة في الأمور التي تتصل بما يتعلمه الشخص في مجتمعه الذي يعيش فيه، ودوره في ذلك.