ستيف جوبز
يعد ستيف جوبز أحد أهم العباقرة الذين غيروا عالم التكنولوجيا لسنين طويلة جداً، فقد كان هو وبيل جيتس القادة في حركة التقدم في مجال الاتصالات وأجهزة الكمبيوتر والأجهزة الذكية، لكن ستيف جوبز كان عبقري ذو نكهة خاصة.
ستيف جوبز كان ذو قدرة خاصة على إعطاء منتجاته طابعاً فريدا، كان له لغته الخاصة التي استطاع أن يخاطب بها عشاق التكنولوجيا، وكان له غايته التي حارب من أجلها، وكان له القدرة على تخطي كل مراحل الفشل برغم صعوبتها، حتى بعد أن اضطر في احدى الفترات على تقديم استقالته من شركة آبل التي قام هو بتأسيسها.
فمن هو ستيف جوبز؟ وما هي قصته من مرآب منزله إلى أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، وكيف قاد هو الحملات التسويقية لشركته، ومن هو صديقه اللدود ومنافسه الشرس، هذا ما سوف نتعرف عليه في هذا المقال.
مولده ونشأته
ولد ستيف جوبز في مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا في شهر فبراير من عام 1955، وهو لأب من أصل سوري وأم أمريكية، ونتيجة لانشغال كل من الأب والأم في أعمالهما حيث كان الأب يعمل أستاذاً للعلوم السياسية أما الأم فكانت معلمة للنطق، فقد قاما بعرضه للتبني.
وبالفعل قامت عائلة أمريكية بتبني الطفل ستيف فقد كانت الأم التي قامت بتبنيه تعمل محاسبة أما والده بالتبني كان يعمل في خفر السواحل الأمريكي.
عاش ستيف جوبز مع والديه بالتبني في منطقة في ولاية كاليفورنيا، وكان يطلق على هذه المنطقة وادي السيليكون، وقد عرفت بمدى ضخامة حجم الأنشطة التكنولوجية الموجودة بها، فقد تواجد بها قواعد ضخمة لشركات عالمية في مجالات الصناعات البرمجية والتكنولوجية.
ستيف جوبز والتعليم
على الرغم من أن ملامح النبوغ في عالم التكنولوجيا قد بدأت تظهر على ستيف جوبز منذ نعومة اظفاره، فقد كان يبدي اهتماماً كبيرا بعالم البرمجيات التكنولوجية، إلا أنه كان كثير الملل من الدراسة، لذلك حاول بعض معلميه ربطه بالمواد التعليمية من خلال العديد من المنح، لكن جوبز كان مولعا بعمل الألعاب الذكية، بالرغم من ذلك كانت تقديرات ستيف جوبز في المدرسة الابتدائية عالية جدا، لهذا في هذه المرحلة اقترح معلميه على والديه إرسال جوبز إلى المدرسة الثانوية مباشرة إلا أنهم رفضوا هذه الفكرة.
بعد اكمال ستيف جوبز لدراسته في المرحلة الثانوية في مدرسة Homestead High School التحق بجامعة ريد في ولاية بورتلاند Reed College in Portland لكن الأمر لم يستمر طويلاً حيث قرر ترك الدراسة الجامعية.
الصديقان ستيف جوبز وستيف وزنياك
تعرف ستيف جوبز في المدرسة الثانوية على ستيف وزنياك، وبدأت بينهم مرحلة تجمع بين الصداقة الميول المشترك، وفي مرآب منزل العائلة كان للصديقين معملاً إلكترونياً يقومان فيه بتجاربهم المشتركة في عالم الكمبيوتر، وفي هذا المراب قاما بتصميم أول أجزاء من الحواسيب الإلكترونية التي فتحت الباب لهذا العبقري ليقتحم عالم التكنولوجيا في الولايات المتحدة الأمريكية ومن ثم باقي العالم بعدها.
أول حاسوب شخصي عام 1976
في عام 1976 قدم كل من ستيف جوبز وصديقه ستيف وزنياك أول ثورة في عالم الحواسيب الشخصية، حيث كان هدفهم الرئيسي اختراع أجهزة حاسوب صغيرة الحجم تنافس الأجهزة العملاقة التي تستخدمها الشركات، وقد نجح كل منهم في تحقيق هذه الخطوة، وذلك حين قدموا لعالم التكنولوجيا اختراع الـ Mother board وهي الأساس الذي قامت عليه صناعة الحواسيب الشخصية، وبذلك تم تخطي أول عثرة لاقتحام عالم الحواسيب الشخصية التي من الممكن استخدامها من قبل كل البشر، وقد تم تقديم أول حاسوب شخصي في هذا العالم وهو يحمل شعار شركة آبل.
خلال 8 سنوات من إطلاق جهاز الحاسوب الشخصي آبل استطاعت الشركة تحقيق مكاسب ضخمة، وتفوقت على عملاق السوق في ذلك الوقت وهي شركة IBM، وبلغت ارباح شركة آبل في تلك الفترة إلى 774 ألف دولار أمريكي، وفي عام 1979 استطاعت شركة آبل إطلاق النسخة الثانية من الحاسوب الشخصي آبل2 وفي هذه الفترة بلغت ارباح الشركة إلى 139 مليون دولار أمريكي.
إعلان ستيف جوبز لجهاز آيباد
في العام 2007 وبعد سنوات من عودة ستيف جوبز إلى شركة آبل، أعلن إطلاق ثورته الثانية في عالم التكنولوجيا، حيث أعلن عن جهاز آيفون، وهو الهاتف الذكي، أو بمعنى أكثر صحة أول هاتف ذكي لديه القدرة على العمل بتقنية اللمس، ويكون قادر على الاتصال بعالم الانترنت، وكذلك تخزين كميات ضخمة من المعلومات، وبذلك كان آيفون هو أول ثورة في عالم تقنيات الهواتف الذكية.
الفكر التسويقي للعبقري ستيف جوبز
لم يكن ستيف جوبز مجرد رجل مخترع أو رجل أعمال ناجح، ولكنه رجل له رؤية استطاع أن يسوقها للعالم، وقد تبين ذلك من خلال الحملات التسويقية التي تبنتها شركة آبل على مدار سنوات متعددة، فكانت الرسالة التي تصل للجماهير عادة أن جهاز آبل هو الجهاز الذي يقتنيه الأذكياء فقط، وقد كان لآبل العديد من الحملات التسويقية الرائعة وأهمها:
حملة Think Different
وفي العام 1997 وبعد عودة جوبز إلى شركة آبل بعامين، أطلق أشهر حملة تسويقية في تاريخها، وهي حملة Think Different، حيث لم يكن هدف الحملة حث الجماهير على شراء أجهزة آبل التكنولوجية التي ستسهل من حياتهم أو تقدم لهم نوعاً ما من التطور، ولكن الحملة عمدت إلى إظهار شركة آبل أنها شركة تهتم بتغيير العالم، لأنها شركة تفكر بشكل مختلف، وفي إعلان الحملة حيث قدمت الشركة مجموعة من المقاطع المصورة لشخصيات تاريخية ملهمة مثل (نيوتن شارلي شابلن مارتن، لوثر كينج، غاندي، بوب ديلان).
وقالت أن هؤلاء الأشخاص الملهمين استطاعوا تغيير العالم لأنهم فكروا بطريقة مختلفة، وقد ظهر إعلان الحملة في صورة ملحمية تحمل مقاطع مسجلة للكثيرين من المغيرين والأبطال وكان نص هذا الإعلان كالآتي "نحب أولئك المجانين، الغير أسوياء، المتمردين، مثيري الشغب، أولئك الذين يرون الأشياء بطريقة مختلفة، لانهم لا يحبون القواعد، ولا يحترمون الوضع الراهن. يمكنك أن تقتبس منهم، تختلف معهم، تمجدهم أو تحط من قدرهم. الشيء الوحيد الذي لا تستطيع فعله هو تجاهلهم. لأنهم يغيروا الأمور ويدفعون الجنس البشري إلى الأمام ومع أن البعض قد يراهم مجانين، نراهم نحن عباقرة. لأن الأشخاص المجنونون كفاية يعتقدوا بأن بإمكانهم تغيير العالم، هم من يفعلون ذلك.
إنجازات شركة آبل
لم تركز شركة آبل فقط بعالم الهواتف المحمولة وأجهزة الحاسب، بل قدمت أحد أهم اختراعات العالم المتحضر وهو جهاز الآيباد وغيره الكثير من الأجهزة الإلكترونية الرائعة، وقد بلغت القيمة السوقية لشركة آبل في عام 2017 إلى حوالي 800 مليار دولار أمريكي.
أهم الأقوال المأثورة لستيف جوبز
- عملك سيشغل وقتاً كبيراً من حياتك، وأفضل طريقة كي ترضي نفسك أن تقوم بما تعتقد أنه عملٌ عظيم.
- "أن أكون أغنى رجل لا يهم بالنسبة لي…ولكن أن أذهب للفراش ليلاً وأقول لقد فعلت شيئاً مثيراً للإعجاب هذا ما يهم بالنسبة لي".
- الإبداع هو مجرد ربط الأشياء. وعندما تسأل الناس المبدعة كيف فعلوا شيئاً ما. سيشعرون بالإحراج لأنهم لم يفعلوا ذلك حقاً بل هم فقط رأوا شيئاً ما وبدا لهم واضحاً بعد حين".
وفاة ستيف جوبز
في عام 2007 عرف جوبز بأنه مصاب بسرطان البنكرياس، وقد توفي بالمرض في أكتوبر من عام 2011، ليرحل عن العالم رجل كان هو صاحب التفاحة الثالثة التي استطاعت أن تغير العالم، فبعد تفاحة ادم وتفاحة نيوتن، كان هناك تفاحة ستيف جوبز.