العود
جاءت تسمية العود من اللغة العربية، وهو كل خشبة دقيقة كانت أَو غليظة، ورطبة كانت أَو يابسة، وهي تعتبر من أقدم الآلات العربية الموسيقية التي يعود تاريخ اكتشافها إلى خمسة آلاف سنة قبل الميلاد. منذ عهد سيدنا نوح عليه السلام. أوتاره ثنائية ( من 4 الى 5 أوتار و يمكن ربط وتر سادس الى العود) و يتسع مجاله الصوتي الى اوكتافين و نصف. ويصنف على أنه من الآلات الوترية التي اشتهرت في العصر القديم والمعاصر، والتي أبدع صناعتها العديد من الصناع؛ كالبغدادي، ومحمد فاضل، وخالد هلال، والمصري، والدمشقي، كما اشتهر في العزف عليها الكثير من العازفين أمثال: سيد مكاوي، ومحمد عبد الوهاب، ورياض السنباطي، وفريد الأطرش.
نبذة تاريخية عن العود
تاريخ آلة العود يعود إلى 5000 سنة، حسب البحوث ... آثار العود التي اكتشفت في المواقع الأثرية المختلفة أثبت أن أول ظهور لآلة العود كان في بلاد ما بين النهرين و ذلك في العصر الأكادي 2350- 2170 ق.م وظهر العود في مصر في عهد المملكة الحديثة حوالي 1580 - 1090 ق.م بعد أن دخلها من بلاد الشام وظهر العود في إيران لأول مرة في القرن الخامس عشر قبل الميلاد .
العود الأول يتميز بصغر صندوقه وطول رقبته وكان الآلة المفضلة في العصر البابلي 1950 - 1530 ق.م واستمر بشكله الكمثري الصغير الحجم حتى العصور المتأخرة وكان في البداية خاليا من المفاتيح وبدأ بوتر واحد ثم بوترين وثلاثة وأربعة حتى أضاف إليه زرياب الوتر الخامس.
و قد كانت طريقة مسك العازف للعود تختلف عن الطريقة الحالية فقد كان يمسك بصورة مائلة للأعلى وفي العصر الهيلينستي أصبح العود يمسك بصورة مائلة للأسفل ويعتبر العود من أهم الآلات الشرقية والعربية على الإطلاق فهو كما قيل فيه سلطان الآلات ومجلب المسرات ويكفي أن ننوه بتفوقه وسيطرته على جميع الآلات الشرقية على العموم والعربية على الخصوص حتى أنه تخطى الأمم الشرقية وانتقل إلى الأندلس بانتقال العرب إليها وتعداها إلى أوروبا وانتقل اسمه معه ولازمه في كل مراحل تطوره ويطلق عليه بالإنكليزية اسم لوت.
تاريخ صناعة العود
يعود إلى القرن السادس الميلادي عندما احتك العرب بالفرس فأخذوا عنهم هذه الصناعة التي أبدع فيها وطوروها حتى تصبح الآلة الأولى في التخت الموسيقي العربي وتتبوء مكانة كبيرة لتصبح سلطان الآلات العربية على الإطلاق حتى يومنا هذا والتاريخ الحضاري الموسيقي العربي يشهد لأسماء كان لها الفضل في تطوير وتحسين أدائها وضبط مقاييسها فنجد على رأسهم كبير عازفي آلة العود زلزل منصور مخترع آلة العود والذي أسماه الشبوط وزرياب الذي اهتم بالجانب الصوتي لآلة العود بحيث أحدث العديد من التعديلات على شكل آلة العود وذلك باستبدال وجه آلة العود الموجود في زمانه من الجلد بالخشب.
كما نجد الفيلسوف الكبير الكردي أبو نصر الفارابي (874- 950م) سيد صناع آلة العود نظرا للدراسات والأبحاث التي قام بها وله مؤلفات عديدة تشهد بذلك (مؤلف الموسيقي الكبير) والفيلسوف أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الكندي (805- 873م) الذي ترجم العديد من المؤلفات اليونانية إلى العربية وألف الكثير من الكتب نذكر منها (رسالة في الموسيقى) وقد أفاض الكندي في دراسة آلة العود وتقنينها وخلق نظم وطرق جديدة للعزف على هذه الآلة وضبط أصواتها .
مكونات العود
الصندوق الصوتي: ويسمى أيضا القصعة أو ظهر العود.
الوجه أو الصدر: يحتوي على قمرية (أوقمريتين).
الفرس: ويستخدم لربط الأوتار قرب مضرب الريشة.
الزند: يحتوي على الملمس.
الأنف أو العتبة : لإسناد الأوتار عليها ورفعها عن الزند.
المفاتيح أو الملاوي: وعددها 8 مفاتيح وتستخدم لشد أوتار العود.
الأوتار: وهي اربع أوتار مزدوجة.
الريشة: تستعمل للعزف.
أنواع العود
العود العربي : يعتبر العود العربي من أهم الأنواع المنتشرة في كل من شمال أفريقيا، وبلاد الشام، والعراق، والخليج العربي، وإيران، ويتصف العود العربي بصوته الجميل الرومانسي، وتستخدم العديد من أنواع الأخشاب في صناعته؛ ومن أشهرها: أخشاب الزان، والليمون، والجور، والسمسم، وكلما كان الخشب جافاً كان الصوت أفضل.
العود التركي : يستخدم في تركيا واليونان، ويتميز هذا العود بوزنه الخفيف، وصوته الحاد، كما أنه أصغر حجماً من العود العربي
العود العراقي : يتبع العود العراقي إلى عائلة العود العربي، إلا أنه يتميز بالعديد من التغييرات التي أجراها عليه محمد فضل، ويتميز العود العراقي بعذوبة صوته، وبذبذباته الطويلة.
العود الإيراني : هناك نوعان من العود الإيراني؛ الأول يشبه العود العربي إلى حد كبير، أما الثاني فهو بربت؛ وهو أصغر من العود العربي، والتركي؛ ويتميز بصوته العميق.