• المدرسة
يقضي الطالب في المدرسة ما لا يقل عن ثماني ساعاتٍ يومياً، ولذلك فإن للمدرسة أهميةٌ كبيرةٌ في تنشئة أفرادِ المجتمع وتعليمهم، فالمدرسة تعتبر بمثابة البيت الثاني للطلاب، فعندما يتحلى المعلم والمدرسة بالصِفات الجيدة فان الطالِب يقبِل عليها بكل حبٍ، ويظهر ذلك من خلال تحصيله الدراسي ومستواه العلمي، بينما لو تعرض الطالِب لشيءٍ مما يكره فإنه يبتعد عن المدرسة، ويظهر ذلك من بغضه لها، وعدم تشجعه في الصباح عند الاستيقاظ للذهاب إليها.
من الأسباب التي تجعل الطالب ليس لديه الرغبة في الذهاب إلى المدرسة، وعدم تشجعه في الصباح عند الاستيقاظ للذهاب إليها، هي ظاهرة العنف المدرسي، التي انتشرت في الفترة الأخيرة بشكل كبير، وخاصة ضد الأطفال، سواء كان ذلك العنف أسري أو مدرسي، وسوف نتعرف من خلال هذا البحث لهذه المقالة على ظاهرة العنف المدرسي، وأضراره وطرق علاجه.
• العنف المدرسي
يصنف العنف من الصِفات الغير المقبولة اجتماعيا، فالمجتمع يرفض مثل هذه السلوكيات ونبذها بل وينبذ صاحبها، والعنف له مفهومٌ واسعٌ فهو يطلِق على كل عملية إيذاء تقع على الشِخص، سواء كان هذا الإيذاء معنوياً أو لفظياً أو جسدياً، حيث أصبح العنف ينتشر في المدارس بشكلٍ لافت، سواء كان هذا العنف يقع من المدرِسين، أو المدير، أو الطلاب أنفسهم، وظاهرة العنف المدرسي من اهم الظواهر التي ينبذها المجتمع.
إن الأهالي يرفضون مثل هذه السلوكيات تجاه أطفالهم، ولم لا يتقبل الأهالي أي نوعٍ من أنواع العنف تجاه أبنائهم حتى لو كان بقصد التأديب، وهذا الانفتاح له نتيجتان؛ نتيجة إيجابية، حيث إن المعلمين والمدراء المتسلِطين أصبح هناك من يحاسِبهم ويمنعهم من ممارسة العنف ضد الطلاب، ولكن في نفس الوقت أصبح هناك تمادٍ من بعض الطلاب على المعلمين والمدراء، وظهر عنف اخر من الطلاب ضد المدرِسين والمدراء.
هناك شكلين مختلفين للعنف، الأول يكون من طالب ضد طالب آخر أما الثاني يكون من المعلم تجاه الطالب ففي النوع الأول يقوم أحد الطلاب بضرب زميله أو يوجه له الألفاظ السيئة، والثاني يكون نتيجة لعدم تقيد الطالب بالنظام، واللوائح المدرسية، وعدم تنفيذ أوامر المعلم أو تعمده إثارة الفوضى في الصف، أو الحاق الضرر بممتلكات المدرسة كالمقاعد، والكتابة عليها، وعلى الجدران، أو إلقاء النفايات والتشاجر مع زملائه، فهذا كله يكون سبب في اثارة غضب المعلم مما قد يدفعه إلى اللجوء للعنف ضد الطالب.
• أسباب العنف المدرسي
من أهم أسباب العنف المدرسي:
- بعض الطلاب لديهم صفة حب الظهور، بحيث يحاولون السيطرة على الطلاب الاخرين والسخرية منهم، سواء لإظهار القوة أو جعل بعضهم تابعين لهم.
- العنف الأسري وطريقة التربية الخاطئة، مثل الا يحظى الطالب بالاهتمام والحب اللازمين، أو تمييز أحد على الاخر بين أفراد الأسرة الواحدة، أو نتيجة للمشاكل المتكررة بين الزوجين، فيلجأ الطالب إلى المدرسة لتفريغ هذه المشاعر المكبوتة التي يعاني منها.
- خبرة المعلم الغير كافية في التعامل مع الطلاب، وفي ذلك لأنه لم يتلقى الدورات التدريبية اللازمة التي تجعله قادرا على احتواء الطالب وتوعيته بالأخطاء التي يقوم بها دون استخدام أسلوب العنف.
- العنف والتسلط والمعاملة السيئة الذي قد يكون بعض المعلمين، أو الطلاب، أو المدراء قد تربوا عليه، فبيئة المدرسة بيئةٌ شاملةٌ تحتوي على فئاتٍ متباينة من الأجناس.
- ردود الفعل العكسية من بعض الطلاب، فعندما يكون هؤلاء قد تعرضوا لأية مضايقاتٍ سابقة، فإنهم يلجؤون إلى العنف لحماية أنفسهم أو الانتقام.
- العصبية المفرطة التي تجعل بعض الطلاب لا يستطيعون السيطرة على غضبِهم، مما يجعلهم يقدمون على ضرب أو إلحاق الأذى اللفظي بغيرهم من الطلاب.
- عدم وجود تواصل وحوار بين إدارة المدرسة وأولياء الأمور من أجل متابعة الطلاب، والوقوف على سلوكيات الطالب، وأسبابها، والطرق السليمة لمعالجتها.