ناقشت اذاعة الشمس مع المحلل السياسي هاني المصري، مضامين المؤتمر الذي عقده مركز مسارات بعنوان "القضية الفلسطينية: مسارات المستقبل وإستراتيجيات التغيير"، والذي تحدث عن استشراف المستقبل وتحليل السيناريوهات المتوقعة.
وكان احد محاور المؤتمر التي ناقشتها اذاعة الشمس مع المحلل السياسي هاني المصري هو مستقبل السلطة ما بين البقاء والانهيار، بحيث يرى أن هناك من يطالب بحل السلطة أو انهيارها، دون أن يقف أمام الاختلاف بين الحل والانهيار، وان حل السلطة يعد قرارًا إراديًا يجب أن يكون مبنيًا على دراسات دقيقة تضع ماذا يجري في اليوم التالي لحل السلطة بالحسبان، خصوصًا لجهة ضرورة بناء البديل عنها حتى لا تحل محلها الفوضى والفلتان الأمني وتعددية السلطات، مثلما حصل في أواخر الانتفاضة الأولى، التي قد تتحول هذه المرة إذا حدثت إلى سلطات او إمارات متعددة، تتنافس مع بعضها البعض وتكون مرجعيتها "الاحتلال".
وكتب المصري تعقيبا حول الموضوع ان الانهيار هو سيناريو مرفوض، ويحدث نتيجة تضافر عوامل متعددة، داخلية وخارجية، أو جرّاء مسعى مقصود من اسرائيل، أو نتيجة لتبلور وضع لا تجد فيه السلطة القدرة على توفير الأموال وفعالية المؤسسات، وتقديم الخدمات، وفقدان ما تبقى لها من الشرعية، أو نتيجة المواجهة مع الاحتلال الذي سيرفض بشدة تحويل السلطة من سلطة مقيدة بالتزامات مذلّة إلى سلطة مجاورة للمقاومة، وأداة من أدوات المنظمة الموحدة، تسعى لتوفير مقومات الصمود والتواجد البشري الفلسطيني على أرض فلسطين.
واضاف إن تناول موضوع السلطة بشكل متكامل يشير إلى أن الاحتمالات لا تقتصر على بقاء السلطة أو انهيارها أو حلها، بل يمكن أن تبقى كما هي الآن سلطة ضعيفة، ويمكن أن تعود إلى ما كانت عليه بعيد توقيع اتفاق أوسلو، أي أقوى مما هي عليه الآن، أو تصبح أضعف بعد نزع ما تبقى لها من دور سياسي، وبالتالي تقبل بـ"صفقة ترامب"، أو تشق الطريق لإنهاء "الاحتلال" وتجسيد الدولة.
وتابع ان هناك من يرى أن حل الدولة الفلسطينية انتهى تمامًا، وأن انهيار السلطة أو حلّها حتمي، أو أن الدولة الواحدة قامت، أو هي الخيار الوحيد الآن، وهناك من يرى أن البديل عن الاستقلال الوطني للدولة الفلسطينية هو إسرائيل الكبرى، التي تضم الأرض من دون السكان.