تشتهر وكالة ناسا بأعمالها واختراعاتها التي تتناسب وطبيعة نشاطها المتعلق بالفضاء، ولكن على الرغم من ذلك، فان وكالة ناسا تشتمل على خدمات برنامج نقل التكنولوجيا، والذي يهدف إلى الاستفادة من الأبحاث التي تجريها وكالة ناسا في عدة مجالات مختلفة بعيدة عن الفضاء، كما أنها تقوم بتطويع تلك الاختراعات التي صممتها لغرض الاستخدام في الفضاء لاستخدامها في حياتنا اليومية، وسنستعرض في هذا المقال تقنيات واختراعات نستخدمها يومياً ويعود الفضل في وجودها لوكالة ناسا.
• تقنيات من اختراع ناسا
- كاميرات تصوير أجهزة الهواتف المحمولة
تعتبر كاميرات التصوير في الأجهزة المحمولة من أهم التقنيات الناتجة عن أبحاث ناسا، تعتمد هذه الكاميرات على حساسات تصوير بتقنية CMOS. لم تكن هذه التقنية بالجديدة، لكن تم العمل عليه وتطويرها في مختبرات ناسا، حيث تم إنتاج حساسات أصغر وأكثر فعالية وقادرة على إنتاج صور أوضح عمليًا.
- مكنسة الغبار الكهربائية
بدأ ضهور مكانس الغبار الكهربائية في مركبة أبولو الشهيرة، حيث تواصلت شركة ناسا مع شركة Black & Decker، وذلك لحاجتها الى جهاز يكون قادراً على أخذ عينات من الطبقات السطحية لسطح القمر، إضافة إلى عينات من طبقات تحت السطحية.
استجابت شركة Black & Decker لطلب ناسا، وقامت بتقديم جهاز يعمل بمحرك كهربائي ويعمل على البطاريات مكن ناسا من إتمام مهمة أبولو على سطح القمر، وتم تطوير هذا الجهاز لاحقاً ليصبح أداة منزلية لتنظيف الغبار.
- المواد الاسفنجية المستخدمة في الأثاث
يعود الفضل في استخدام المواد الاسفنجية الى وكالة ناسا، وكان ذلك عام 1966 عندما احتاجت ناسا الى مواد تمتص الصدمات لتستخدم في صنع مقاعد توفر الراحة والحماية في مركباتها، واستخدمت بعد ذلك في صناعة الأثاث في البداية ليكتشف فيما بعد الاستخدامات العديدة لهذه المواد، لتدخل بعد ذلك المواد الاسفنجية في تصميم خوذة لحماية الرأس، وفي صناعة مقاعد السيارات والطائرات.
- أجهزة قياس الحرارة عن طريق الأذن
استخدم حساسات الترمومتر في الأقمار الصناعية لقياس حرارة النجوم والأجسام الفضائية عن طريق قراءة الأشعة تحت الحمراء الصادرة عنها، لتستخدم نفس التقنية لاحقاً لقياس حرارة الجسم البشري عن طريق الأذن، وهو ما وفر طريقة سهلة وآمنة لقياس حرارة الجسم.
- مغذيات الأطفال الرضع
قد يبدو للوهلة الأولى عدم وجود أي علاقة بين العمل في الفضاء ومغذيات اطفال الرضع، لكن في الحقيقة أن هناك علاقة، ويعود الأصل في ذلك عندما احتاجت ناسا تأمين طعام صحي لطاقم المركبة الفضائية عند قيامهم بمهمات تستغرق مدة زمنية طويلة، فتم التواصل مع شركة Martek Biosciences Corporation لتزويدهم بمواد مستمدة من الطحالب وتحتوي على الأحماض الدهنية غير المشبعة الأساسية، وهي الأحماض الموجودة بشكل طبيعي في حليب الأم، والتي تحمل أهمية كبيرة لأجل الصحة العقلية للأطفال.
- أجهزة تقويم الأسنان
تعتمد هذه الأجهزة على مواد سيراميكية شفافة ومتينة، قامت شركة ناسا بتطويرها لاستخدامها في تكنولوجيا الصواريخ المتتبعة للحرارة، لتقوم ناسا فيما بعد بالمساعدة في استخدام هذه المواد في مجال تقويم الأسنان.
- العدسات المقاومة للخدش
خلال أبحاث ناسا في مجال تنقية المياه، تم تطوير اغشية بلاستيكية استخدمت في بعض أنواع المرشحات في عملية تنقية المياه، دخلت هذه المواد في أبحاث لحماية بدلات وأقنعة رواد الفضاء، استخدمت كغطاء حماية، وفي عام 1983، حصل فوستر جرانت Foster Grant على حقوق استخدام هذه المواد البلاستيكية لحماية العدسات البلاستيكية للنظارات الطبية، لتصبح مقاومة للخدش.
- مضخات القلب
استفادت شركات المعدات الطبية من خبرة ناسا في مجال تدفق الوقود السائل في محركات الصواريخ لتطوير تقنية المضخات القلبية، وهي المضخات التي تبقي يستعملها مرضى القلب للبقاء على قيد الحياة.
ما سبق يعد نبذة بسيطة من اختراعات ناسا التي تم تطويرها في مركز أبحاثها، وخرجت عن نطاق استخداماتها في مجال المركبات الفضائية، ليتم استخدامها في مجالات مختلفة بعيدة عن الفضاء نجدها حولنا في حياتنا اليومية.