مرحلة الشباب
لا أحد ينكر ان مرحلة الشباب من أجمل المراحل العمرية التي يمر بها الإنسان، وهي المرحلة التي يسعى فيها لبناء ورسم مسار حياته ثم يبدأ في تنفيذها، ففي هذه المرحلة يتمتع الشاب بالحيوية ويكون لديه الوقت والجهد والطموح الذي يساعده على فعل العديد من الامور التي يحتاجها لتطوير مستقبله ونفسه، ولا شك ان توفير الظروف المناسبة للشباب وكذلك توفير حياة طبيعية ملائمة لهم من أهم الأسباب التي تعين على خلق شخصيات واعية للحياة حولها، تبحث باستمرار السعادة والتي يتطلع لها كل البشر. ودائما يوجد بعض المشاكل التي تكون حائلا دون ذلك، ولكن قبل مناقشتها سنتعرف أولاً على العوامل التي تنتج عنها معظم مشاكل الشباب.
العوامل السلبية المؤثرة على نشأة الشباب وحياتهم
العوامل الأسرية
- النشأة في أسرة غير مترابطة وعلى قدر قليل من التفاهم.
- التربية المتسلطة من أحد الأبوين أو كلاهما، فهي تنتج فرد غير قادر على تكوين شخصيته المستقلة وأحلامه الخاصة.
- الإفراط في التدليل، وهو يؤدي إلى إنشاء فرد غير قادر على تحمل المسئولية.
- غياب رقابة الآباء مما يعرض الشباب في مرحلة متقدمة من العمر للكثير من المفاهيم الخاطئة كما يعرضهم لخطر الوقوع في تجارب ذات عواقب خطيرة مثل الإدمان.
العوامل التعليمية
وهي من أهم المشاكل، لأن تدريس مناهج تعليمية لا تساعد على تنمية المهارات واكتشافها، وعدم الاهتمام بتوعية العقل وتدريبه على التفكير النقدي يؤدي إلى خلق شخصيات معدومة الهوية، ومن السهل اقناعها بأي أفكار دخيلة أو متطرفة.
العوامل المجتمعية والاقتصادية
ضغط المجتمع على الجيل الناشئ ومحاولة جعله نسخة مكررة من الأجيال التي تسبقه.
عدم توفير الظروف الاقتصادية التي تعمل على توفير حاجات الشباب الأساسية مثل: العمل، توفير مسكن للزواج، والاستقلال المادي عن الأسرة في سن مبكرة.
أهم المشاكل التي يواجهها الشباب
كل ما ذكرناه في النقاط السابقة هو من العوامل التي تؤدي إلى حدوث المشاكل التي يعاني منها الشباب في هذه المرحلة من حياتهم وهي كالآتي:
- الانحراف الأخلاقي
ويسببه ضياع المعنى، فالشاب ينشأ في ظروف لا يفهم فيها الأسباب الأساسية لوجوده، ولا يوجد لديه حلم شخصي أو قضية يعيش لتحقيقها، فيتجه لأي وسيلة غير أخلاقية لاعتقاده أنها هي التي ستصنع منه شخصية ناضجة.
- التخبط الفكري
وهو امر متوقع في وجود تربية وتعليم يعملان على صناعة نسخ متكررة من البشر، وبعدم منح الشاب سبل وآليات التفكير المنطقي يصبح شخصاً متخبطاً بين كافة التيارات والأفكار التي يتعرض لها، وينجرف مع أي تيار حتى لو كان غير أخلاقي أو متطرف.
- غياب الوعي الديني
ولأنه لم يحصل على القدر المطلوب من المعلومات أو التربية الدينية، فمن السهل عليه الانجراف لتيارات معادية للدين أو تيارات متطرفة دينياً.
خطوات لحل مشاكل الشباب
- إعادة تصحيح العلاقات الاسرية وعودتها للترابط.
- تطوير المناهج التعليمية التي تعمل على خلق شخصيات مستقلة تدرك قضيتها الإنسانية.
- تطوير الخطاب الديني بما يعمل على نشر قيمه ومفاهيمه بين الشباب.