الشباب
الشباب هم عصب المجتمع، وبناة الوطن، وهم الذين يعلق عليهم الناس آمالهم، لأنهم أصحاب القوة والحيوية والنشاط، وهم الذين ينتظرهم مستقبل مشرق بجدهم واجتهادهم، وكفاحهم مصاعب الحياة وتغلبهم عليها، فهم أصحاب العقول الناضجة، والأجسام الفتية، والمواهب الخفية، وهم واجهة المجتمع؛ يفرح إذا فرحوا، ويتألم إذا تألموا، لذلك حين نتحدث عن قضايا الشباب، فإننا بذلك نتحدث عن قضايا المجتمع ككل، وسنستعرض في النقاط التالية أهم القضايا المعاصرة التي تواجه الشباب.
أهم القضايا المتعلقة بالشباب
قضية البطالة
لا يخفى على أحد المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها المجتمعات بشكل عام، وهو الشي الذي ينعكس على كثير من الشباب الذين يبحثون عن فرص عمل مناسبة لهم تعينهم على قضاء حوائجهم والتخطيط لمستقبلهم، وذلك بعد سنوات من الدراسة، وتشكل هذه القضية هاجساً لدى كثير من الشباب، لأنه يبحث من خلال العمل عن تحقيق الاستقلال المادي، والاستقرار، ومن ثم الزواج، وبه يشعرون بكينونتهم في مجتمعهم.
قضية الزواج
يبحث كثير من شباب المجتمع عن نصفه الآخر في الحياة، عن شريكه الذي سيبني معه حياته ومستقبله، وذلك ليس بغريب، فتلك فطرة الله التي فطر الناس عليها، بل ان ذلك شيء مستحب ومحبذ، فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم الشباب على الزواج في قوله: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم قانه له وجاء”.
وتعد المشكلة الرئيسية التي تواجه الشباب المقبلين على الزواج هي تكاليفه الكبيرة، فكثير من الشباب من يرغب في الزواج ليعف نفسه ويبتعد عن الحرام، وكثير منهم من وجد بالفعل شريكه في هذه الحياة، إلا أنهم يقفون عاجزين عن تحمل تكاليف الزواج الباهظة، وتقف هذه العقبة عائقاً أمام تحقيق رغبتهم المشروعة، فلا يكون الشاب في الغالب قد حقق استقراره المادي بعد، لأنه ما زال في أول طريقه، وفي بداية رسم مستقبله.
قضية الفراغ
في وقتنا الحاضر، نجد كثيراً من الشباب يتمتعون بأوقات فراغ كبيرة، لكنهم يقضونها في ممارسة اللهو والعبث وما لا يفيد ولا يحسنون استغلالها على الشكل الأمثل، وعلى الشكل الذي يعود عليهم وعلى المجتمع بالفائدة، فلا يدركون أهمية الوقت وأن الوقت من ذهب، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ"، وقال الأسلاف قديماً: "إذا ذهب وقتك ذهب بعضك"، لأن الوقت جزء هام من الحياة، وهو جزء أكثر أهمية في حياة الشباب، لما يتوفر لدى الشباب من قدرات كبيرة إذا قاموا باستغلالها، وشغلوا أوقاتهم بتنميتها واستغلالها في ما هو نافع؛ يعود ذلك بالنفع الكبير والعظيم عليهم وعلى مجتمعاتهم.
ومن الأشياء التي يمكن للشباب القيام بها لقضاء وقت فراغهم: القراءة فهي غذاء الروح، والمحاضرات النافعة، والحاسوب والإنترنت بشرط استغلاله بشكل نافع وزيارة الأقارب، والرحلات وطلب العلم.