ذوي الاحتياجات الخاصة
خلق الله تعالى الكون وابدعه و خلق البشر على درجات متباينة من الصحة والقدرات والمواهب، وجعلهم كل في حاجة الاخر لتتكامل حياتهم ، وقد اطلق مسمى ذوي الاحتياجات الخاصة على من يفقدون إحدى الحواس المؤثرة في حياتهم، عوضا عن لفظ المعاقين لما له من أثر سلبي عليهم، وزاد الاهتمام بهذه الفئة المهمشة في السنوات الأخيرة، وعمدت العديد من الدول إلى انشاء منظمات خاصة بهم لترعى شؤونهم وتلبي احتياجاتهم مثل هيئة الأمم المتحدة، فقد كان ينظر قديما إلى هؤلاء الأشخاص نظرة سيئة، وكان بعض الأهالي يلجئون الى حبسهم ؛ لذلك لم يكن لديهم الفرصةً لممارسة حياتهم بشكل طبيعي، ولكن مع ازدياد الاهتمام بهم توفرت لهم الفرصة لممارسة حياتهم كالأصحاء و والحصول على كامل حقوقهم، و اقرت الأمم المتحدة المواثيق التي تضمن لهم الحماية وتأمين الحياة الكريمة لهم، فمن حقهم الطبيعي الاستمتاع بالحياة كالأشخاص الأصحاء.
أنواع إعاقات ذوي الاحتياجات الخاصة
تتباين الإعاقات التي يعاني منها الفرد من ذوي الاحتياجات الخاصة، فقد يعاني من واحدة منها أو أكثر، وهذه الإعاقات هي:
إعاقات ذهنية: وهي تحدث عند فقدان الشخص عقلَه أو يصاب بخلل ما فيه، مثل التخلف العقلي.
إعاقات نفسية: وهي تحدث عندما يصاب الشخص بآثار ظاهرة واضطرابات تعيق قدرَتَه على الانسجام في المجتمع، مثل الانطواءِ والانفصامِ والقلق.
إعاقاتٌ جسمية: وهي تحدث عندما يفقد الشخص عضو من أعضاء الجسم أو إصابته بالخلل، مما يحد من حركة الشخص.
إعاقات حسية: وهي تحدث عند فقدان الشخص إحدى الحواسِ الخمس الضرورية للاستمتاع بالحياة، مثل الصم أو العمى.
التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة
تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة هو عبارة عن مجموعة من الطرق والوسائل التي تستخدم في مساعدةِ كل الأفراد الذين يعانون من حالات خاصة، وذلك بمساعدتهم على التكيف مع المجتمع المحيط بهم، من خلال دمجهم مع البيئة التي يعيشون فيها، ومساعدة عائلاتهم على فهمِ طريقة التعامل معهم. يوجد الكثير من الطرق التي تساعد على تأهيلهم، ومن أهمها:
- التدخل العلاجي المبكر الذي يساعد في تدارك الحاجة الخاصة، وخصوصاً العقلية أو النفسية، مما يساهم في الوصول إلى حلول جذرية لها عن طريق الاستعانة بالحضانات المخصصة للأطفالِ من ذوي الاحتياجات الخاصة.
- العمل على دمجِ الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مع الصفوف العادية؛ من أجل مساعدتهم تعليمياً على التأقلمِ مع حالتهم الخاصة، والعمل على تطوير قدراتهم الأساسية في فهمِ المعارف الأولى بطريقة مناسبة.
- توفير خدمات الرعاية الصحية والتأهيلية لذوي الاحتياجات الخاصة؛ من خلال الاستعانة بالمراكز المتخصصة في تعليمهم وتأهيلهم ليصبحوا قادرين على التأقلمِ مع المجتمع.
التحديات التي تواجه ذوي الاحتياجات الخاصة
لا شك ان هناك مجموعةٌ من التحديات التي يواجهها ذوي الاحتياجات الخاصة والتي تؤثر على حياتهم وعلى حياة عائلاتهم؛ لأنها تحتاج إلى اسلوب خاص للعناية بهم، وهذا يجعلهم يواجهون الكثير مِنَ الصعوبات في التأقلمِ مع البيئة المحيطة بهم، ومن أهم هذه التحديات ما يأتي:
مشكلات التعليم والتعلم
هي من أكثر التحديات صعوبة والتي تواجه ذوي الاحتياجات الخاصة وعائلاتهم؛ فبسبب قلة الخبرة حول الطرق المناسبة للتعامل معهم منذ مرحلة الطفولة يؤدي ذلك الى استمرار الحالة الخاصة معهم، وقد تتطور نتيجة التعامل مع الطفل على إنه مشكلةٌ يجب تجنبها بدلاً من التعامل معها والبحث عن حلول لها؛ لهذا يصبح من الصعبِ تعليمهم لأي نوع من أنواع المعارف بمرور الوقت.
قضايا النمو
هي مجموعةٌ من القضايا التي تواجه الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، مما يفقدهم القدرة على النمو بشكل سليم، سواءً كان هذا النمو عقلياً، أو نفسياً؛ إذ يستمر النمو الجسدي عندهم، ولكن تغيب علامات التطور العقلي، وبهذا يعيشونَ في مرحلة عمرية جسدية تختلف عن المرحلة العمرية العقلية.
التحديات السلوكية
هي مجموعة من الاضطرابات التي تؤثر على ذوي الاحتياجات الخاصة، ولذلك تصدرِ مجموعة من السلوكيات غير المألوفة أو غير الطبيعية عنهم؛ بسبب معاناتهم في خلل بوظائف الإدراك العامة، وتسبب التحديات السلوكية العديدَ من المشكلات لهم، وتحول دون تأقلمهم مع الحياة بطريقة جيدة.
الصحة العقلية
هي قياسٌ للحالة الصحية لعقلِ ذوي الاحتياجات الخاصة، وتتراوح بين الحالات البسيطة والصعبة؛ وغالبا ترتبط الصحة العقلية بالإصابةِ في إحدى الاضطرابات التي يطلق عليها اسم المتلازمات؛ وهي حالات خاصة تولد مع الطفل وتستمر معظمها مدى الحياة، وقد يتم التخلص منها عن طريق توفير علاجات دوائية وتأهيلية محددة، ومن أهم هذه المتلازمات: متلازمة داون، والاكتئاب والقلق، وغيرها.
واجبات المجتمع تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة
لا يمكن اعتبار ذوي الاحتياجات الخاصة من العاجزين الذين لا يقدمون الخدمات للمجتمع، وعلى العكس فقد يمتاز العديد منهم بصفات ومواهب تمكنهم من التفوق على بعض الأصحاء، مثل توماس أديسون الذي فقد سمعه وهو طفلٌ صغيرٌ ولكنه قدم للبشرية الاختراعات الكثيرة مثل المصباح الكهربائي والتلغراف والكاميرا وغيرها؛ لذا يجب على المجتمع أن يهتم بهذه الفئة ويقدِم لها كل ما تحتاج إليه واستغلال المواهب التي يتمتعون بها، ولا ننسى أنَ الإسلام اهتم بهم وأوجب رعايتهم وعدم احتقارهم؛ فقد عاتب الله تعالى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في سورة عبس لأنه تجاهل الأعمى عبد الله بن مكتوم واعطي جل اهتمامه انتباهه كبار المشركين المتواجدين فلا فرق عند الله تعالى بين الناس إلا بالتقوى وقد يكون شخصاً من ذوي الاحتياجات الخاصة يؤمن بالله تعالى حق الإيمان أقرب إلى الله تعالى من شخص معافى ولكنه مقصِر في حق الله تعالى.