الذكاء الاصطناعي
ظهرت في السنوات الأخيرة فكرة الذكاء الاصطناعي والروبوتات في المشاهد السينمائية لأفلام الخيال العلمي، ولم يقتصر الأمر على ذلك، انما تطورت التكنولوجيا ليغزو الذكاء الاصطناعي الكثير من المجالات، ومنها التعليم، فقد سهلت تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم الأعمال على الطلاب والمعلمين، إضافة إلى دخوله عالم الطب والأعمال والإعلام، ونعني بالذكاء الاصطناعي امتلاك الآلات مهارات الذكاء البشري، مثل اكتساب المعلومات والتفكير والتحليل والتعلم الذاتي، من خلال تطوير خوارزميات معينة.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي
تنوعت تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والتي اثرت بشكل إيجابي في توفير الوقت والجهد في الكثير من المجالات، ومن أهم هذه التطبيقات:
- في المجال الطبي: كان تطبيق الذكاء الاصطناعي في الطب يهدف لتقديم تشخيصات أفضل وأسرع، عن طريق قيام الآلات بتسجيل بيانات المرضى، أو بالإجابة على الاستفسارات على الإنترنت، إضافة إلى برمجة مساعدين افتراضيين لتقديم الملاحظات الطبية والتشخيصات الأولية للمريض، كبرنامج المشخص الطبي.
- في المجال الإداري: يستخدم الذكاء الاصطناعي في مجال الأعمال التجارية في المهام الروتينية المتكررة، فيتم دمج الخوارزميات التي تقوم عليها خاصية التعلم الآلي في أنظمة التحليلات وإدارة العلاقات العامة، كما يتم تطوير روبوتات للرد الآلي على مواقع الويب لتقديم خدمة عملاء فورية، وغيرها.
- في مجال الاقتصاد: جمع بيانات العملاء في البنوك، وتقديم النصائح المالية والاقتصادية المختلفة، وتطوير مجالات للتجارة الإلكترونية والتسوق عبر الإنترنت.
الذكاء الاصطناعي في التعليم
ان دخول الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم له الكثير من المميزات والمخاوف، حيث سهل عمليات التقييم والتعلم الذاتي وغيرها، ومن أشهر تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم:
- ميكنة عمليات التقييم: تستخدم الجامعات والكليات في العالم نظام إلكتروني في تقييم الاختبارات والواجبات المنزلية التي تعتمد على أسئلة الاختيار من متعدد، أو اكمال الفراغات، إلا أن هذه الأنظمة لا تقوم بعمليات التقييم كاملة، فلا يزال تقييم كتابة المقالات والفقرات الطويلة قيد التطوير، إلا أنها وفرّت الكثير من الوقت والجهد على المعلم، ولذلك يمكنه أن يستغل ذلك الوقت في التواصل والتفاعل مع الطلاب، أو تحضير الدروس، أو التطوير المهني الذي يجعله على علم بمتطلبات ذلك العصر التكنولوجي.
- تطوير برامج التعلّم الذاتي: من رياض الأطفال حتى الدراسات العليا، تعتبر خاصية التعلم الذاتي من أكثر المجالات التي سيؤثر بها الذكاء الاصطناعي في التعليم، وقد نشأ فعلا العديد من المواقع والبرامج والتطبيقات الخاصة بالتعلم الذاتي، والتي تلبي احتياجات الطلاب المختلفة، حيث يمكنها التركيز على موضوعات بعينها، وتكرار الأشياء التي لم يتقنها الطلاب، وتمكين الطلاب للدراسة وفق جداولهم الخاصة وطرقهم المفضلة.
ومكنت هذه النظم الطلاب في مستويات مختلفة من التعليم وأماكن مختلفة في العالم أن يشتركوا في فصول دراسية واحدة، ومن أشهر برامج التعلم الذاتي أكاديمية خان، وموقع إدراك، ورواق، وكورسيرا، وغيرهم من منصات التعليم الإلكتروني.
- تحسين تجربة التعليم: قد تصل بعض المفاهيم والمواد التعليمية للطلاب بشكل خاطئ، ولا يُدرك المعلمون هذه المشكلة، إلا أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم سيُمكن من حل هذه المشكلة، ومن المواقع التعليمية التي طبقت ذلك النظام موقع كورسيرا للتعليم الإلكتروني، عن طريق طرح بعض الأسئلة على كل درس مقدم لتقييم مدى فهم الطالب للمادة الدراسية المشروحة، فإذا تجاوب عدد كبير من الطلاب على الأسئلة بشكل خاطئ؛ يُنبه الموقع المعلم أو المحاضر على سوء فهم الطلاب لمحتواه، كما يُنبه الطلاب للإجابة الصحيحة.
- تقديم الدعم للطلاب لفهم أساسيات المواد العلمية: يوجد الكثير من تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تُمكّن الطلاب من تعلم أساسيات الرياضيات والكتابة واللغات غيرها من المجالات بدلًا من الاستعانة بمعلمين بشريين، وبالفعل ثبتت كفاءة هذه التطبيقات في تعلم الطلاب للأساسيات إلا أنها لم تستطع أن تُنمي لديهم مهارات التفكير الناقد والإبداع..
- تقديم تعليقات مفيدة على أداء الطلاب: تستطيع تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العديد من البرامج التعليمة خاصة التي تعتمد على المحاضرات الإلكترونية أن تتابع أداء الطلاب ومستوى تقدمهم في المادة العلمية، كما تسمح للطلاب أن يحصلوا على الدعم المطلوب، وبالتالي يتعرف الأساتذة على المشاكل التي يعاني منها الطلاب حتى يقدموا النصائح والتعليمات التي يمكن أن تفيد الطلاب.
- تطوير عمليات البحث عن المعلومات والتعامل معها: يقوم الذكاء الاصطناعي في العديد من أنظمة البحث والمواقع الإلكترونية بتوفيق المعلومات لموقع المتلقي واهتماماته، كتقنية البحث والإعلانات في جوجل، أو مقترحات المشتريات على موقع أمازون وإيباي، لذلك يوجد احتمالية كبيرة على قدرة الذكاء الاصطناعي في المستقبل على تطوير مهارات الطلاب في البحث عن المعلومات وإجراء الأبحاث والتأكد من الحقائق والمعلومات.
- تغيير دور المعلمين: سيبقى دائمًا دور للعنصر البشري في عملية التعليم، إلا أن دخول الذكاء الاصطناعي في التعليم قد يُغيّر من أدوار المعلمين وطبيعة عملهم، ليصبح تركيزهم الأكبر على الأنشطة الطلابية والتفاعل والمناقشة مع الطلاب، بدلًا من الاهتمام بعمليات التقييم والجدولة وغيرها.
- تغيير من نظام المدارس: لقد غيرت عملية جمع المعلومات التي تقوم بها أجهزة الكمبيوتر وتطبيقات الذكاء الاصطناعي من طريقة تعامل الكليات والجامعات مع الطلاب، ابتداء من عمليات التقديم الى مساعدة الطلاب في اختيار مجال تخصصهم، وبالتالي فهي تساعد في تسهيل العملية التعليمية، وجعلها مناسبة أكثر لاهتمامات الطلاب واحتياجاتهم.