في ظل تفشي فيروس "الكورونا" وحالة الهلع، هناك وباءٌ آخر اشد خطورة هو وباء العنصرية، الذي لا نملك احيانًا، وفي ظل الواقع الذي نعيش فيه، اي وسيلة لمواجهته.
وكنّا قد تابعنا رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وهو يحلل المشهد السياسي ويتحدث عن التصويت للقائمة المشتركة، والتمثيل العربي في الكنيست، وكان قد تحدث قبل اسبوعين عن ضرورة التقارب بين العرب، وانه يريد ان يكون رئيس حكومة للجميع، لكن ها هو يلغي كيف صوّت غالبية المواطنين العرب.
لكن المستفّز في الأمر هو ان أحد المحللين ذكر ان المواطنين العرب صوتوا كالقطيع، بمعنى انهم صوتوا في اتجاه واحد، وكأن العرب لا يملكون اي فكر او توجه او نقاش، وينظرون الينا كمجموعة، وفق مفهوم انه حين يأتي شخص ويقول تعالوا معي، فنحن نصطف خلفه، وكأنه لا يوجد خلافات في وجهات النظر، او نقاشات في المجتمع العربي، لكن في نهاية الامر نصل الى نتيجة واحدة تقود غالبية ابناء هذا المجتمع الى مرحلة يقول انا اسأفعل كذا وأقرر كذا لأننا في نهاية المطاف شعبٌ ولسنا قطيعًا.
ويضيف جاكي خوري في افتتاحيته: "تساءلت مع هذا المحلل وهو محسوب على اليمين حول آلية التعامل بالنسبة لهم، وتذكر هذه القضية بقصة حدثت في المانيا، حول معاناة السكان في احدى البلدات بسبب انتشار الفئران في هذه البلدة، واستخدموا جميع الوسائل الممكنة للتخلص منهم مثل القطط والسم، لكن لم تجد نفعًا، واخيرًا وصل رجل الى البلدة ووجد الحلّ وكان يملك مزمارًا فبدأ بالعزف، وكان عزفه جميلًا، واصغى الناس الى هذا العزف الجميل، وذهبوا وراءه وهو يسير في البلدة، لكن الفئران ايضًا خرجت وبدأت بالسير خلفه، وقاد العازف الفئران الى البحر لكي تغرق".
لذا نقول: "نحن شعب في هذا البلد لن نغرق في اي مكان، لن يقودنا اي شخص مع مزمار، لكننا احيانا نفكر بالشكل الصحيح، من يريد ان يحسب حسابات المزمار ومن يعزف على المزمار يعرف اين يجد هذا الرجل ولماذا هو ما يزال في الحكم".