قضت محكمة الصلح في الأيام الأخيرة، اخلاء وتهجير عائلة وتدفيعهم غرامات، لتمويل محامي الدولة دون ان تقترح بدائل حقيقية تلائم واقع وظروف أهالي القرية مع أن هناك وثائق تؤكد وجود هذه العائلة والعديد من العائلات في هذه المنطقة منذ أجيال عديدة.
صادقت محكمة الصلح في بئر السبع، يوم الإثنين من الأسبوع الحالي، على دعاوى الإخلاء المقدمة من قبل "سلطة أراضي إسرائيل" ضد أهالي قرية راس جرابة في منطقة النقب، جنوبي البلاد، وذلك لتهجيرهم قسريًا بهدف توسيع مدينة ديمونا اليهودية وإقامة حارة جديدة على أنقاض القرية.
كما قضت المحكمة بوجوب إخلاء القرية من قبل السكان بحلول الأول من آذار/ مارس 2024، وفرضت على سكان القرية دفع أتعاب محامي الدولة بمبلغ إجمالي قدره 117 ألف شيكل.
القضية من نظرة مواطن ومحامي
قال المحامي في مركز عدالة مروان ابو فريح في حديثه للزميل مصطفى شلاعطة عبر برنامج يوم جديد على اثير إذاعة الشمس، إن "المحكمة تعطي ضوء أخضر للفصل العنصري ضد أهالي النقب بحيث تدّعي في قرارها بأن اهالي القرية بالغوا في تقديرهم أن قرار تهجير القرية من أجل توسيع ديمونا على أنقاضها يمس بحقوقهم الدستورية".
وأضاف أن منذ بداية المسار القضائي، رفض أهالي القرية، نية سلطة "توطين البدو" نقلهم إلى قرية قصر السر (قرية بدوية معترف بها). وتمسّك أهل القرية بموقفهم الواضح بالبقاء في قريتهم، إما كقرية زراعية مستقلة أو كحارة ذات طابع تخطيطي مناسب تكون قريبة من ديمونا أو داخلها.
ومن جانبه قال المواطن موسى هواشلة "أولادنا بتعلموا بمدارس خارج القرية وعايشين على المواصلات، والصغار منهم لا يتعلمون ولا يوجد روضات تحويهم، تربينا على توسع ديمونا، تربينا وديمونا تفتح مدارسها وحوانيتها على حساب بيوتنا، وراحتنا وعلى حساب أولادنا".
وأضاف أبو فريح، عن تفاصي القرار أن محكمة الصلح في بئر السبع صادقت على دعاوى إخلاء مقدمة من قبل سلطة أراضي إسرائيل، منذ عام 2019 ضد أهالي قرية راس جرابة، بحيث قضت بوجوب إخلاء القرية من قبل السكان خلال 7 أشهر وبحلول آذار 2024.
كما أنها أجبرت أهالي القرية بدفع " أتعاب" محامي ألدولة بمبلغ يقدر ب 117 ألف شيكل.
وتابع أبو فريح، "خلال المداولات قدمنا للمحكمة أن اهالي القرية موجودين على أراضيهم منذ سنوات وحتى قبل قيام الدولة، وهناك صور جوية وخرائط تثبت ذلك، لكن المحكمة في نظرها لم ترى ذلك دليل كافٍ، لأنها تنظر الى رواية الدولة بأنها الرواية الحقيقية".
ومن جانبه أضاف الهواشلة نحن لا حل لدينا في النهاية بإمكان الدولة أن تعتقلنا عند أول كلمة إعتراض، ونحن نجهل مصيرنا ولا نعلم الى أين ممكن أن يتم تهجيرنا.
وقال المحامي أبو فريح إن في نظري هذا الوضع يحتم لنا جميعًا دراسة خطوات دولية ومحلية تدين وتندد بجريمة الفصل العنصري التي يتعرض لها اهالي النقب، وتابع أبو فريح مطالبًا بتدخل دولي بهذا الشأن.
أين تقع رأس جرابة
تقع قرية رأس جرابة شرقي مدينة ديمونا وضمن منطقة نفوذها ويصل عدد سكان القرية الى ما يقارب 700 شخص، وتتبع هذه الأرض تاريخيًا لقبيلة الهواشلة وتعرف باسم "الشعيرية" أو "مركبة الهواشلة" وتمتد من منطقة كرنب وإلى منطقة أم دِمنى وهي منطقة فيها بئر ماء معروفة وعليها أقيمت البيوت الأولى في ديمونا وسُميت باسمها.
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.