أشعلت مجزرة الجيش الإسرائيلي التي ارتكبها مساء أمس الثلاثاء بقصف مستشفى المعمداني في غزة موجة غضب واسعة حول العالم، حيث تعالت الأصوات المطالبة بوقف القصف الإسرائيلي.
وسقط في المجزرة -التي استهدفت المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) الكائن بحي الزيتون- أكثر من 500 شهيد، بينهم أطفال ونساء وطواقم طبية، ونازحون لجؤوا إليه بعد أن دمرت منازلهم وبحثوا عن مكان آمن.
وعمت مظاهرات الغضب الشعبي المنددة بالاعتداء الاسرائيلي عواصم ومدنًا عربية وإسلامية وأوروبية وأميركية منادية بمواقف دولية عاجلة لوقف إراقة الدماء وردع القصف الإسرائيلي التي يتمادى في ارتكابها بدم بارد على مرأى ومسمع من العالم، مطمئنا إلى عدم المحاسبة وأن أنهار دماء أبناء غزة التي يريقها بقصفه المتواصل لن تحرك الضمير الغربي الذي يتماهى معه بالصمت.
ومن جانبها، أدانت عدد من الدول العربية -عبر بيانات لوزارات خارجيتها- قصف الجيش الاسرائيلي مستشفى المعمداني، منها مصر والأردن وقطر والسعودية وموريتانيا والمغرب والجزائر وليبيا والعراق وغيرها، كما علق الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عبر حسابه على موقع إكس قائلاً "أي عقل من جهنم ذلك الذي يقصف مستشفى بنزلائه العزل عن عمد؟ آلياتنا العربية توثق جرائم الحرب ولن يفلت المجرمون بأفعالهم. لابد للغرب ان يوقف هذه المأساة وفوراً".
وفي الأردن، دعا حزب جبهة العمل الإسلامي إلى إضراب عام في البلاد، اليوم الأربعاء، والزحف نحو السفارتين الأميركية والإسرائيلية.
فيما تكررت المزاحمات ظهر الأربعاء بين قوات الأمن الأردنية المحيطة بمقر السفارة الإسرائيلية في العاصمة عمان وعشرات الآلاف من المواطنين الغاضبين في إطار “تحرك شعبي” أردني غير مسبوق احتجاجًا على المجازر التي ترتكب ضد أهالي قطاع غزة، فيما بدأت السلطات تتفحص وفي مواجهة التعنت الإسرائيلي ومطالب الشارع سيناريو “إعلان طرد السفير الإسرائيلي”.
وتظاهر الآلاف من التونسيين اليوم الأربعاء أمام السفارة الفرنسية في العاصمة التونسية للتعبير عن غضبهم وتنديدًا بمجزرة المستشفى المعمداني في قطاع غزة، بعدما أودى القصف الإسرائيلي بحياة أكثر من 500 شخص.
وردد المتظاهرون وغالبيتهم من الشباب الذين رفعوا أعلامًا فلسطينية «الشعب يريد تجريم التطبيع» و«طرد السفير واجب»، وفقًا لمراسل وكالة «فرانس برس».
وعبر سكان دول خليجية عن غضبهم من الانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني والمجازر المرتكبة في حق المدنيين ومن بينهم الأطفال، حيث خرجت مسيرات في عدد من العواصم مثل الدوحة ومسقط والكويت.
وتواصلت الفعاليات الاحتجاجية في العديد من المدن الخليجية منذ تكثف القصف الإسرائيلي على غزة، وتحديداً بعد مجزرة مستشفى المعمداني التي ارتكبتها قوات الجيش الإسرائيلي وخلفت أكثر من 500 شهيد.
وفي العاصمة القطرية الدوحة خرج المئات في مسيرة جابت المناطق القريبة من مشيرب وسوق واقف المعلمين البارزين في قطر. ودعا مواطنون ومقيمون وزوار قطر إلى توفير الحماية للشعب الفلسطيني ونددوا بمجزرة المعمداني.
وفي العاصمة الكويت انطلقت عدد من المظاهرات جابت أبرز المناطق الحيوية في الدولة الكويتية التي يعبر سكانها عن دعم متواصل للنضال الفلسطيني. وتقدم المظاهرات شخصيات كويتية عامة من بينهم أعضاء مجلس الأمة الحاليين والسابقين وسياسيون وإعلاميون إلى جانب مواطنين من مختلف شرائح المجتمع.
وفي الضفة الغربية خرج آلاف الفلسطينيين إلى مراكز المدن والقرى الفلسطينية في مسيرات، فيما أصيب عشرات المواطنين الفلسطينيين بالرصاص الحي والاختناق بالغاز المسيل للدموع خلال مواجهات عنيفة الليلة، مع قوات الجيش الإسرائيلي في القدس وعدد من مدن ومخيمات الضفة الغربية التي شهدت مسيرات شعبية منددة بمجاز الاحتلال في قطاع غزة.
وتوجه المئات من المتظاهرين ليل الثلاثاء إلى محيط السفارة الأميركية شمال بيروت، حيث عملت القوى الأمنية على تفريقهم بإلقاء الغاز المسيّل للدموع.
وقامت سيارات ودراجات نارية بالتجول في أحياء بيروت ومحيطها، ورفع بعضها أعلام فلسطين، وفق مراسلي وكالة فرانس برس. وتوجه المئات منهم إلى محيط السفارة الأميركية في عوكر بعدما تجمعوا في وسط بيروت رافعين لافتات عدة، كُتب على إحداها "المقاومة خيارنا". ورددوا شعارات عدة بينها "الموت لأميركا، الموت لإسرائيل" و"بالروح بالدم نفديك يا أقصى".
خرج الآلاف من المصريين في تظاهرات الأربعاء في محافظات مصر تضامنا مع غزة، بحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية، غداة استشهاد مئات الأشخاص في قصف تعرض له مستشفى في القطاع المحاصر.
ونقلت فضائية “إكسترا نيوز” المصرية مشاهد تظهر متظاهرين في عدد من المحافظات بينها المنيا في الجنوب والدقهلية والمنوفية في دلتا النيل. وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكد خلال مؤتمر صحافي الأربعاء مع المستشار الألماني أولاف شولتس “إذا طلبت من المصريين الخروج للتعبير عن رفض الفكرة (تهجير الفلسطينيين إلى مصر)، سترون الملايين (في الشوارع)”.