أعلنت سلطة جودة البيئة الفلسطينية، الثلاثاء، ان الحرب الإسرائيلية على غزة المستمرة على قطاع غزة لا يشكل كارثة إنسانية فحسب، بل يدمر جميع مكونات التنوع البيولوجي من نبات وكائنات حية دقيقة.
وأوضحت السلطة في بيان أن مكونات الحياة البرية من تنوع نباتي وحيواني على اليابسة وفي عرض بحر القطاع، تعرضت لأقوى أشكال التدمير على مر العصور، نتيجة استخدام أنواع من المتفجرات والأسلحة.
وأوضحت أن استخدام تلك الأسلحة أدى إلى تدمير موائل الحيوانات البرية وقتلها وحرق كل أشكال الحياة النباتية، بما في ذلك الأشجار والشجيرات والأعشاب التي منها ما هو متوطن في ظروف البيئة الساحلية وشبه الساحلية.
ولفت البيان إلى أن "هذا الأمر أدى ويؤدي إلى خسارة أنواع بعينها من الحياة البرية وحتى اختفائها بشكل دائم".
وتابع أن "الحرب من خلال تدمير الحجر والشجر والبنية التحتية، أدى إلى تلويث الماء والهواء والتربة، وحرق الأرض بكل تضاريسها، محولاً المكان إلى جبال تتكون من ملايين الأطنان من النفايات الإنشائية (نتيجة قصف المنازل والمنشآت) المختلطة بالنفايات الطبية والمنزلية ومياه الصرف الصحي ومياه الأمطار، ليصل جزء كبير منها إلى البحر مروراً بمحمية وادي غزة".
وأضاف أن محمية وادي غزة (جنوب مدينة غزة) تحولت اليوم بفعل الأسلحة المحرمة دوليا إلى مقبرة جماعية لكل أشكال الحياة من بشر ونبات وحيوان، ما أدى إلى تدمير أحد أهم مسارات هجرة الطيور العالمية في فصول مختلفة من السنة.
وذكر أن الملايين من الطيور المهاجرة كانت تستريح للتزود بالغذاء وأحيانا تتكاثر في أراضي غزة وبين أشجارها وتحديداً في منطقة وادي غزة.
وأردفت سلطة جودة البيئة أن "لآثار الآنية للحرب أظهرت تغيراً في سلوك الكثير من الحيوانات البرية الناجية من الموت.
وتابعت: "شاهدنا بعض الحيوانات تهاجم جثث الشهداء نظرا لشدة جوعها وعطشها، وهذا يشكل تحولاً خطيرا في السلوك".
ولفتت سلطة جودة البيئة، إلى أن "الآثار السلبية قد تطال أيضا أشكال التنوع الحيوي ممثلا في النبات والحيوان والكائنات الدقيقة، وهو الأمر الذي قد يحول مستقبلًا دون قدرتها على التكاثر أو إصابتها بطفرات وتشوهات نتيجة للتلوث بكل أشكاله".