توالت ردود الفعل الدولية، اليوم الاثنين، عقب مجزرة رفح التي ارتكبها الطيران العسكري الإسرائيلي ليل الأحد الاثنين في مخيم نازحين شمال غرب المدينة جنوبي قطاع غزة، وراح ضحيتها نحو 40 ضحيةً وعشرات الجرحى.
أدانت دولة قطر بأشد العبارات القصف الإسرائيلي الذي استهدف مخيما للنازحين في رفح، ووصفته بأنه "انتهاكا خطيرا للقوانين الدولية من شأنه أن يضاعف الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع المحاصر"، كما ودعت المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل للحيلولة دون ارتكاب جريمة إبادة جماعية، وإلى توفير الحماية التامة للمدنيين، ومنع قوات الجيش من تنفيذ مخططاتها الرامية لإجبارهم على النزوح القسري من المدينة التي أصبحت ملاذا أخيرا لمئات الآلاف من النازحين داخل القطاع.
وأكدت وزارة الخارجية القطرية في بيان ضرورة التزام السلطات الإسرائيلية بقرار محكمة العدل الدولية الداعي لوقف الهجمات العسكرية على رفح، معربة عن قلق دولة قطر من أن يعقد القصف جهود الوساطة الجارية، ويعيق التوصل إلى اتفاق لوقف فوري ودائم لإطلاق النار وتبادل للأسرى والمحتجزين.
مجزرة متعمدة
من جانبها، دانت مصر، الاثنين، "بأشد العبارات"، مجزرة رفح ووصفت القصف الإسرائيلي على خيام النازحين بـ"المتعمد"، معتبرة قصف مخيمات النازحين "انتهاكا جديدا وصارخا للقانون الدولي الانساني واتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية المدنيين في وقت الحرب".
وطالبت مصر مجددا، وفق البيان، إسرائيل "بالامتثال لالتزاماتها القانونية بصفتها قوة قائمة، وتنفيذ التدابير الصادرة عن محكمة العدل الدولية بشأن الوقف الفوري للعمليات العسكرية وأية إجراءات أخرى بمدينة رفح الفلسطينية".
المملكة العربية السعودية
وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة و"استنكارها بأشد العبارات استمرار مجازر قوات الجيش الاسرائيلي، ومواصلتها استهداف المدنيين العزل في قطاع غزة". وأكدت الوزارة رفضها القاطع لاستمرار الاحتلال في انتهاك القوانين الدولية.
وبدورها، أعربت وزارة الخارجية الكويتية عن إدانة واستنكار دولة الكويت مجزرة رفح، وأكدت أن "ما تقوم به القوة القائمة بالاحتلال ضد العُزّل من الفلسطينيين يكشف وبشكل جلي ارتكابها، وأمام العالم أجمع، إبادة جماعية غير مسبوقة وجرائم حرب صارخة تستدعي تدخل فوري وحازم من المجتمع الدولي لإلزام تلك القوات بالانصياع لكافة قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وفي مقدّمتها قرار محكمة العدل الدولية الواضح والصريح بضرورة وقف استهداف مدينة رفح، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني".
إلى ذلك، دان الأردن المجزرة داعيا إلى محاسبة المسؤولين عن ذلك. وقال بيان للخارجية الأردنية إن إسرائيل مستمرة في "جرائم الحرب البشعة في قطاع غزة، وآخرها قصف مخيم للنازحين قرب مقر لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) غرب رفح".
واعتبرت أن ذلك "تحدٍ صارخ لقرارات محكمة العدل الدولية وانتهاك جسيم للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".
إسبانيا والنرويج وأيرلندا
من جانبه، ندد وزير خارجية إسبانيا "باعتداء إسرائيل على مخيم نازحين في رفح حيث مات أبرياء وأطفال في انتهاك لأمر محكمة العدل الدولية".
وقال خوسيه مانويل ألباريس، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيريه الأيرلندي والنرويجي، الاثنين، في العاصمة البلجيكية بروكسل، إن "قصف مدينة رفح حدث بعد قرار محكمة العدل الدولية، ما يستدعي رفع صوتنا لدعم القانون الدولي، وسأطلب من الوزراء الأوروبيين الآخرين دعم عمل المحكمة"، مشيرا إلى أن الدول الثلاث ستعلن رسميا، غدا الثلاثاء، الاعتراف بدولة فلسطين.
من جانبه، قال وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي إن "ما شاهدناه بالأمس (في رفح) همجي، ولا يمكن قصف منطقة مكتظة دون إصابة المدنيين والأطفال"، مطالبا إسرائيل بوقف اجتياح رفح. وقال إن مواصلة إسرائيل الحرب في رفح انتهاك للقانون الإنساني الدولي، داعيا مجلس الأمن إلى تطبيق قرار محكمة العدل الدولية.
وبالمثل، دان وزير الخارجية الأيرلندي مايكل مارتن "الاعتداء الذي حدث أمس على مخيم للاجئين بمدينة رفح، معتبرا أنه "انتهاك لقرار محكمة العدل الدولية".
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.