اعتبر متحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، أن الدمار الذي خلفته الحرب الإسرائيلية على غزة يفوق ما نتج عن الحرب العالمية الثانية في أوروبا، وأنه يحتاج أكثر من 20 عامًا لمحوه وإعادة إعمار القطاع الفلسطيني.
وقال فاولر: "يجب أن تبقى كل العيون على غزة حتى عندما يحدث وقف لإطلاق النار لأن جهود إعادة الإعمار ستكون ضخمة جدا، وسيكون العبء المالي أيضا كبيرا جدا، لدرجة أن المجتمع الدولي سيحتاج إلى الوقوف إلى جانب سكان غزة لسنوات عديدة قادمة".
وردا على سؤال بشأن تقرير أممي أشار إلى أن إعادة إعمار غزة قد يستمر 20 عاما، أضاف فاولر: "أعتقد أن هذا تقدير واقعي، أنت تعرف أن أحد الأمور هو مستوى الدمار".
وفسر قائلا: "عند إعادة الإعمار تفكر في هل تعيد البناء، هل تعيد البناء من الصفر، وأي نوع من المباني تنشئ. يجب أن تحاول أن تعود إلى الحياة الطبيعية، والسؤال هو كم من الوقت سيستغرق القيام بذلك ".
وفسّر ذلك قائلا: "لدينا 13 ألف موظف، معظمهم من المعلمين، وبين الموظفين هناك حوالى 3500 لا يزالون قادرين على مواصلة العمل خلال هذه الحرب".
وأشار فاولر إلى أن معظم هؤلاء الموظفين "ممن يتولون أمور اللوجستيات (إدارة تدفق البضائع والمعلومات والموارد الأخرى كالمنتجات والخدمات) والرعاية الصحية وأشياء من هذا القبيل، فضلا عن الدعم النفسي والاجتماعي".
وفي معرض الحديث عن تأثير الحرب على الوكالة وموظفيها، شدد المتحدث الأممي على أن موظفي الأونروا "دفعوا ثمنا غير عادي" جراء هذه الحرب.
"سنواصل العمل في غزة"
وبشأن الدعوات الإسرائيلية لاستبدال وكالة الأونروا بوكالات أممية أخرى لاسيما في اليوم التالي للحرب، قال فولر: "نحن مكلفون من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتم تكليفنا لأول مرة في عام 1949. ولدينا مهمة محددة للغاية تتمثل في الاستجابة لأزمة محددة للغاية للاجئين نتيجة للحرب العربية الإسرائيلية في أواخر الأربعينيات".
وتابع "لم يختفي هذا التفويض. لقد تم تكييفه بمرور الوقت، كما تم تجديده أيضا بشكل متكرر. وإلى أن يحين الوقت الذي تختار فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة إما القول بأنه لم يعد حاجة لعمل الوكالة، أن هناك حاجة إلى شخص آخر للقيام بهذا العمل، فإننا سنواصل عملنا (في قطاع غزة)".
وأكد على أنه رغم أحاديث المسؤولين الإسرائيليين حول عدم وجود حاجة للأونروا، إلا أن الوكالة الأممية "لديها دائما علاقة منتظمة مع السلطات الإسرائيلية، ولا يزال العديد من المسؤولين الذين نتحدث معهم يعترفون الآن بأننا ضروريون للغاية".