أعلن حاكم منطقة بيلغورود الروسية، فياتشيسلاف غلادكوف، اليوم السبت عن تصاعد الوضع الإنساني في مدينة شيبيكينو الحدودية، بعد قصف عنيف من قبل القوات الأوكرانية أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة ستة آخرين بجروح.
وأكد غلادكوف أنه تم انتشال أربع جثث من تحت أنقاض منزل جزئياً مدمر في شيبيكينو، بالإضافة إلى وفاة امرأة في المستشفى بعد إصابتها بجروح خطيرة جراء القصف الذي وقع في ساعات متأخرة من مساء أمس الجمعة.
وأظهرت صور نشرتها خدمات الطوارئ الروسية رجال إنقاذ يبحثون بين أنقاض مبنى مكون من خمسة طوابق، الذي دمر بالكامل خلال الهجوم الليلي في شيبيكينو، وهي مدينة تبلغ عدد سكانها 40 ألف نسمة وتقع بالقرب من الحدود الأوكرانية، على بعد أقل من 100 كيلومتر من مدينة خاركيف الأوكرانية.
وفي سياق متصل، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الهجوم الأوكراني على خاركيف يهدف إلى إنشاء منطقة عازلة لحماية القرى الحدودية الروسية، في حين تؤكد أوكرانيا أن القصف كان رداً على التصعيد العسكري الروسي في البلاد.
ومنذ اندلاع الحرب في أوكرانيا في عام 2022، شهدت بيلغورود سلسلة هجمات تقول كييف إنها رد على الهجوم الروسي الواسع النطاق، مما أدى إلى تصاعد النزاع الدائر بين البلدين.
قمة سويسرا
وفي الوقت نفسه، يجتمع العديد من قادة العالم في سويسرا اليوم السبت، للمشاركة في أول قمة حول السلام في أوكرانيا، بعد أن شرط الرئيس الروسي بوتين استسلام كييف لبدء مفاوضات مع موسكو.
وتستمر القمة على مدى يومين في منتجع بورغنستوك، بمشاركة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وأكثر من 50 قادة دولة وحكومة، مع عدم دعوة روسيا للحضور.
وتهدف القمة إلى وضع أسس مبكرة لمسار سلام يشمل موسكو في المستقبل القريب، فيما وصف الرئيس الروسي بوتين الاجتماع بأنه "خدعة لتشتيت الانتباه"، معلناً عن إيقاف إطلاق النار وبدء محادثات سلام فوراً بشرط بدء كييف بسحب قواتها من الشرق والجنوب والتخلي عن محاولتها الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).
ومن جانبه، رفض الرئيس الأوكراني زيلينسكي هذه الشروط على الفور، معتبراً أنها "على طريقة هتلر"، ورفضها أيضاً حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة.
ويأتي هذا في وقت قدمت فيه قمة مجموعة السبع في إيطاليا قرضاً جديداً لأوكرانيا بقيمة 50 مليار دولار من فوائد الأصول الروسية المجمدة، للاستخدام في مجالات الدفاع وإعادة الإعمار.
ووقع الرئيس الأوكراني ونظيره الأميركي اتفاقاً أمنياً جديداً لمدة 10 سنوات يهدف إلى تعزيز الجيش الأوكراني وتعزيز التعاون في مجال التدريب وتقوية صناعة الأسلحة الأوكرانية المحلية، مما يعزز آمال زيلينسكي في انضمام بلاده إلى حلف شمال الأطلسي في المستقبل.