تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية توترا ملحوظا خلال الفترة الحالية، وخاصة في ظل القصف المتبادل بين حزب الله اللبناني وإسرائيل.
وكشف العميد المتقاعد إلياس حنا، الباحث اللبناني المتخصص في الشئون العسكرية والاستراتيجية، أبرز السيناريوهات المتوقعة خلال الأيام المقبلة بين إسرائيل وحزب الله.
قال حنا في تصريحات خاصة لإذاعة الشمس، إسرائيل تتخبط بقراراتها علي جميع المستويات سواء كانت سياسية، عسكرية، أمنية، واقتصادية، نشاهد أنه هذا التناقض من قراراتهم حول ما ستؤول إليه الأوضاع مع لبنان يعني من جهة أخري نري أن إسرائيل تقوم بحشد قواتها العسكرية مقابل الحدود مع لبنان وتقوم بتنفيذ مناورات تحاكي المعارك بالطبيعة الجبلية والقتال داخل الأماكن المأهولة بالسكان، وهي مشابهة لما ستؤول إليه المعارك مع القوى بلبنان.
وتابع حنا: "كما تقوم إسرائيل بإرسال التهديد عبر السلطات السياسية والعسكرية والأمنية، أنها سوف تقوم بعملية برية قد تصل إلى الليطامي لإجبار عناصر حزب الله بالابتعاد خلف الحدود مسافة من سبعة إلي عشرة كيلو، أو حتى خارج جنوب اللطامي".
وأوضح حنا أن كل المؤشرات تدل على نية إسرائيل علي شن عمل عسكري مع التوغل داخل الأراضي اللبنانية، متابعا "من جهة أخري نري أن العمل الدبلوماسي لحل القضية مع لبنان دون الذهاب إلى توسيع رقعة الحرب، هو بأشده هذا العمل، حيث تقوم عدة دول وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية بهذا العمل الدبلوماسي من خلال الموفد الأمريكي اموس هوكشتاين لإقناع الأطراف اللبنانية بالبنود الموضوعة للاتفاق ومنها التطبيق للقرار 1701 وتراجع حزب الله عن الحدود اللبنانية لمسافة معينة ووقف العمليات العسكرية، و غيرها من الأمور التي تؤدي إلى حل المسألة بالتسوية.
حنا: الحل الدبلوماسي سيغلب علي الحل العسكري
وتابع الخبير اللبناني: " حسب تحليلي سيغلب الحل الدبلوماسي على الحل العسكري، على الرغم أنه مرتبط بتوقف العمليات بقطاع غزة أو وقف إطلاق نار، وهذا يرجع لعدة أسباب السبب الأول، تعاظم قدرات المقاومة بلبنان كما ونوعا ودقة وهي قامت بإرسال رسائل واضحة من خلال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله عندما قال إنه إذا توسع دائرة الحرب سيكون دون سقوف وكان التهديد شديد، بجانب ما تم من خلال طائرة الهدهد وغيرها من الفيديوهات التي أشارت أن جميع الأهداف العالية القيمة التي تصنف ضمن أهداف استراتيجية هي تحت مرمى المقاومة إذا توسعت الحرب، وهذه كانت رسالة كتير عالية، والأمر الثاني الخسائر التي تعرض لها الجيش الإسرائيلي أصبحت كبيرة وهي ليست مادية فقط بل أيضا معنوية وقد أصابت معنويات الجيش وإصابة إرادته على الإنتاج و أصبحت ضعيفة وهذا ما أدى إلى خلافات واسعة بين السلطات السياسية والعسكرية بإسرائيل، والأمر الثالث إنه لا يمكن القتال على أكثر من جبهة وهذا ما يدفع إلى الفشل في تحقيق الأهداف، الأمر الرابع عمل الولايات المتحدة منذ اندلاع الحرب على عدم توسيع رفعة القتال والذهاب إلى حرب مفتوحة وإجبارها على خوض المعارك للدفاع عن إسرائيل، وخاصة أن هناك انتخابات رئاسية تهم الرئيس الأمريكي وحظوظه ليست في صالحه، هذا بجانب موافقة إيران على هذا المبدأ والعمل على تحقيقه".
واختتم حنا تصريحاته قائلا " وفقا لتلك الأسباب أري أن العمل الدبلوماسي سيغلب ولو أن العمل العسكري علي الأرض نري خلاله تهديدات كبيرة عسكرية لإعطاء نقاط للمفاوض فيما خص الحل الدبلوماسي بنقاط أكبر، ودائما الحل الدبلوماسي يرافقه تهديد عسكري لكسب النقاط.
إقرأ أيضا
يوآف غالانت: الجيش يوجه ضربات موجعة لحزب الله اللبناني يوميا
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.