تعتبر مسألة ترتيب الطفل بين أشقائه في الأسرة وتأثيرها على الصفات الشخصية، واحدة من القضايا التي تشغل بال علماء النفس والاجتماع.
ويرى البعض أن ترتيب ميلاد الطفل قد يكون عاملًا مؤثرًا في بناء شخصيته، حسب تعامل أولياء الأمور معه، بينما يقلل البعض الآخر من أهمية ترتيب الميلاد في اكتساب السلوك والصفات.
وللحديث عن تفاصيل هذا الموضوع، حدّثتنا عبر مداخلة هاتفية لبرنامج "بيت العيلة"، ساجدة زرعيني، عاملة اجتماعية مختصة ومعالجة زوجية وأسرية، وقالت إن كل عائلة لها طريقة مختلفة في التعامل مع الأبناء.
وأضافت أن الطفل البكر (الأول) يعطي هدية لوالديه، لأنه يجعلهم يتحولون إلى أب أو أم لأول مرة، ويستقبل كمًا كبيرًا من الحب والاهتمام والتعاطف، بينما يقل هذا الاهتمام عندما يأتي طفل آخر، وبالتالي قد لا يتقبل الطفل البكر هذا الأمر ويشعر بالغيرة الشديدة، ويعتبر أنه إن لم يكن هو المحبوب الوحيد في الأسرة، فإنه لا يحظى بأي حب أو اهتمام.
وشددت على أنه يجب على الأب والأم تحضير ابنهم البكر لاستقبال مولود جديد، وتدريبه على تحمل نوع من المسئولية تجاه أخوته، لأنه سيتحول لاحقًا إلى المسئول عنهم ويمارس دورًا في إدارة البيت.
وأكدت أن الطفل الثاني سيمارس أيضًا دورًا إداريًا لاحقا، عندما يقوم بدور الوساطة بين جميع أفراد العائلة، ويجب أن يتعلم فن الحوار، أما الطفل الأخير فهو "الطفل المشاغب" الذي يرى ويتابع عن كثب، كيف يتعامل الأب والأم مع أشقائه، وبالتالي هو أكثر شخص متوقع أن يكون لديه مهارات اجتماعية عندما يكبر.
وأشارت في ختام حديثها إلى الثقافة الأسرية تؤثر على الأبناء، وكيفية إدارة النقاشات والخلافات تعتبر عاملًا مهمًا في تشكيل شخصية الطفل.
طالع أيضا
الوالدية الرقمية.. تحديات تربية الأبناء في ظل تسارع الحياة وتطور التكنولوجيا