قال وهبة عامر، استشاري تربوي واجتماعي مختص في تغيير السلوك، من خلال برنامج "بيت العيلة" المذاع على راديو الشمس، إن الصدامات بين الأهل والمراهقين ليست أمرًا حتميًا لا يمكن تجنبه، بل يمكن الحد منها بشكل كبير من خلال التواصل الفعّال وبناء علاقة متينة قائمة على التفاهم والاحترام المتبادل.
وأضاف عامر: "المراهقة مرحلة حساسة ومليئة بالتغيرات، سواء على المستوى النفسي أو العاطفي، وهذا يفرض على الأهل اتباع أساليب تعامل مختلفة وفقًا لكل مرحلة عمرية.
ويجب أن يدرك الأهل أن المراهق لا يرى الأمور كما يرونها هم، بل يفهمها وفقًا لتجربته الخاصة، وحتى لو كان هناك توأمان يعيشان في نفس البيئة العائلية، فإن طريقة استيعاب كل منهما لتصرفات والديه قد تكون مختلفة تمامًا."
ويتابع: "التربية الناجحة تقوم بنسبة كبيرة على العلاقة الطيبة بين الأهل وأبنائهم. أكثر من 90% من تربية الأبناء تعتمد على وجود بيئة مليئة بالحب والتفاهم، حيث يشعر المراهق بأنه جزء من الأسرة، وليس مجرد متلقٍ للأوامر.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
ومن الضروري أن يشارك الأهل أبناءهم في اتخاذ القرارات الخاصة بهم، ويساعدونهم في توفير احتياجاتهم، مما يعزز شعورهم بالحياة ويعلمهم كيفية النشأة السليمة."
وعن كيفية تفادي الصدامات، يوضح عامر أن هناك عدة طرق يمكن أن تساعد الأهل، ومنها:
الاستماع الفعّال: أن يشعر المراهق أن رأيه مسموع دون تقليل من شأنه.
تفهم المشاعر: الأهل بحاجة إلى إدراك أن المراهق يمر بتغيرات تؤثر على حالته النفسية، وبالتالي يجب احتواؤه بدلًا من انتقاده.
تقديم الدعم المستمر: لا يجب أن تكون العلاقة بين الأهل والمراهق قائمة فقط على التوجيه أو العقاب، بل يجب أن تكون داعمة في جميع الأوقات.
وضع حدود واضحة ولكن مرنة: لا بد من وجود قوانين داخل الأسرة، لكن بمرونة تتيح للمراهق التعبير عن نفسه دون الشعور بالقيود المفرطة.
ويختم عامر تصريحه بالتأكيد على أن نجاح العلاقة بين الأهل والمراهقين يعتمد على مدى قدرتهم على خلق بيئة قائمة على الحوار والتفاهم، وليس السلطة المطلقة، فكلما زاد شعور المراهق بأنه جزء من العائلة وليس مجرد فرد يخضع للتوجيه، زادت فرص تجنب الصدامات وبناء شخصية قوية ومتزنة.
طالع أيضًا:
وهبة عامر: قلق الأهالي يؤثر على نفسية الأطفال وسلوكياتهم بنسبة 90%