في عالم مليء بالتحديات الصحية، يعد السرطان من أكثر الأمراض التي تثير القلق والاهتمام على مستوى العالم.
وتتباين أسباب السرطان من شخص لآخر، ولكن هناك عوامل مشتركة قد تلعب دوراً حاسماً في زيادة خطر الإصابة بهذا المرض القاتل.
من التدخين إلى العوامل البيئية والعدوى الفيروسية، تتعدد العوامل التي يجب على الأفراد أن يكونوا على دراية بها للحد من خطر الإصابة بالسرطان.
وكشفت دراسة حديثة أجراها باحثون أمريكيون أن حوالي نصف الوفيات الناتجة عن السرطان في الولايات المتحدة قد تعود إلى 6 عوامل يقوم بها الناس في حياتهم اليومية، مثل التدخين، واستهلاك الكحول، وعدم ممارسة التمارين الرياضية بشكل كافٍ.
عوامل تسبب الإصابة بمرض السرطان
وفقًا لصحيفة "ذا صن" البريطانية، فقد قام العلماء في جمعية السرطان الأمريكية (ACS) بفحص بيانات 30 نوعًا من السرطان لدى البالغين فوق سن 30 عامًا في الولايات المتحدة في عام 2019.
1-تدخين السجائر.
2-التدخين السلبي.
3-زيادة وزن الجسم.
4-استهلاك الكحول.
5-استهلاك اللحوم الحمراء والمصنعة.
6-انخفاض استهلاك الفواكه والخضروات والألياف الغذائية والكالسيوم الغذائي.
7-قلة النشاط البدني.
8-التعرض للأشعة فوق البنفسجية.
دور العدوى الفيروسية في تطور السرطان
العدوى بفيروس إبشتاين بار (EBV)، وبكتيريا هيليكوباكتر بيلوري، وفيروس التهاب الكبد بي (HBV)، وفيروس التهاب الكبد سي (HCV)، وفيروس الهربس البشري 8، وفيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، وفيروس الورم الحليمي البشري (HPV).
وجد الباحثون أن 40% من جميع الحالات (713,340) ونحو نصف الوفيات (262,120) يمكن أن تُعزى إلى جميع هذه العوامل المذكورة.
تأثير التدخين على الإصابة به
وأظهر التحليل أن التدخين له أعلى نسبة من الحالات المنسوبة إليه، بنسبة 19.3% أو (344,070 حالة).
وساهمت السجائر في 56% (206,550 من أصل 368,600) من جميع أنواع السرطان التي يمكن الوقاية منها لدى الرجال، و39.9% (137,520 من أصل 344,740) لدى النساء.
وكانت زيادة الوزن ثاني أكبر عامل خطر (7.6%)، يليها شرب الكحول (5.4%).
ولم يحدد الباحثون كميات الكحول التي يستهلكها الأشخاص الذين شملتهم الدراسة، ومع ذلك، فإن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض تعرف الاستخدام المنتظم للكحول بأنه مشروبان يومياً للرجال ومشروب واحد يومياً للنساء.
ومع ذلك، فإنهم يوصون بشرب كميات أقل، ويقولون إن الرهان الأكثر أماناً هو تجنب الشرب تماماً.
ويأتي بعد ذلك التعرض للأشعة فوق البنفسجية (4.6%)، وقلة النشاط البدني (3.1%).
استهلاك الكحول وارتباطه بأنواع معينة من السرطان
وعندما يتعلق الأمر بنوع السرطان، تراوحت نسبة الحالات الناجمة عن عوامل خطر محتملة قابلة للتعديل من 100% لسرطان عنق الرحم وساركوما كابوزي (أحد أنواع السرطان التي تتشكل في بطانة الأوعية الدموية والأوعية اللمفية)، إلى 4.9% لسرطان المبيض.
وتجاوزت النسبة 50% بالنسبة لـ 19 من أصل 30 نوعاً من السرطان التي تم تقييمها.
ويُعزى نحو 3.5% من جميع حالات السرطان والوفيات إلى العدوى، حيث ساهم فيروس الورم الحليمي البشري في النسبة الأكبر من الحالات (1.8%) والوفيات (1.2%).
استراتيجيات الوقاية وتقليل الخطر من السرطان
وسلطت النتائج الضوء على أهمية رفع مستوى الوعي حول عوامل الخطر هذه، للتقليل من حالات السرطان والوفيات الناجمة عنه.
وفي الواقع، لا يُعزى كل نوع من أنواع السرطان بسهولة إلى عوامل الخطر مثل تلك المنصوص عليها في الدراسة.
وقد ركزت هذه الدراسة على الولايات المتحدة، بينما كان هناك 18.1 مليون حالة جديدة من السرطان في جميع أنحاء العالم في عام 2020، وفقًا لأبحاث السرطان في المملكة المتحدة (CRUK)، لذا فهي مشكلة دولية.
وعلى هذا النحو، فإن الدراسة لم تكن شاملة ودقيقة بالقدر الكافي، مما يتطلب المزيد من البحوث، خاصة فيما يتعلق بالأنواع الأربعة الأكثر شيوعاً للسرطان التي تحدث على مستوى العالم، وهي الثدي والرئة والأمعاء والبروستاتا.
والتي تمثل أكثر من أربعة من كل 10 حالات، خاصة في ظل تقديرات أبحاث السرطان في المملكة المتحدة (CRUK) بأنه سيكون هناك 28 مليون حالة سرطان جديدة كل عام بحلول عام 2040.
طالع أيضًا:
العوامل المؤثرة في هشاشة العظام: الأسباب والعلاج