أسئلة دينية
shutterstock - Peshkova

ما حكم إطالة الشعر لدى الرجال؟

في عالمنا الحديث الذي تتغير فيه العادات، تبقى الآداب النبوية المتعلقة بالشعر والمظهر الشخصي، بمثابة مرجعية قيمة تجسد التوازن بين التقاليد والتطلعات الدينية.


وهذه النظرة الإسلامية الراقية تجاه الشعر واللحية لا تقتصر فقط على المظهر الخارجي، بل تعكس أيضًا رعاية شاملة للإنسان ككائن متكامل يحترم تراثه ويعتني بزينته كجزء من هويته.


وفي هذا السياق، نستكشف معًا ما حكم إطالة الشعر لدى الرجال والأحكام المتعلقة بهذا الشأن.


ما حكم إطالة الشعر لدى الرجال ؟


تطويل الشعر للرجال يعتبر زينة طبيعية للإنسان، فهو يحمي الرأس من الأذى ويشكل حاجزًا ضد الأشعة الضارة التي قد تؤثر على فروة الرأس.


وفي زمن النبي صلى الله عليه وسلم، كانت ظاهرة تطويل الشعر منتشرة، حيث كان النبي يطيل شعره إلى منكبيه، كما ورد عن عائشة أنه كان لديه شعر يتجاوز الكتفين ويتدلى فوق الأذنين.


ومن الأصل، ليس هناك أي مانع شرعي لتطويل الشعر، إذ لم يكن النبي يحلق رأسه إلا في أوقات الحج أو العمرة.


وكانت إطالة الشعر عادة محمودة في ذلك الزمان، وكان النبي يتبع عادات قومه طالما لم تتعارض مع تعاليم القرآن والسنة.


ومع ذلك، ينبغي أن يلتزم الإنسان بعرف الناس في الشريعة، حيث يجب عدم مخالفته ما لم يكن ذلك مخالفًا للدين.


وإطالة الشعر اليوم قد يكون مخالفًا للعادات المجتمعية والثقافية في بعض البلدان الإسلامية، حيث يصاحب ذلك في بعض الأحيان هيئة خارجة عن التقاليد الشرعية، مما يثير بعض التساؤلات بشأن النوايا والأهداف خلف هذا الفعل.


وإذا كانت النية وراء تطويل الشعر هي التشبه بالنساء أو لأغراض شخصية مثل الشهرة والرياء، فإن ذلك يتعارض مع مبادئ الشريعة الإسلامية، وفي هذه الحالة، يكون من الأفضل عدم التطويل.


اهتمام الإسلام بإكرام الشعر


الإسلام يولي اهتمامًا كبيرًا بإكرام الشعر كجزء من زينة الإنسان، إذ جعل الله الإنسان في أحسن تقويم وأكمل صورة.


ويأمر الإسلام المؤمنين بالاهتمام بمظهرهم وزينتهم، مشددًا على أهمية الزينة التي خلقها الله لعباده.


كما ورد في القرآن الكريم: "قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ"، مؤكدًا أن هذه الزينة محل الإنساني في الحياة الدنيا.


من بين الاهتمامات التي شرعها الإسلام للإنسان، الاهتمام بالشعر وإكرامه، حيث علمنا النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أن "من كان له شعر فليكرمه".


كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعتني بشعره ويرعاه، وكان يبدأ بالشق الأيمن منه.


كما نهى عن إهمال الشعر وتركه حتى يصبح متشابكًا، حيث رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلاً شعره متشابك وملبد، فسأل عن سبب عدم العناية به.


آداب نبوية متعلقة بالشعر


1- إكرام شعر الرأس والعناية به


كان النبي صلى الله عليه وسلم يوجه المسلمين إلى إكرام شعر الرأس، وكان يدهنه ويتسرح به بيده اليمنى، فإنه كان يحب التيامن في جميع الأمور.


2- عدم حلق بعض الشعر وترك البعض الآخر


نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن القزع، وكان يوصي بالاعتناء بالشعر دون أن يحلق جزءً منه بالكامل.


3- تغيير لون الشعر الأبيض بالحناء وما شاب منه بأنواع الأصباغ الطبيعية


كما روى جابر بن عبدالله، رضي الله عنهما، أنه يجب تغيير الشعر الأبيض بشيء ملائم، وكذلك تغيير ما شاب منه بالأصباغ المناسبة.


4- العناية باللحية وقص الشارب


كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي بترك لحية وتنظيفها، وكذلك قص الشارب، حيث قال: "خالفوا المشركين، وفروا اللحى، وأحفوا الشوارب".


هذه الآداب تعكس الاهتمام الإسلامي بالمظهر الشخصي والتزام المسلمين بالاعتناء بزينتهم والمحافظة على شكلهم بطرق تتوافق مع القيم الدينية والثقافية.


طالع أيضًا

ما حكم هجر الزوج لزوجته؟

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.