في لقاء مطول مع صحيفة بلومبرغ الاقتصادية، عرض المرشح الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة، دونالد ترامب، برنامجه الاقتصادي، بالتفصيل، وأوضح لنا من جديد، أنّ محاولاته لإعادة أمريكا إلى عظمتها، كما يصرح دائمًا، تشتمل على تحويلها إلى جزيرة اقتصادية منعزلة عن العالم أجمع، فهو يريد فرض ضرائب جمركية على منتجات كل، وللتشديد، كل دول العالم، الأصدقاء والأعداء… ويريد إغلاق الحدود الجنوبية لوقف تدفق الهجرة، فور دخوله إلى المكتب البيضاوي..
ما انعكاس هذه الأمور على أمريكا، وعلى العالم؟
للإجابة عن هذه التساؤلات، أجرينا لقاء ضمن برنامج إعمل حسابك الاقتصادي مع الدكتور تومر فدلون، من معهد أبحاث الأمن القومي INSS وجامعة تل أبيب، الذي قال إنّ ترامب يعتقد أنّ فرض الضرائب الجمركية سوف يعيد الصناعات إلى الولايات المتحدة، وبالتالي سوف يفتح سوق العمل أمام الأمريكيين. وأضاف أنّ هذا الأمر سوف يأخذ وقتًا طويلًا، بالإضافة إلى أنّه سيؤدي إلى رفع الأسعار بالنسبة للمستهلك الأمريكي، وبالتالي إلى ارتفاع التضخم المالي.
وقال إنّ هناك فارقًا كبيرًا بين ما يقوله المرشحون خلال حملاتهم الانتخابية، وبين ما يجري في الواقع، فمثلا كانت تصريحات ترامب عدائية تجاه الصين خلال الحملة السابقة التي سبقت انتخابه عام 2016، ولكن الأمر أدى إلى تراجع طفيف في التجارة مع الصين. وأضاف أنّ بايدن أيضًا قام بخطوات عدوانية تجاه التجارة مع الصين، الأمر الذي يعني أنّ مسألة الحرب الاقتصادية مع الصين هي أمر يتفق عليه الحزبان في الولايات المتحدة. وأشار إلى أنّ خطوات بايدن أدت إلى تراجع أكبر في التجارة مع الصين، من الخطوات التي قام بها ترامب.
وقال إنّ الخطوة الأساسية التي سوف تقود ربما إلى إعادة انتخاب ترامب، هي إعلانه عن رغبته بإجراء تخفيضات ضريبية كبرى الأمر الذي أسهم بقيام العديد من أغنياء الولايات المتحدة بالإعلان عن دعمه في الانتخابات القريبة.
وقال د. فدلون إنّ ترامب أعلن أنّه سيعمل على استخراج المزيد من النفط في الولايات المتحدة، الأمر الذي سوف يساعدها في خفض تكاليف الانتاج لديها، وربما يضرب انتاج النفط في دول الشرق الأوسط، ويضطر منظمة أوبك + أن تخفض انتاجها أو أن تخفض الاسعار.