في عالم تتسارع فيه وتيرة الحياة بشكل مستمر، قد يبدو من الغريب أن نكتشف أن أدمغتنا تعيش فعليًا في الماضي، هذه الفكرة قد تبدو غير منطقية، ولكنها مدعومة بالبحث العلمي.
ومن خلال فهم كيفية عمل الدماغ والتجارب المثيرة التي أجراها العلماء، نبدأ في إدراك أن عملية اتخاذ القرار ليست كما نتصورها.
وفي هذا التقرير عبر "الشمس" نستعرض كيف تتفوق بيولوجيا دماغنا على وعينا، وكيف أن نتائج التجارب العلمية قد تغير فهمنا لطريقة عمل عقولنا بشكل كلي.
حيث تظهر الأبحاث أن أدمغتنا تتخذ قرارات قبل أن نكون واعين بذلك، مما يجعلنا نعيش فعليًا في الماضي، ووفقًا لأحد الخبراء، يبدو أن عملية اتخاذ القرار وتنفيذها هما حالتان منفصلتان.
بيولوجيا الدماغ وفكرنا الواعي
في استكشاف هذه الفكرة المدهشة، التي تشير إلى أن بيولوجيتنا قد تتفوق على وعينا، تحدث الدكتور كريس سميث في برنامجه "اسأل العالِم" على إذاعة جنوب أفريقيا، كما نقلت صحيفة Express.
بعدما قام أحد المستمعين بطرح سؤالًا فلسفيًا: "متى يقرر عقلي استخدام ملعقة أو شوكة أثناء تناول الطعام؟ متى يحدث ذلك الوعي؟".
حيث أجاب الدكتور سميث موضحًا أن هذا الموضوع تم دراسته منذ حوالي 40 عامًا، عندما أجرى العلماء تجارب حول نشاط الدماغ.
لحظة الوعي واتخاذ القرار
في برنامجه CapeTalk، شرح الدكتور سميث: "كان الهدف هو معرفة الفارق بين لحظة اتخاذ الشخص لقرار القيام بشيء ما واللحظة التي يصبح فيها واعيًا بهذا القرار، حيث لم يكونا متطابقين".
وشملت التجربة إعطاء المشاركين جهاز تحكم عن بعد يمكنه تغيير الشرائح على جهاز عرض حسب رغبتهم، لكن بدون علمهم، كان الزر غير فعال.
قال الدكتور سميث: "في الواقع، كان التغيير في نشاط الدماغ هو ما يحرك الشرائح، وليس جهاز التحكم عن بعد".
وأضاف: "كانوا يراقبون موجات دماغ المشاركين، وتمكنوا من ملاحظة قرار الضغط على الزر ينعكس في تغيير الموجات الدماغية حتى نصف ثانية قبل الضغط الفعلي على الزر".
الدهشة من نتائج التجربة: كيف تفاجأ المشاركون؟
أعرب العديد من المشاركين بعد التجربة عن دهشتهم، معتقدين أن الآلة "كانت قادرة على قراءة أفكارهم"، لأنها كانت تغير الشرائح قبل أن يدركوا رغبتهم في ذلك.
وأوضح الدكتور سميث بشكل أكثر تفصيلًا: "نحن جميعًا نعيش في الماضي بفارق يتراوح بين ثلث إلى نصف ثانية. يقدم دماغنا وعينا بتفاصيل ما نقوم به بعد أن نكون قد قررنا فعليًا ما سنفعله".
طالع أيضًا:
اضطراب وراثي جديد يثير الفزع: كيف يهدد حياة مئات الآلاف؟