في عالم يتطور فيه الطب بسرعة مذهلة، يظل البحث عن علاجات فعالة للسرطان من أبرز التحديات.
وبينما يتجه العلماء نحو استكشاف مسارات جديدة لمحاربة هذا المرض، قد يكون الحل قريباً منا، بل وفي طبقنا اليومي، ماذا لو كان النظام الغذائي هو المفتاح لتعزيز فعالية العلاجات؟
دور نظام كيتو الغذائي في مكافحة السرطان
بحث فريق من علماء جامعة كاليفورنيا تأثير نظام كيتو الغذائي في مكافحة السرطان، حيث توصلوا إلى نتائج مشجعة.
يقوم نظام كيتو الغذائي على تقليل تناول الكربوهيدرات بشكل كبير، حيث يتم استبعاد الخبز، الأرز، والمعكرونة بشكل كامل، بالإضافة إلى الحلويات والشوكولاتة والكعك.
يتم استهلاك منتجات الألبان، الفواكه، والخضروات بكميات محدودة، ويهدف هذا النظام إلى تحويل الجسم لاستخدام الدهون كمصدر رئيسي للطاقة بدلاً من الجلوكوز.
تأثير النظام الغذائي على فعالية علاجات سرطان البنكرياس
وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل"، اكتشف العلماء أن نظام كيتو الغذائي، الذي يعتمد على تقليل الكربوهيدرات وزيادة تناول الدهون.
يمكن أن يعزز فعالية علاجات سرطان البنكرياس، يُعتقد أن هذا النظام يحرم الأورام من الطاقة اللازمة لنموها.
تجربة على الفئران: أربعة مجموعات غذائية مختلفة
في إطار الدراسة، تم تقسيم فئران المختبر إلى أربع مجموعات:
1- مجموعة تتبع نظام كيتو الغذائي.
2- مجموعة تتبع نظامًا غذائيًا تقليديًا.
3- مجموعة تتبع نظامًا غذائيًا تقليديًا مع تناول عقار مضاد للسرطان.
4- مجموعة تتبع نظام كيتو الغذائي مع تناول نفس العقار.
العقار المستخدم في الدراسة هو مركب تجريبي يُدعى eFT508، الذي يعمل على منع الأورام من استخدام الدهون كمصدر للطاقة.
النتائج: تأثير النظام الغذائي والعقار على انكماش الأورام
في نهاية التجربة، لاحظ العلماء أن الفئران التي تناولت نظام كيتو الغذائي مع العقار المضاد للسرطان شهدت أكبر نسبة انكماش في الأورام.
يُعزى هذا التأثير إلى إطلاق بروتين يُعرف باسم "عامل بدء الترجمة في الخلايا حقيقية النواة" (eIF4E)، الذي يعزز استقلاب الدهون في الجسم.
نظراً لأن خلايا سرطان البنكرياس تعتمد على الدهون في نموها، يعتقد الباحثون أن هذا البروتين يسهم في تجويع الأورام وحرمانها من الطاقة الضرورية.
أوضح الدكتور ديفيد روجيرو، الباحث الرئيسي في الدراسة، قائلاً: "لقد حصلنا الآن على دليل قوي حول كيفية استخدام النظام الغذائي بالتزامن مع علاجات السرطان المتاحة لاستهداف السرطان بدقة أكبر".
طالع أيضًا
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.