تسببت حرائق الغابات، على مدار اليومين الماضيين، في أضرار كبيرة في تركيا، حيث أصيب 78 شخصًا في ولاية إزمير، ثالث أكبر مدينة تركية من حيث عدد السكان.
وحول موضوع حرائق الغابات، كانت لنا هذه المداخلة ضمن برنامج "بيت العيلة"، مع الباحث بمجال الجغرافيا التاريخية طارق بصول، والذي أكد أن ظاهرة حرائق الغابات هي ظاهرة طبيعية لا يمكن للإنسان تنبؤها أو معالجتها مثلها مثل الزلازل.
وأوضح بصول أن الفرق بين الزلازل والحرائق كظاهرتين طبيعيتين، هو أن الحرائق ليست حديثة وإنما يشهد عليها التاريخ، لكن تفاقمها هو أمر حديث، وذلك لعدة عوامل، أهمها العامل الطبيعي والعامل البشري.
ما هي أسباب حرائق الغابات في العالم؟
وقسّم الباحث بمجال الجغرافيا، العامل الطبيعي إلى نقطتين؛ الأولى هي التغيرات المناخية العالمية والاحتباس الحراري، وهي ظاهرة لها أيضًا علاقة بالإنسان والثورة الصناعية التي أدت لارتفاع درجات الحرارة كل 50 عامًا بمقدار نصف درجة مئوية.
والثانية هي اتجاه الرياح، حيث أن هناك بعض الأيام ترتفع درجات الحرارة نتيجة وصول كتل هوائية ساخنة.
أما العامل البشري، فهو كل ما يتعلق بتصرف الإنسان في الحيز الجغرافي، من خلال إشعال النيران وعدم احترام القوانين التي تمنع ذلك، وكذلك اتساع الرقعة العمرانية وبناء البيوت وشق الشوارع، حيث تمنع من امتصاص درجات الحرارة في باطن الأرض.
هل يمكن التنبؤ بحرائق الغابات كظاهرة طبيعية؟
قال بصول إنه يمكن تجنب اشتعال حرائق الغابات من خلال بعض الخطوات التي قد تساهم في التنبؤ بالحرائق، مثل فحص المكان الجغرافي والموقع والنباتات التي تحترق.
وأوضح أن هناك أنواع من النباتات قابلة للاشتعال بشكل مباشر بمجرد وصول أي شرارة إليها، مضيفا أنه بمجرد الانتهاء من الحصاد يجب فحص الأنواع القابلة للاشتعال وسريعة الاشتعال وإبعادها، تماما كما يحدث في عملية تقليم الأشجار التي تساهم في عزل الأغصان اليابسة لمنع الحرائق.
وأكد أن تدخل الإنسان بالهندسة الزراعية ومعالجة وتخطيط وتنظيم هندسة الزراعة، يقلل الحرائق، وأن الإنسان عبارة عن سفير للبيئة، وكل إنسان عليه اتخاذ المسؤولية والصلاحية الكاملة في الحفاظ على البيئة من خلال تجنب الحرائق والمحافظة على البيئة والغابات منظمة ومهندسة زراعيًا.
طالع أيضا:
رابع أكبر حريق بتاريخ الولاية.. كاليفورنيا تواصل مكافحة حرائق الغابات
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.