ألقى الرئيس الأمريكي جو بايدن، خطابًا أمام المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي في شيكاغو، اختتم به مسيرته السياسية في الحزب، قبل أن يسلم الشعلة إلى نائبته كامالا هاريس، المرشحة لانتخابات الرئاسة.
وحول هذا الخطاب وما جاء بين سطوره، كان لنا حديث مع د. حسن أيوب، المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الفلسطينية.
وقال أيوب إن جو بايدن يشعر أنه تحرر من ضغوط الإخفاقات التي واجهها خلال الفترة الأخيرة فيما يتعلق بوضعه الذهني ومتابعة الأحداث خاصة بعد المناظرة الشهيرة بينه وبين ترامب التي أثارت مخاوف الحزب الديمقراطي تجاه عدم قدرة بايدن على خوض الانتخابات وهو ما حدث بالفعل.
وأضاف أن خطاب بايدن في مؤتمر الحزب حاول إظهار التماسك في دعمه لنائبته الحالية كامالا هاريس، وأن الخطاب لم يحمل أخبارًا واكتفى بالشعارات ومحاولات التحفيز، لأن المرحلة بالنسبة لبايدن حساسة للغاية ولا يمكنه الإقدام على تقديم أي سياسات -سواء للجمهور أو للحزب - قد تثقل على كاهل المرشحة الحالية.
موقف بايدن الأخير من ملف الحرب
وأكد أن بايدن لا ينبغي له تقديم سياسات جديدة تشوش أو تحدد الإطار العام لهاريس، غير أنه لا يوجد شيء جديد في الشأن الداخلي أو على مستوى السياسة الخارجية الأمريكية، سواء من ناحية أوكرانيا أو المحور الآسيوي في الصراع مع الصين، أو العدوان على قطاع غزة وهو الملف الأكثر سخونة وإلحاحا، وهو ما أبدى فيه تفاؤلا حول إمكانية وضرورة التوصل لصفقة منعًا للتصعيد الإقليمي.
ولفت أيوب إلى أن الحزب الديمقراطي يحاول لملمة الصفوف والتعبئة الداخلية وإعادة توحيد نفسه داخليا، خاصة بعد أن هدده خلال الفترة الماضية وجود تيارات وشرائح تُعرف بالتيار التقدمي، إلى جانب حالات الاحتجاج التي رافقت فترة بايدن.
الجاليات العربية والمسلمة تشكل ضغطا على الحزب الديمقراطي
كما أشار إلى عدم وجود احتجاجات تخللت المؤتمر، رغم وجود احتجاجات واسعة خارجه من قبل الجاليات العربية والمسلمة والتي تطالب كاميلا هاريس بتغيير سياسات بايدن تجاه إسرائيل، مدللًا على ذلك بالأصوات التي قاطعت خطابات هاريس أكثر من مرة، وطالبتها بوقف العدوان على غزة.
وأكد أن الحزب الديمقراطي لا يمكنه تجاهل حالة الاحتجاج المستمر خاصة أنه من المتوقع أن تُحسم الانتخابات بآلاف الأصوات وليس مئات آلاف الأصوات، لذلك سيكون حريصا على سياساته أن تأخذ بعين الاعتبار الاحتجاج لدى فئات واسعة من المجموعات العرقية المختلفة.
وتحدث ضيفنا عن اللافتات التي رُفعت أمام بايدن في خطابات سابقة، تطالب بوقف تسليح إسرائيل، والتي لم ينتقدها بايدن بل قال إنهم على حق وإن الولايات المتحدة تبذل جهودًا لوقف هذه الحرب، وأشار أيوب إلى أن الإدارة الأمريكية تعاني في علاقتها مع حكومة نتنياهو، لأنها لا تريد حدوث حرب إقليمية.
طالع أيضًا:
بايدن: نعمل لمنع توسّع الصراع وجمع الرهائن بعائلاتهم وزيادة المساعدات لغزة