أعلن حزب الله اللبناني صباح اليوم الأحد، عن انتهاء المرحلة الأولى من عملياته العسكرية ضد إسرائيل، واصفاً إياها بالناجحة.
وأكد الحزب أن هذه المرحلة تضمنت إطلاق أكثر من 320 صاروخ كاتيوشا باتجاه مواقع عسكرية إسرائيلية، بهدف استهداف ثكنات ومواقع الجيش الإسرائيلي لتسهيل عبور الطائرات المسيرة نحو أهدافها في عمق إسرائيل.
تفاصيل الهجمات
بحسب بيان حزب الله، شملت الهجمات استهداف قواعد عسكرية إسرائيلية مثل قاعدة "ميرون"، و"زعتون"، ومرابض "نافي زيف" و"الزاعورة" وقاعدة "السهل".
وأكد الحزب أنه بدأ هجوماً جوياً باستخدام عدد كبير من الطائرات المسيرة باتجاه أهداف عسكرية إسرائيلية نوعية، سيتم الإعلان عن تفاصيلها لاحقاً.
وفي بيان رسمي للجيش الإسرائيلي: "تم تدمير نحو 100 طائرة حربية لسلاح الجو ودمرت الاف منصات إطلاق قذائف صاروخية لحزب الله ومعظمها كانت موجهة نحو شمال البلاد وبعضها أيضًا إلى وسط البلاد".
وفي سياق متصل، كشف مصدر استخباراتي غربي لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أن الضربة الإسرائيلية في لبنان بالساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، أحبطت هجوما صاروخيا على تل أبيب كان على بعد دقائق.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه يشن ضربات استباقية في لبنان، بعد رصده استعدادات لحزب الله لشن "هجمات واسعة النطاق" ضد إسرائيل التي أعلنت حال الطوارئ.
رد فعل إسرائيل
في المقابل، أكد الناطق العسكري الإسرائيلي أن عشرات الطائرات الحربية الإسرائيلية شنت هجمات جوية مكثفة على مواقع في جنوبي لبنان رداً على الهجمات الصاروخية من حزب الله.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن ارتقاء شخصين، في غارات إسرائيلية على بلدة الطيري جنوب لبنان.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن "100 طائرة حربية إسرائيلية" شاركت في الهجوم على أكثر من 200 هدف في لبنان.
وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه بعد تقييم الوضع، تقرر تغيير السياسة الدفاعية للجبهة الداخلية الإسرائيلية، وفرض قيود جزئية على مناطق شمال الجولان وجنوبه، والجليل، والأغوار، والكرمل، ومنطقة تل أبيب الكبرى.
وكما أشارت مصادر إعلامية إسرائيلية إلى أن التقديرات تشير إلى استعداد حزب الله لإطلاق نحو 1000 صاروخ نحو عمق إسرائيل، ما أدى إلى رفع حالة التأهب في كافة أنحاء البلاد.
تأثير الهجمات على الأرض
أفادت وسائل إعلامية بانفجار صواريخ اعتراضية إسرائيلية في أجواء قرى حدودية جنوبي لبنان، في حين أكد الجيش الإسرائيلي اعتراضه عشرات الصواريخ التي أُطلقت من لبنان نحو الجليل الأعلى.
وكما أشار إلى رصد نحو 150 عملية إطلاق صواريخ من لبنان نحو إسرائيل خلال الساعة الأخيرة فقط.
تأثيرات داخل إسرائيل
نتيجة لهذه الهجمات، انقطع التيار الكهربائي عن مدينة عكا الساحلية وضواحيها، كما أعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية عن رفع حالة التأهب ونشر فرق الطوارئ في جميع أنحاء البلاد.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بتأجيل الاجتماع الأسبوعي للحكومة الإسرائيلية، المقرر اليوم الأحد، على خلفية التطورات الأمنية الراهنة.
وطالب الجيش الإسرائيلي سكان المناطق الحدودية مع لبنان بالاستعداد لرد من حزب الله.
وأعلنت بلدية حيفا فتح جميع الملاجئ العامة في جميع أنحاء المدينة، وإغلاق شواطئ حيفا في ضوء الأوضاع الأمنية.
وأعلنت القناة 12 الإسرائيلية عن إغلاق مطار بن غوريون أمام الهبوط والإقلاع "في ضوء الأوضاع الأمنية".
ودعا الطاقم الأمني الوزاري المصغر في إسرائيل لاجتماع طارئ لمناقشة التطورات الأمنية، مع تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير دفاعه على الإشراف المباشر على العمليات الجارية.
تصريحات حزب الله
من جانبه، أكد حزب الله أنه على استعداد للرد بقوة على أي اعتداء إسرائيلي، مشيراً إلى أن المقاومة اللبنانية ستظل في أعلى جاهزيتها لمواجهة التهديدات.
وأكد الحزب أن أي استهداف للمدنيين سيقابله "عقاب شديد وقاسٍ" لإسرائيل، مشدداً على استمرار العمليات العسكرية ضد المواقع الإسرائيلية.
الولايات المتحدة تؤكد دعمها لإسرائيل
أكدت الولايات المتحدة أنها "ستواصل دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" بعد الهجوم الذي شنه حزب الله، وأوضحت أن الرئيس جو بايدن يراقب عن كثب التطورات في كل من إسرائيل ولبنان.
وقال شون سافيت، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، في بيان إن المسؤولين الأميركيين على تواصل مستمر مع نظرائهم الإسرائيليين بتوجيه من الرئيس بايدن.
وأضاف: "سنواصل دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وسنعمل للحفاظ على الاستقرار الإقليمي".
وكما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن وزير الدفاع لويد أوستن أجرى محادثة هاتفية مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، أكد خلالها التزام واشنطن بالدفاع عن إسرائيل.
وأوضح بيان البنتاغون أن أوستن "ناقش مع وزير الدفاع الإسرائيلي سبل الدفاع عن إسرائيل ضد هجمات حزب الله اللبناني".
وأضاف البيان أن أوستن شدد على "التزام الولايات المتحدة الراسخ بالدفاع عن إسرائيل في مواجهة أي هجمات من إيران أو حلفائها في المنطقة".
التوقعات المستقبلية
مع استمرار التصعيد، يتوقع مراقبون أن الوضع قد يتفاقم بشكل أكبر، خاصة مع تأكيدات الجانبين على استعدادهم للتصعيد العسكري.
ويأتي هذا في وقت تتزايد فيه المخاوف من اندلاع حرب شاملة بين حزب الله وإسرائيل، وسط تحذيرات دولية من خطورة تدهور الوضع الأمني في المنطقة.