أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الثلاثاء، بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو كان قد أرسل فريق التفاوض الإسرائيلي إلى القاهرة مع مقترح بشأن محور نتساريم الذي يقسم قطاع غزة إلى جزأين، والذي سبق أن رفضه الوسطاء قبل عدة أشهر.
وبحسب الصحيفة، فإنّ فريق المفاوضات الإسرائيلي أعرب عن معارضته الجارفة للمقترح، لكن نتنياهو أصرّ على أن يتم تمريره إلى الوسطاء الذين رفضوه.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع على الاتصالات المتعلقة بالمفاوضات قوله "من يعتقد أننا إذا قمنا بحل بند معيّن فستكون هناك صفقة، لا يدرك أن نتنياهو سيجلب بنداً آخر".
طريق على طول محور نتساريم
وأوضحت الصحيفة أنه قبل بضعة أشهر، وفي إحدى المناقشات العديدة التي أجراها فريق التفاوض الإسرائيلي، جرت محاولة لإيجاد حل بشأن الطريق الذي شقته إسرائيل من الشرق إلى الغرب على طول محور نتساريم.
وكان السؤال المطروح هو كيفية التوفيق بين مطلب حركة حماس الواضح بالانسحاب الإسرائيلي من المحور، أو على الأقل من جزء منه، والمطلب الذي كان الجيش الإسرائيلي شريكاً فيه في ذلك الوقت، بمواصلة السيطرة على الطريق للتحقق من العائدين إلى مدينة غزة.
وعلى الرغم من توضيح فريق التفاوض الإسرائيلي أن الحل المطروح لا يمكن أن يكون مقبولاً من حركة حماس أو الوسطاء، وأنه يعارضه، إلا أن نتنياهو أصرّ على تقديمه للوسطاء الذين رفضوه.
حفر خنادق وقنوات
بعد إصراره على استحالة الانسحاب من المحور، غيّر الجيش الإسرائيلي رأيه في نهاية مارس/ آذار الماضي، وقرر منح أولوية أكبر لموضوع المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة قبل موضوع السلاح الذي تزعم إسرائيل أن الفصائل الفلسطينية قد تنقله إلى شمالي القطاع، وعليه دعم الجيش الانسحاب من محور نتساريم.
وبعد ضغوط شديدة، وافق نتنياهو تمهيداً لصياغة مقترح الصفقة الذي أصبح "مصيرياً"، ذلك الذي قُدّم في 27 مايو/أيار، بأن تتخلى إسرائيل عن مطلبها بإنشاء آليات تفتيش أو إبقاء القوات في المحور وحفر خنادق وقنوات في محيطه، وكل ما كان واضحاً أنه لا توجد فرصة لموافقة حركة حماس عليه، على أن تصرّح "حماس" بأن من سيعبر إلى الشمال سيكون غير مسلّح.
اقرأ\ي أيضًا| د. جهاد الحرازين: نتنياهو يحاول اختزال القضية الفلسطينية في محور فيلادلفيا ومعبر رفح