سياسة
shutterstock

نقاش حاد بين نتنياهو وغالانت حول اتفاق تبادل أسرى مع حماس

شهد اجتماع الكابينيت السياسي – الأمني الإسرائيلي ليلة أمس الخميس، نقاشًا صاخبًا بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت.


وتخلله صراخ وتوترات، حول إمكانية التوصل إلى اتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق النار مع حركة حماس، وفقًا لما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية اليوم الجمعة.


تحذيرات غالانت

في بداية الاجتماع، قدم غالانت تقريرًا مفصلاً حول الوضع الراهن، مؤكدًا أن اتفاق تبادل الأسرى وصل إلى "مفترق طرق استراتيجي" بالنسبة لإسرائيل.


وأشار إلى أن عدم التوصل لاتفاق قد يكون له تداعيات تتجاوز قضية الرهائن، بما في ذلك احتمال اندلاع حرب إقليمية.


مقترح نتنياهو المفاجئ

بعد منتصف الليل، فاجأ نتنياهو الوزراء بإعلانه نيته التصويت على قرار إبقاء القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا، مما أثار جدلاً واسعًا في الاجتماع.


واعترض غالانت بشدة على هذا التصويت، معتبرًا أن اتخاذ قرار رسمي كهذا قد يعرقل المفاوضات الجارية بشأن تبادل الأسرى.


وأضاف أن "لدى رئيس الحكومة صلاحية في طرح أي اقتراح وبضمن ذلك إعدام المخطوفين".


مواقف قادة الأمن

وفقًا للتقارير الإسرائيلية، أعرب كل من رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هليفي، ورئيس الموساد، دافيد برنياع، عن تحفظهما بشأن القرار قبل التصويت عليه.


ورغم نفي مكتب نتنياهو لتلك التحفظات، إلا أن هليفي أشار إلى أن مثل هذا القرار الرسمي سيكون غير ضروري وقد يضيف تعقيدات إضافية لقضية الرهائن.


وأضاف برنياع أن المفاوضات الحالية تتركز على قائمة الرهائن والأسرى الفلسطينيين الذين سيتم تحريرهم، وليس على مسألة محور فيلادلفيا.


تحذيرات من التصعيد

أوضح غالانت خلال الاجتماع أن قرار إبقاء القوات في محور فيلادلفيا في إطار صفقة تبادل الأسرى من شأنه أن ينقل قرار إسرائيل بشأن استراتيجيتها إلى أيدي زعيم حركة حماس، يحيى السنوار.


وحذر من أن عدم استسلام السنوار بشأن محور فيلادلفيا يعني تخلي إسرائيل عمليًا عن أحد أهداف الحرب، وهو إعادة الرهائن.


وأضاف أن "الاختيار الآن هو بين البقاء في محور فيلادلفيا أو إعادة المخطوفين، ولا يمكن تحقيق الأمرين معًا، مما قد يؤدي في النهاية إلى وفاة المخطوفين أو اضطرار إسرائيل إلى التراجع عن قرارها".


تحليل الخلاف بين نتنياهو وغالانت

قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن الخلاف بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت يأتي ضمن سلسلة من الاتهامات المتبادلة بين القيادة السياسية والمؤسسة العسكرية في إسرائيل بشأن الفشل الذي وقع في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.


موقف غالانت

قال حنا إن وزير الدفاع غالانت يرى أن الانسحاب من محور فيلادلفيا - المنطقة الفاصلة بين مصر وقطاع غزة- قد يكون خطوة لفتح باب لوقف إطلاق النار في غزة وتحقيق صفقة لتبادل الأسرى.


ويعتقد غالانت أن هذه الخطوة يمكن أن تؤدي إلى تهدئة الأوضاع وتحقيق تقدم في المفاوضات.


موقف نتنياهو

في المقابل، يبدو أن رئيس الوزراء نتنياهو لا يولي اهتماماً كبيراً لهذه الفكرة.


وبحسب الخبير العسكري، يركز نتنياهو على عدد الجنود والمواقع التي ستحافظ عليها إسرائيل على طول محور فيلادلفيا، وكذلك على كيفية تحديد قواعد الاشتباك وتأمين منطقة عازلة داخل الأراضي الفلسطينية.


أبعاد إضافية للمعركة

أشار حنا إلى أن إسرائيل تتبع دائماً استراتيجيات أمنيّة معقدة عند توقيع اتفاقات أو معاهدات، مثل ما حدث بعد انسحابها من غزة عام 2005.


ومع ذلك، فإن حماس أدخلت بُعدًا جديدًا في الصراع لم يكن معروفاً من قبل في حروب الأنفاق، حيث أثبتت أن السيطرة على الأرض لا تعني بالضرورة السيطرة على ما تحتها، مما يزيد من تعقيدات الوضع على الأرض ويجعل من الصعب على إسرائيل أو أي قوة أخرى التعامل مع هذه التحديات.


التكتيكات العسكرية الإسرائيلية

نبه الخبير العسكري إلى أن إسرائيل تستخدم تقنيات العزل العمودي والأفقي في الضفة الغربية والمناطق الأخرى، بالإضافة إلى السيطرة على الأجواء والمياه الجوفية.


وهذه الاستراتيجيات تسمح لإسرائيل بمراقبة وتحكم المناطق بشكل فعال.


الفرقة "98" ودورها المستقبلي

أشار حنا إلى احتمال توجيه مهام جديدة إلى الفرقة الإسرائيلية "98"، التي أعلنت انتهاء عملياتها في خان يونس ودير البلح، للقيام بعمليات مشابهة في منطقة محور فيلادلفيا، خاصة بعد أن صادق المجلس الوزاري المصغر على إبقاء السيطرة الإسرائيلية على المنطقة.


الهدف النهائي لإسرائيل

اختتم حنا حديثه بأن الهدف النهائي لإسرائيل يبدو أنه يتمثل في تقسيم المناطق وتهجير السكان منها بعد تدميرها، وذلك في إطار استراتيجيتها لتحقيق السيطرة الأمنية الكاملة.


يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

0

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.